على الهامش: اتفاق 17 أيار.. الإصدار الثاني

ala-alhamesh1

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
تأبى الذكرى السنوية لتوقيع اتفاق السابع عشر من أيار بين النظام اللبناني ممثلاً يومها بالرئيس السابق أمين الجميل وبين العدو الإسرائيلي أن تمر دون تسجيل بعض الملاحظات حول هذا الاتفاق من قبَل عدد من الصحافيين الذين ذكر بعضهم أنه كان وصمة عار على النظام اللبناني وعلى المشاركين في التوقيع عليه من النواب اللبنانيين. في حين ذكر بعض الصحافيين أنه كان فرصة للبنان للتخلص من حالة الحرب مع العدو التي استمرت حتى العام ألفين بسبب إسقاط هذا الاتفاق.
غير أن اللافت في موضوع هذه المناسبة سيئة الذكر أن بعض الإعلاميين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ربما تكون قد وصلتهم “التعليمة” إياها بضرورة استغلالها للقول إن إسقاط اتفاق السابع عشر من أيار كان خسارة لبنانية كبيرة، وإن المضيّ بهذا الاتفاق كان وفر على اللبنانيين سنوات من الدمار والخراب ووفر عليهم سقوط كثير من القتلى والجرحى.
لماذا هذه “التعليمة” الآن؟ ما الغاية منها؟ وما الرابط بينها وبين ما يجري في سوريا والمنطقة؟ أليس في الموضوع إعادة طرح لفكرة الصلح مع العدو كوسيلة لتوفير الدماء والخراب؟ أليس فيه تلاقياً مع التصريحات التي نسمعها من بعض “الثوار” في سوريا حول نيتهم إقامة علاقات رسمية عادية بين العدو الإسرائيلي وبين النظام السوري الجديد، على فرض انتصارهم في “ثورتهم”؟ هل في الأمر بداية الإعلان عن التحالف بين اليمين اللبناني وبعض اليسار التائه و”ثوار” سوريا من جهة وبين العدو الإسرائيلي من جهة أخرى؟
هي أسئلة من الواجب إثارتها مع ما نراه ونقرأه من جماعة “ثورة الأرز” في لبنان وجماعة “الثورة” في سوريا من تصريحات يعتبرها بعضهم مجرد تعبير عن رأي شخصي فيما قد تكون إيذاناً بتحول في المزاج “الوطني” لدى هؤلاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.