طابخ السم آكله

terrorism

صحيفة الوطن العمانية ـ
رأي الوطن:

يحاول الغرب إخفاء دعمه للإرهاب، حينما يتحدث عكس ما يفعل، إذ إن معلومات المتابعين جيدا لملف الإرهاب تؤكد ستمرار الدعم الغربي له بكل قوة، وتسلط الضوء على ما يجري فعلا من عمليات تدريب للإرهابيين برعاية واشراف غربي، وبدعم كامل منه.
وتقول المعلومات انه في منطقة فزان الليبية حيث الصحراء القاحلة يقوم معسكر لتدريب الآلاف من الإرهابيين من جنسيات مختلفة، يرعى هذا الموقع الحلف الأطلسي بشكل مباشر ومسؤول فيقدم له التمويل والأسلحة والدعم والرعاية الجوية، وقام مؤخرا بنقل ما يقارب الخمسة آلاف ارهابي إلى سوريا عن طريق تركيا التي وفرت لهم الغطاء الكامل لدخولهم الآمن إلى الأراضي السورية .. ويمكن لهذا العدد ان يزيد بحكم الحاجة إليه، ذلك انه يتوفر في المركز الليبي كل الاحتياجات العددية عندما تدعو الحاجة.
كما تفيد هذه المعلومات ويؤكدها المتابعون للأنشطة الارهابية بأنه يوجد ثلاثة مواقع في تركيا يتدرب فيها ارهابيون تحت اشراف تركي مباشر .. ابرزه في مدينة أورفة عند الحدود التركية السورية وهو لرفد الإرهابيين في سوريا ايضا.
لكن هذه المعلومات مهما كانت جديدة وغير متداولة، فإن طبيعة الصراع الدائر في سوريا يقدم شهادة لا تقبل الشك، بأن الغرب يلعب دورا مزدوجا، اوله اعلامي وهو التكاذب على انه يحارب الارهاب بكل اشكاله، في حين انه يقدم الدعم له في سوريا خصوصا، وفي اماكن أخرى، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما امتدت الحرب في سوريا، ولما تطورت واخذت اشكالا مختلفة، بل لما تمكن الارهابيون من التحكم ببعض مفاصل الأماكن كما هو الحال في دير الزور والرقة على سبيل المثال.
ولأن السيناريو الليبي فشل نقله إلى الساحة السورية فإن الناتو يحاول استبداله بسيناريو آخر يتمثل في توفير الحماية والرعاية لمعسكرات تدريب الارهابيين الذين يرسلون إلى سوريا كما هو الحال بالنسبة لمركز فزان في ليبيا الذي تحميه مظلة اطلسية من الطائرات التي تحوم فوقه على مدار الساعة بإشراف بريطاني وفرنسي.
لكن المراقبين يعتقدون أن هذا المعسكر أصبح يشكل تهديدا، ليس على سوريا وحسب بل على غيرها من الدول بما فيها الدول المصنعة والمصدرة والراعية لهذا الإرهاب التي على ما يبدو سوف يتعين عليها دفع ثمن لا يقل فداحة على ما تدفعه سوريا والعراق حاليا التي جرى تصديره إليها.
إن المؤكد أن الغرب لن يتمكن من تلافي هذا الخطر الا اذا تخلص من ازدواجيته في التعامل مع خطر الإرهاب واعتباره خطرا يستهدف الجميع وبالتالي ضرورة تكاتف الجميع في التصدي له، وأولى الخطوات المطلوبة في هذا الشأن من ممولي وداعمي التنظيمات الإرهابية التوقف عن ذلك وتجفيف المنابع التي تمدها بالحياة، ونعتقد ان النجاح يمكن أن يتحقق اذا صدقت وخلصت النيات، لكن من الواضح ان داعمي الإرهاب ما زالوا يراهنون على بقائه بعيدا عنهم، وإن بإمكانهم توجيهه لخدمة أهدافهم، مع أن الأحداث تؤشر أن نار الإرهاب قد بدأت تلامس أطراف ثوبهم.
إننا على يقين، ومن واقع المعايشة، أن الارهاب ـ الذي قلنا دائما ان لا وطن له ـ الذي يحتضنه البعض ويرعاه لغاياته الدنيئة وبالتالي أوجد له المكان والحمايه الخاصة والرعايه الكاملة، تحت شعارات زائفة ومخادعة، سوف يرتد على صانعيه، فطابخ السم آكله، ومن يعش ير ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.