على أجسادنا.. سوريا المقاومة

syria-overourbuddies1

موقع إنباء الإخباري ـ
دمشق ـ سمر عبود:
وها أنا أعود اليكم من جديد، لأعيد ما قلت في مقالاتي الأخيرة، والتي تناولت موضوع التهديد بالعدوان على سوريا.
لقد قلتها منذ اليوم الأول، إن التلويح بالعدوان لا يقول إن العدوان بات على الأبواب، وإن أجراس الحرب قد قرعت، وحتى عندما استيقظت باكراً لأرى أن القنوات السورية قد وحّدت البث، وباتت تذيع الأغاني الوطنية، كتبت على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك: لن يكون هنالك عدوان رغم التصاريح المتعاقبة من كيري وأوباما، مع إسقاط الالقاب عمداً.
وفي مساء ذلك اليوم، عرفت أن هنالك تصريحاً آخر لأوباما، رغم أنه لم يمض بعد 24 ساعة على التصريح الأخير، تزامناً مع إعلان البيت الأبيض أن التصريح لن يتضمن إعلان عمل عسكري، وهنا كتبت ثانية: أوباما سينسحب تكتيكياً.
ربما هزأ البعض لتفاؤلي أو لمبالغتي حسب نظرهم، لكنني لم أكن متفائلة بل واقعية، ولم أبالغ بل أعرف قدرات بلدي التي أصبحت أضعاف ما كانت قبل الحرب.
الشعب السوري في خضم هذا التهديد والتصاريح المتعاقبة لم يخف، بل تحولت صفحات الشبكات الاجتماعية إلى صفحة نكت عن أوباما وكيري وهكذا دواليك.
فلنعد إلى تصريح اوباما في تلك الليلة تحديداً، لأنني أوافق، ومن باب المفارقة، على ما قاله فيصل القاسم، إن هنالك تاريخاً كُتب في هذه الليلة. ربما قصد شيئاً آخر، لكن بالفعل حين ابتدأ أوباما بالحديث قائلاً بصوت جهور قوي إن الاسطول ينتظر الأمر وأنا على استعداد لإعطاء هذا الامر، لكني قد قررت أن أحيل الموضوع إلى الكونجرس، قلت حينها ها هو الجبل تولد فأرا، وبهذا يكون أوباما قد حوّل القضية برمّتها إلى الكونجرس وانسحب تدريجياً من كل ما أسلف في الأسبوع الأخير.
سألقي الضوء أيضاً على شيء ربما لم ينتبه له الكثيرون: أوباما قال إن لديه الصلاحية بإعطاء الأمر دون الرجوع إلى الكونجرس، وهذا خطأ متعمد، فإن الدستور منح الكونجرس الحق بإعلان الحرب وليس الرئيس، ولكن في سنة 1973 سنّ قانون فدرالي يعطي الحق للرئيس أن يقوم بالدفاع ـ أعود وأكرر بالدفاع فقط ـ في حالات الطوارئ، بشرط أن يقوم الكونجرس بالمصادقة على قراره خلال مدة أقصاها 60 يوماً، وذلك حين تُهاجم أمريكا أو قواعدها. وللتاريخ، لم تخض أمريكا أي حرب دفاعاً عن نفسها، بل العكس تماما، قامت بالحروب حفاظاً على مصالحها، وطمعا بموارد البلدان الأخرى.
في ليبيا قرر أوباما منفرداً أن يشن عدواناً، مما سبب استياءً لدى الكونجرس لزجّ أمريكا مجدداً في حرب وتكبّدها الخسائر، بالأخص بعد ما جرى في العراق، هذا فضلاً عن أن الشعب الأمريكي يعارض وبشدّة شن حرب على سوريا دون سبب أو مبرر، وذلك لأنه بات واضحاً للجميع أن ما تواجهه سوريا هو أحد أذرع القاعدة، فكيف تناصر القاعدة هنا وتحاربها هناك؟ هذا نفاق ما بعه نفاق.

أعيد وأكرر أن الدستور ينص على أن المبرر الوحيد لاستخدام الموارد العسكرية الأميركية للدفاع عن مواطني الولايات المتحدة هو بعد أن تبدأ أمة أخرى حالة حرب، والاستثناء الوحيد هو للدفاع عن أمة من الأمم التي وقعت الولايات المتحدة معاهدة معها.
الحاله السوريه لا تجيب على أيّ من تلك الشروط، وبالمحصّلة، لا الكونغرس ولا الرئيس يتمتعان بأي سلطة دستورية لهجوم. وهنا نرى أن اوباما قد جاهر بشيء رغم علمه بأنه ليس صحيحاً. هذه هي الحرب الإعلامية والنفسية أيها السادة، فلنحذر منها جيداً.
أمريكا هنا رفضت أن تنتظر نتائج البعثة الأممية التي وفدت إلى دمشق وغادرتها دون الذهاب إلى خان العسل. للتذكير فقط، البعثة أتت بناء على طلب من سوريا لبحث ادعائها أن الإرهابيين قد استخدموا السلاح الكيماوي في خان العسل، فلماذا لم يذهب أعضاء البعثة إلى هنالك، وفي مصلحة مَن يصب هذا؟
إن تقرير البعثة لم يقدّم بعد، ولم تقدم أمريكا أي دليل يثبت أن سوريا هي التي استخدمت السلاح الكيماوي، ولكن نرى أن كيري من خلال تصريحاته حرص على أن يكرر كلمة (نحن نعلم) دون أن يقول لنا على ماذا يبني علمه هذا، ولماذا يتوجب علينا أن نصدق ما يعلمه، فقبيل شن حرب العراق قال بوش أيضاً نحن نعلم، وتبين أن الاتهامات كانت غير صحيحة أبداً.
وهنا يجدر القول إنه  تم مؤخراً نشر مقال يدّعي أن الاستخبارات الامريكية قد تعاونت مع القاعدة في هذا المجال، ألا وهو استخدام السلاح الكيماوي، وكل هذا لأجل أن تزج “النظام” في تهمة غير صحيحة، حتى تكون ذريعه للاستيلاء على سوريا والتكفل بأمن حليفتها اسرائيل.
فكيري قال: حتى وإن ادعى النظام أنه لم يستخدم، يتوجب علينا أن نحاسبه وذلك لأنه المسؤول عن حماية المدنيين.

