عندما يُمرّر الخط الأزرق في نهر الوزاني وبئر بليدا!

un-point

بري: «بلطجة» إسرائيلية برسم رافضي المقاومة

صحيفة السفير اللبنانية ـ
عماد مرمل:

برغم انشغال الرئيس نبيه بري بالاستحقاق الرئاسي وسلسلة الرتب والرواتب وغيرهما من الملفات الداخلية، إلا أن عينه تبقى مفتوحة على الحدود الجنوبية، حيث تحاول إسرائيل باستمرار ان تنتهز أي فرصة ممكنة لفرض وقائع جديدة على الأرض، تتناسب مع مصالحها، وشهيتها المفتوحة على النفط.. والمياه.
وفي هذا الإطار، اتخذت الانتهاكات المعادية للسيادة اللبنانية، خلال الايام الماضية، أشكالاً إضافية كشف عنها بري الذي أبلغ «السفير» ان العدو الاسرائيلي ادعى فجأة ان الخط الازرق يمر في وسط نهر الوزاني وأنه يُحظر على أصحاب المنتزهات السياحية القائمة هناك تنظيف جزء من النهر، ويُمنع على أي كان السباحة في هذا الجزء الذي تزعم اسرائيل انه خاضع لسيطرتها، «علماً أن النهر كله لبناني وتوجد على ضفافه مشاريع كلفت أصحابها ملايين الدولارات، ولا صحة للادعاءات الاسرائيلية بأن الخط الأرزق يشطره الى نصفين، وأنا سأثير الأمر مع قائد القوات الدولية الذي سألتقيه قريباً، وإذا استمرت محاولة فرض الأمر الواقع، سنتحدى هذه البلطجة الاسرائيلية..».
أكثر من ذلك، وفي تطور آخر لا يقل غرابة، أشار بري الى ان العدو الاسرائيلي زعم مؤخراً أن الخط الازرق يمر أيضاً في بئر بلدة بليدا الجنوبية، وأنه لا يحق لأبناء البلدة ان يستعملوها!
وأمام هذا المعطيات المستجدة جنوباً، يستهجن بري «أن يظل البعض في لبنان مصراً على اعتبار المقاومة مشكلة وعلى المطالبة بنزع سلاحها، في وقت تواصل اسرائيل انتهاك سيادتنا وحقوقنا»، متسائلاً: «ماذا لو لم تكن المقاومة موجودة؟.. والى أي مدى كانت ستصل إسرائيل في اعتداءاتها وأطماعها؟».
ويشدد رئيس المجلس النيابي على أن «الانشغال بالاستحقاق الرئاسي يجب ألا يلهينا عن مواجهة خطر الانتهاكات الاسرائيلية».
ويتوقف بري عند اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي جرى التوصل اليه بين السلطة وحركة «حماس»، قبل أيام، معتبراً ان هذا الاتفاق يحمل دلالات بالغة الأهمية.
وبري، الذي أرسل برقيتي تهنئة الى كل من محمود عباس واسماعيل هنية، يستغرب ألا تلقى هذه المصالحة الصدى المطلوب عربياً ولبنانياً، «في حين نلحظ استنفاراً وصراخاً عندما يتعلق الأمر بصراعات جانبية». ويضيف: «لم ألمس أن هناك اهتماماً حقيقياً بهذه المصالحة، وقليلون هم الذين تنبّهوا اليها وتوقفوا عندها، ربما لأن الآخرين يريدون الفتنة المذهبية ولا يهمهم او لا يناسبهم أن تستعيد القضية الفلسطينية مكانتها وأولويتها، لأنها عندئذ تعلو على الفتنة وتعطّل مفعولها، أو أقله جانباً كبيراً منه».
ويعتبر رئيس المجلس أن من شأن المصالحة بين «فتح» و«حماس» ان تعيد تصويب البوصلة وترتيب الاولويات «باعتبار أن القضية الفلسطينية كانت محور الاستقطاب الذي يجذب نحوه كل الطاقات وتلتقي حوله كل التناقضات»، لافتاً الانتباه إلى أن «الانقسام الفلسطيني أتاح للكثيرين التملّص من التزاماتهم حيال هذه القضية، على قاعدة أنه إذا كان أهلُها منقسمين على أنفسهم فلا عتب ولا لوم على الآخرين».
ويتابع بري: «عندما تشرذم الفلسطينيون وتراجع وهج قضيتهم، بدا وكأن البعض وجد الفرصة مناسبة للتخلص من الوازع القومي وارتكاب المحرمات».
ويدعو رئيس المجلس إلى التأمل جيداً في دلالات ردود الفعل الانفعالية التي صدرت عن الولايات المتحدة وإسرائيل، في أعقاب المصالحة، معتبراً أنه «ما دامت وشنطن وتل أبيب منزعجتين الى هذا الحدّ، فمعنى ذلك أن هذه المصالحة في محلها».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.