عرسال تنتقم للكويخات

orsal-army

موقع إنباء الإخباري ـ
مصعب قشمر:
هل انتفضت عرسال على وجود الدولة، أم أن ما حصل من قتل لاثنين من جنود الجيش اللبناني كان ردة فعل غير مقصودة، أم أن المارد السني خرج بجزئه الثاني من قمقمه بعد أن  خرج بجزئه الاول من مدينة طرابلس في يوم الغضب؟
لعل ما حصل في عرسال يستتبع ـ وإن ليس بالضرورة ـ خروج المارد السني بجزئه الثالث في مكان آخر.
منطق الأحداث يقول إن المارد السني المفترض يحاول الخروج من قمقمه بشكل تدريجي، ولو عبر افتعال الأحداث، إذ يحاول البعض استغلال أي امر للإيحاء بأن الطائفة السنية مستهدفة، ولهذا يجب أن تكون ردة الفعل عالية ومتصاعدة بشكل يبدو الانفعال المصطنع تعبيراً عن مظلوميتهم.
وليس بعيداً عن حادثة عرسال، فان حادثة الكويخات ما زالت ماثلة أمام من نصبوا أنفسهم مدافعين عن أهل السنة، فثارت ثائرتهم بشكل غير مسبوق ضد الجيش اللبناني.
في العشرين من شهر أيار من العام الماضي (2012) قتل الشيخان أحمد عبد الواحد ومرافقه محمد مرعب على حاجز للجيش اللبناني في بلدة الكويخات في منطقة عكار، إثر إشكال مع عناصر الحاجز. وعلى الفور أعلن  الجيش اللبناني عن أسفه لهذا  الحادث، وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق  من كبار ضباط الشرطة العسكرية وبإشراف القضاء المختص، وبادر فوراً إلى تسليم ثلاثة ضباط على صلة بالقضية. وبالرغم من ذلك فإن الهجمة على الجيش لم تتوقف، وعمد البعض إلى قطع الطرقات، واتهم النائب خالد ضاهر الجيش بإطلاق النار عمداً على الشيخين، مطالباً بمعاقبة القتلة، وتوعد بأن الأمر لن يمر بطريقة بسيطة.
مسلسل التهويل لم يتوقف، بل بادر الرئيس فؤاد السنيورة إلى القول إن دماء الشيخين لن يذهب هدراً، وسانده الرئيس سعد الحريري بالقول: من الواضح أن هناك مخططاً للنيل من مناطق لبنانية بعينها واستجرار الأحداث والمشاكل إليها خدمة للنظام السوري وأدواته. تصريحات تحريضية كانت كافية لتفعل فعلها.
لم يدم الأمر طويلاً، وجاء الرد في بلدة عرسال، شهيدان من الجيش اللبناني على يد بعض المسلحين في  البلدة، وسط تهليل وفرح  البعض من الأهالي الذين اعتبروا ان ما حصل بمثابة انتصار على الجيش اللبناني، وكأنهم  يقولون لبلدة الكويخات: انتقمنا لكِ وللشيخين عبد الواحد ومرعب من الجيش اللبناني.
إذاً، يمكن وصف قتل ضابطي الجيش بيار بشعلاني وابراهيم زهرمان، بالانتقام لمقتل الشيخين في الكويخات وعدم معاقبة من هم على صلة بالقضية بالعقاب الذي يتمنونه أي الإعدام.
وبما أن الضحايا من الجيش اللبناني، فإن البعض لم يتوانَ عن مهاجمة الجيش وتكرار الحديث عن مظلومية أهل السنة، وفق ما عبر عنه نائب المستقبل معين المرعبي الذي حمّل الجيش مسؤولية حادثة عرسال وخروجها عن القانون، وأن الحادث نتيجة القرارات الهمايونية من قبل بعض المعنيين.
إذاً، وأمام  كل حادثة، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، يحاول البعض أن يزعزع الثقة القائمة بين الجيش اللبناني وأهل السنة، حتى وإن لم يكن هناك أي أمر يستدعي أي موقف، فانه لا يتورع عن اتهامه باستهداف هذه الطائفة، ليبقى أهل السنة مستنفرين، وعدم الركون إلى هذه الطمأنينة الوطنية المتمثلة بقيادة الجيش التي أجمع الكل على وطنيتها، لكي يبقى لسانه طليقا في إظهار الجيش وكأنه عدو لهم، بالرغم من أن الجيش يعمل على طمأنة الجميع أمام كل مفصل.
واذا ما ترك الامر للمواطنين السنة فإنهم لا يجدون في الجيش سوى حافظ لهم ولغيرهم ومدافع عنهم، وهم لا يشعرون بأن هذا الجيش مستعْدٍ لهم، لكن بعض السياسيين الذين يرسمون مصالحهم السياسية على حساب لوحة الوطن والمواطن لا يريدون سلاماً لهذه الطائفة بل يريدون لها أن تبقى أسيرة الهواجس المستدامة ليبقوا متسلطين عليها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.