!! http://my.telegraph.co.uk/debatableopinion/debatableopinion/16/u-s-intelligence-agencies-involved-in-chemical-attack-in-syria/
U.S. intelligence agencies involved in chemical attack in Syria
By debatableopinion
The situation in Syria is still in the focus of world media. Experts predict another U.S. aggression for “human rights”. Washington regularly declares its readiness to attack Syria. The official version – to punish al-Assad and Syrian army for the use of chemical weapons against the civilian population.
Meanwhile, the media has spread new proofs of the U.S. intelligence involvement to chemical attack near Damascus. Hacker got access to U.S. intelligence correspondence and published U.S. Army Col. ANTHONY J. MACDONALD’s mail. Macdonald is General Staff Director, Operations and Plans Office of the Deputy Chief of Staff for Intelligence the Army Staff. It’s about chemical attack in Syria.
In the message August 22 Eugene Furst congratulates Col. on successful operation and refers him to Wasington Post publication about chemical attack in Syria. From the Anthony’s wife dialog with her friend it’s clear the video with the children killed in the chemical attack near Damascus was staged by U.S. Intelligence.
Published data indicate Washington is willing to do anything to achieve its goals in the Middle East. Support for the Syrian opposition with political means and weapons hasn’t brought the expected results.
Under the circumstances the U.S. is ready once again to violate international law and attack Syria without UN Security Council approval. The world’s still the same – if policy doesn’t work, the aircraft carriers start acting!

بعض ما جاء في التلغراف، حين نسبت للاستخبارات الأمريكية تهمة استخدام السلاح الكيماوي لإيجاد ذريعة لشن عدوان على سوريا كما أسلفت سابقاً.
فلنأت لدور الشارع السوري ورد فعله، ويجدر السؤال هنا: ماذا فعل السوريين لحماية وطنهم في ظل هذا التهديد؟؟
السوريون بدأوا بحملة تعليقات كُتبت على صفحة أوباما، مستهجنين رغبة أمريكا بالهجوم على سوريا، معللين موقفهم، شارحين ما يفعله الإرهابيون في بلادهم، مؤكدين أنه اذا نفذت امريكا تهديدها، فبهذا تكون قد ساندت القاعدة وقتلت مدنيين.
ومؤخراً ابتدات حملة “على أجسادنا”، وهي عبارة عن تكاتف مدنيين قرروا أن يلازموا المنشآت العسكرية وجعل أنفسهم دروعاً بشرية لها، مع بث رسالة للعالم أجمع، وللكونجرس الأمريكي، أنهم إذا وافقوا على اقتراح الهجوم، فهذا لن يكون  لحماية المدنيين ـ على عكس ما يشاع ـ بل لقتلهم.
وتستمر حملات بث رسائل عبر المواقع الاحتماعية أيضاً إلى أعضاء الكونجرس من ملايين المدنيين الذين تطوّعوا رغبة منهم بإيصال حقيقة ما يجري في سوريا، وهو محاربة الارهاب، مشددين على أن كل التهم التي ألصقت بالجيش والدولة والرئيس عارية عن الصحة.
جدير بالذكر أن التهديد الأمريكي قد ساهم كثيراً بإيقاظ روح المقاومة لدى المواطن السوري البسيط، الذي لم يتدخل يوماً في السياسة، أو ربما لم تكن في اهتماماته ولا في حساباته اليومية، وخصوصا بعد كل ما عاناه في الفترة الأخيرة من تدمير وترحيل وقتل وذبح وتنكيل من قبل الارهابيين، وها هو اليوم يساهم ولو بكلمة في دعم موقف المقاومة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني، ويشعر لأول مرة أن كلمته تساوي رصاصة ضد العدو، فنسي التعب والأرق وكل ما كان خلال السنتين الأخيرتين، وبات مستيقظا لكل ما يجري، يتابع بشغف منقطع النظير، يساند بكل ما أوتي من قوة، ويتساوى في ذلك الصغير والكبير.
لقد ساهم هؤلاء المتطوعون في قلب الموازين، لدرجة أن الواشنطن بوست كتبت عن هذه التعليقات التي أتت من كل أنحاء سوريا تهدد أمريكا بأنها ستلقى عقاباً إذا ما هاجمت سوريا.
في النهاية، أعود وأقول: لن يحصل عدوان على سوريا، لأن الحرب لها حسابات أكبر من أن تتحملها أمريكا وحليفتها الصغيرة إسرائيل.
سوريا كما كانت ستبقى، سوريا المقاومة، سوريا تشرين، سوريا أول التاريخ، وهي من تكتب التاريخ الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.