عن دَكَاكِين وأسْوُاقِ زُمر “المُعَارَضَات”..

 

موقع إنباء الإخباري ـ
مروان سوداح*

قرأت الكثير من التصريحات والبيانات الرنّانة والطنانة و”التحذيرية” التي أطلقتها المنظمة التي تُسمّي نفسها “مجاهدي خلق” ومعها قلّة من المؤيدين لها والملتفين مِن حولها، خلال وقبيل وبَعد مؤتمرهم الأخير الذي عَقدوه في باريس.

في البداية، خِلت نفسي أمام تصريحات معادية للدولة السورية وقيادتها السياسية، فقد كانت النصوص المَنشورة من جانب “خلق” هذه، نسخة طبق الأصل عن تلك التي سَبق وأُطلقت وما تزال تُطلق إلى الآن أيضاً في محاولة للانتقاص من سورية واستغباء شعبها وقُرّاء العربية!

الصدمة، التي يَتعرّض إليها القارىء هي أن مَن تُسمّي نفسها مُعاَرضَات وطنية، إنما تَعقد مؤتمراتها “كلها” دون نقصان” خارج الأوطان التي يُفترض أن تُعقد فيها إن كانت حقاً تمثل شعبها، كما ويُفترض بها أن لا تستنسخ من الانترنت مُفردات وتصريحات سَبق وأن أطلقت للتنديد بدول أخرى..

زد على ذلك كله، أن سيمفونية “المُعَارضات” لم تَعد جاذبة للمواطن والقارئ العربي والمُفكّر الموضوعي، ناهيك عن مَجموع الشعب البسيط الذي مَلَّ أسواق المبارزات الكلامية تنديداً بهذه أو بتلك من الحكومات والأنظمة، والسبب الذي يُبطل العَجب، هو فضائح “المعارضات” بالذات، ومنها أن مجموع زعماء دكاكينها وأسواقها ترفض السّكن في أقل من فنادق الخمس نجوم والتمتع برفاهية تكشف عن عوراتها وتَذيّلها للدول الغربية حصراً، التي تُثني عليها وتَغدق الأموال على قادتها وتشرع أمامهم أبواب القصور، وتشد من أزرها بالذهب الرنّان، وتجمع لحصّالتها المعلومات الاستخباراتية وطرائق التدمير والتقتيل “الأنسب”، وترتّب لها مؤتمراتها المَدفوعة مُسبقاً مِن جيوب دافعي الضرائب الغربيين والشرقيين على حد سواء!

هناك بلدان غربية وعربية وإسلامية عديدة تعترف تصريحاً وتفعيلاً وواقعاً بهذه المنظمة الارهابية والمنظمات الأخرى التي على شاكلتها، والتي تسيل الدماء من أيادي قادتها وتنظيماتهم، بالرغم من أن المؤسسات الرئاسية وتلك الهيئات “العميقة” التي تدير تلك البلدان، ترفض وجود مُعارضات خارجية و/أو مُسلّحة تعارضها أو تدّعي شرعية قلب نظامها السياسي، فلماذا إذاً ترتضي لنفسها الاعتراف بمعارضات مزعومة لدول وشعوب صديقة وشقيقة!

وبذلك، تقع دول وحكومات عديدة في حُفرة انهدام عَميقة، وتبدو في وضع غير مريح أمام شعوبها وقِواها السياسية والاجتماعية، حين ترتضي لنفسها بمعارضاتٍ ضد غيرها تنشغل بتعكير أجواء العلاقات الثنائية والدولية وتسميمها، وتحشيد الإعلام وشخصياته، وانتقاء الأوصاف والمُفردات الكبيرة لتضخيم واقع “المُعَارَضة” وتسويقها على مختلف الأصعدة، وفي الوقت ذاته تحارب المُعارضات التي تنتقدها هي نفسها فتحظرها وتلاحقها!

إن واقع وخواتيم حِراكات المُنَافِقين الذين استنفذوا كل ما في جِعابهم من سموم فجمعوا الضالين من حولهم، إنما يؤشّر إلى استنتاج واحد أحد هو، إنبطاحيتهم التامة على أعتاب الغرب الاستعماري والإحلالي حيث يَعقدون مؤتمراتهم ويستقبلون المسؤولين الغربيين والصهاينة الإسرائيليين الذين ما انفكّوا يباركونهم ويَصطفّون علانية في صفّهم. وفي جردة لحسابهم خلال السنوات السابقة، لا نجد في أسفارهم من “انجازات” سوى المآسي وسفك الدماء وتخريب العقول وتشويه المشاعر الانسانية، وحرف الناس عن سكّة العقلانية والتعقل.

وبهذا كله وغيره الكثير، فقد دنت نهاية هؤلاء الذين يعانون اليوم من بدء جفاف مصادر تمويلهم، وقد غدا واقعاً أنه لا يُمكن لهم التوفيق بين مُطالبهم المُنافقة وممارساتهم الإرهابية منذ تأسيسهم الفضائحي، وبين عمليات تفجيرهم وقتلهم للناس بالجُملة وتشويه الآدميين، وهي ممارسات استنسختها داعش من أقبيتهم المُعتمة، ناهيك عن فصل الزوجات عن أزواجهن وإعلان زعيمهم المَقبور عن شرعية الزواج الجماعي وإجهاض الأجنة، والغريب أنهم وبرغم ذلك يستمرون بإدعائاتهم تمثيل الشعب الإيراني ورفع شعارات قتّالة، تهدف إلى جرّ جماهير الأمة الإسلامية إلى مزيدٍ من التناحر فالالتحاق بركب الاستعمار الغربي الإحلالي، الذي يَستكلب للعودة الى مستعمراته العربية والاسلامية السابقة.

ومن الضروري لي هنا، توجيه تحية إجلال وإكبار للأمين العام لمجلس النواب المصري، أحمد سعد الدين، لرفضه مشاركة أي من أعضاء المجلس في “المؤتمر” السنوي لـِزمرة المنافقين هؤلاء، أو الإذن للنواب بالسفر، ولنفيه أيضاً “وجود أي تمثيل برلماني (مصري) رسمي في هذا “المؤتمر” المزعوم”.

*كاتب ورئيس منظمات دولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.