على الهامش: مقاومة الهمجية الوهابية

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
المعوّلون على تفرّق أهالي مجاهدي المقاومة الإسلامية عن حزب الله وقيادته يقعون في الوهم للمرة ربما العاشرة أو أكثر. هؤلاء ينتظرون، وسيطول انتظارهم، أن يثور أهالي المقاومين في وجه قيادة حزب الله التي ترسل – كما يزعم هؤلاء – أبناءهم إلى سوريا للقتال “دفاعاً عن نظام بشار الأسد”. لكن هؤلاء المعوّلين ينظّرون – ونظّروا من قبل – إلى العلاقة بين قيادة حزب الله وقاعدته وكأنها علاقة بين حاكم ومحكوم، حاكم يفرض نظامه الصارم على محكوميه ولا بد لهؤلاء من الانقياد والطاعة، أو كعلاقة بين إقطاعيّ والعاملين في مزارعه. وهؤلاء يقعون في الوهم دائماً لأنهم يكتبون عن حزب الله والمقاومة وشعبها من برج عالٍ أو من مكانٍ ناءٍ، ليس جغرافياً دائماً وإنما من مكان ناءٍ نفسياً وفكرياً وعقائدياً.
لا يمكن لصاحب علاقة تقوم على النفع المادي المتبادل بين طرفين في تجارة ما أن يقتنع حيث تحدثه عن علاقة مبدئية. لا يمكن لهؤلاء فهم الجانب العقائدي الذي يمسك خيوط العلاقة بين المقاومة وأهلها.
لقد بنيت العلاقة بين المقاومة وأهلها على تجارب طويلة وقاسية، من حروب عسكرية وإعلامية واقتصادية واجتماعية، وعلى مواقف مصيرية ومؤلمة جرى فيها الدم والدمع، وهي مرت بمراحل تدريجية اكتسبت فيها الثقة المتبادلة رغم الامتحانات، وكانت النتيجة هي أن البوصلة التي حددتها المقاومة طوال تجربتها، شكلت الاتجاه نحو الانتصارات والمتغيرات الأساسية في الصراع ضد إسرائيل، والتوازن في الردع.
سورياً، فإن ما يجري هناك ـ من همجية وهابية إجرامية، ومشاركة إسرائيلية ميدانية، ناهيك عن الدعم العربي والغربي الذي يشكل المستوى الإعلامي فيه شبهة والمستوى الميداني فيه تهديداً ونذير شؤم ودمار ـ واضح وضوح الاحتلال الإسرائيلي في خطره، إن لم يكن أكثر بكثير، فلا يمكن مقارنة جيش منظم لدولة منظمة بشذاذ آفاق يشوون رؤوس أعدائهم.