على الهامش: أشرف الناس وثقافة الإحباط والهزيمة

ala-alhamesh1

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
ما يزال الناشطون والإعلاميون على الضفة الأخرى، المختلفون مع المقاومة أو الكارهون لها، يكررون بانتقاد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي خاطب به الجماهير التي احتشدت في ضاحية بيروت الجنوبية احتفالاً بالانتصار على العدو الإسرائيلي في حرب تموز من العام ألفين وستة، ووصفه إياهم بأشرف الناس.
يركز انتقاد هؤلاء على ما عدّوه اختزال نصر الله الشرفَ بالحاضرين في الاحتفال دون سواهم. يلحقون لحظةً عاطفيةً عارمة بين قائد مقاومة وجمهورها، متعدد المذاهب الدينية والتيارات السياسية، لحظةً أتت بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من القتل والتدمير والعدوان، ليبنوا عليها توصيفاتٍ وآراءً ويحمّلوها فوق ما تحمل، وصولاً إلى اعتبارها لحظةَ إنكار للجمهور الآخر، الذي لم يشارك في هذا الاحتفال.
يلتقط هؤلاء الناشطون والإعلاميون مشهداً آخر، يقابل المشهد الأول، متضررون من اعتداءات حرب تموز من العام ألفين، ومتضررون من التفجيرات الإرهابية في الضاحية، وفي لحظات عاطفية وجدانية صادقة، يفدون أضرار بيوتهم ومحلاتهم بحذاء أو قدم قائد المقاومة، في صورة معبرة عن ارتباط هؤلاء الناس بالمقاومة وقائدها، وعن عدم مبالاتهم بما فقدوه لقاء سلامة هذا القائد، فيبنون على هذه التفدية البنّاءة نقدهم الهدام، مستغلين صورة وجدانية في أسلوب رخيص، غير جديد عليهم، واصلين إلى وصف هذه التفدية بأنها “ثقافة الصرامي”.
لا يريد هؤلاء حتى أن يسمي قائدُ مقاومة جمهور هذه المقاومة الذي صمد وضحى وعانى بأشرف الناس. ولا يريدون أن يفدي هذا الجمهور قائد هذه المقاومة التي حمته ودافعت عنه وردت العدوان عن أرضه بكل ما يملكون.
الإحباط يحيط بهؤلاء من كل جانب. الإحباط والشعور بالهزيمة يشدانهم إلى الحضيض، وصولاً إلى التكسب مستغلين عواطف الناس الصادقة، في لحظات مصيرية، غابوا عنها وليسوا من أهلها بإرادتهم، رافضين أن يكونوا من أشرف الناس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.