شهداء سوريا ولبنان

lebanon-syria-flags

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ     
غالب قنديل:

يمر السادس من أيار في لبنان باهتا بعدما أفرغ من معناه ومحتواه التاريخي المجيد بينما سوريا على عهدها مع شهدائها في ملحمة صمودها ومقاومتها للغزوات الاستعمارية المتعاقبة وآخرها الحرب الكونية التي تستهدفها منذ ثلاث سنوات .

أولا يجدد عيد الشهداء ذكرى شراكة سورية لبنانية مستمرة في مقاومة الغزاة لا يطويها ولا ينفيها التجاهل السياسي ولا يمحوها الإنكار والكيد ، في السادس من أيار الذي شهد مطلع القرن الماضي عمادة دم قومية عروبية في مجابهة المحتل العثماني،اختارت السلطة اللبنانية محو تلك الصفحة المجيدة من مقاومة المستعمرين وتحويلها لذكرى رمزية خصت بها الصحافة وشهداءها مع تقديرنا للمعنى الذي لا يحجب سلوكيات طمس البعد الوطني التحرري للذكرى وفحوى الشراكة مع سوريا في المصير والمقاومة السياسية والنضالية والثقافية ضد النير العثماني الذي استهدف الهوية العربية للمشرق كما يفعل وريثه اليوم بالتمام .

المقاومة اللبنانية السورية للاحتلال العثماني كانت واحدة ومتصلة في ذلك الزمن ومثلها كانت المقاومة اللبنانية السورية للاحتلال الفرنسي وقد وجد أبطالها من مختلف المناطق اللبنانية موئلهم في الجولان والسويداء ودمشق واللاذقية وحلب حيث احتضنهم رفاق السلاح وقاتلوا معا وكانت وقفة اللواء الراحل جميل لحود في قيادة فيلق لبنان لإقناع رفاقه بالذهاب إلى ربى الشام  والقتال بقيادة الشهيد يوسف العظمة ورفاقه فاصطدم يومها بدعاة النأي الذين اختاروا مسايرة الغزاة الفرنسيين وزعموا إمكانية الفصل بين معركتي البلدين لنيل الاستقلال وفرض جلاء الانتداب .

برهنت الأيام من بعدها على ان دماء السوريين ومقاومتهم ومعهم المقاومون اللبنانيون أرغمت المحتل الفرنسي على الجلاء عن سوريا وعن لبنان في الفترة نفسها لاستحالة فك القدر الواحد الذي تفرضه حقائق التاريخ والجغرافيا رغم انف المنوعات الإيديولوجية المضللة وقد قطف المتجاهلون اللبنانيون النتائج وأنكروا فضل المقاومين في الإنجاز.

ثانيا  شراكة الدماء السورية واللبنانية نهضت على مفاصل حروب إسرئيل ضد لبنان وتصاعدت في ظل احتلالها لأراضيه منذ معارك الجيش العربي السوري في البقاع ضد جيوش الغزو الصهيوني عام 1982 وهي نقطة انطلاق المقاومة اللبنانية الجديدة التي احتضنتها سوريا ودعمتها وساندتها ووفرت لها الحماية السياسية من غدر القوى اللبنانية المرتبطة بالمشاريع الغربية السعودية لحماية إسرائيل  وكانت سوريا الشريك الأول للمقاومة الشعبية والعسكرية اللبنانية في إنجاز التحرير الكبير عام 2000 الذي تجدد وجدد عهد الشراكة في انتصار تموز عام 2006 وكفى بشهادة قائد المقاومة دليلا.

اليوم وفي وجه الغزوة الاستعمارية الراهنة التي تستعمل جماعات التكفير الإرهابية يمتزج الدم اللبناني السوري على أرض سوريا ويخوض حزب الله عمادة دم بطولية دفاعا عن هوية الشرق إلى جانب سوريا بجيشها وشعبها وقيادتها الحرة المقاومة.

شراكة الشهادة والتضحية على أرض سوريا ولبنان مستمرة ومتجددة في ميثاق الوجود والمصير دفاعا عن هوية الشرق العربي واستقلاله ووحدة اهله ضد الغزاة الاستعماريين وعملائهم من حكومتي قطر والسعودية وحكومة الوهم العثماني وضد ادواتهم الإرهابية التكفيرية وإجرامها المتمادي فما أشبه اليوم بالأمس وما أعظم ملحمة الصمود والمقاومة السورية اللبنانية ،إنه مخاض الشرق العربي الجديد يشترك في صناعته أبطال سوريون ولبنانيون وسط ستار من الإنكار والتجاهل والجحود في لبنان تماما كما كانت عليه الحال مع الشهداء الذين ارتقوا في السادس من أيار على يد السفاح العثماني وكما كانت الحال مع المقاومين الذين قاتلوا المستعمر الفرنسي على أرض لبنان وتجاهلتهم كتب التاريخ الرسمية وأحيانا حولتهم رواية النظام اللبناني التابع للغرب إلى قطاع طرق.

في السادس من أيار تتجدد التحية لجميع شهداء الدفاع عن الشرق العربي عبر قرن مضى وتستحق التحية لصناع النصر القادم شهداء الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني في سوريا ولشهداء حزب الله في سوريا ولبنان فهم الشهود على تغير التاريخ وانتصار الدماء المزروعة في تراب بلاد الشام .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.