عودة العرب إلى سوريا.. تحت ظل الثوابت

موقع العهد الإخباري-

محمد عيد:

كما كان متوقعًا، أقر الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول العربية وبالاجماع عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها في هذا الإطار العربي المثير للجدل لأكثر من عقد من الزمن.

وقد شكلت الخطوة انتصارًا ولو بالبعد الرمزي لسوريا التي لم يسجّل لها أية تنازلات سيادية، أما العرب فلم يزيدوا عن أنهم تراجعوا عن خطيئة ارتكبوها من قبل فيما يحاول مراقبون استقراء شكل العلاقة المستقبلية بين الطرفين وظروف عودة العرب إلى سوريا التي أصرت على احترام العرب لخصوصيتها كدولة مواجهة تعاني من الإرهاب ووجود الجيوش الأجنبية على أراضيها.

احترام الخصوصية أولًا

الخبير العسكري اللواء د. حسن حسن أكد أن من يريد أن يتوجه إلى المستقبل يجب عليه أن يتسامى عن أوحال الواقع وعن سيئات الماضي وأن نكء الجراح لا يؤدي إلا إلى المزيد منها. وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري أشار الى أن “الدولة السورية لم تتعامل في يوم من الأيام مع أي طرف من منطلق الأحقاد والضغائن ولا من منطلق ردات الفعل، ولو كانت سوريا ضعيفة لما فكر أحد بالعودة إليها.

وشدد اللواء حسن على أن صمود الدولة السورية بدعم محور المقاومة أفرز عوامل جديدة ليس بإمكان أحد أن يتعامى عنها، ومفرزات هذا الصراع الدائر على الجغرافيا السورية ما بين محورين كاملين وما نتج عنه من تبدل في الرؤية والبوصلة هو السبب الحقيقي لما نراه اليوم، مشيرًا إلى أنه إذا كان هناك فعلاً نية جدية للانطلاق بثقة نحو المستقبل فيجب أن يأخذ الجميع بالحسبان أن لسوريا خصوصيتها وأن لها الفضل في أي إنجاز ينعكس إيجابًا على المنطقة، وكذلك فإن سوريا تأخذ في الحسبان أن للدول العربية خصوصيتها وعلاقاتها، ولكل دولة محدداتها والدولة السورية تراعي ذلك ولكن بشرط أساسي أن يبقى تحت سقف الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها.

وتوقف الخبير العسكري والاستراتيجي عند حديث وزير خارجية الأردن حين قال إنه مطلوب من سوريا إحراز تقدم فيما يتعلق” بالصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات”
ووجه اللواء حسن استفسارا للوزير الأردني قائلا: “عن أي صراع تتحدث؟”. وأضاف أن “ما حصل على سوريا ليس صراعًا داخليًا على الإطلاق، بل حرب على المنطقة، وإذا كان هناك من يحاول وعبر الاغراءات الاقتصادية أن يثني ذراع الدولة السورية، فليست سوريا من تثنى ذراعها في هذا الاتجاه”.

محمد العمري: هذه هي الدوافع

من جهته، أكد الكاتب والباحث في العلاقات الدولية محمد نادر العمري أن هناك مجموعة من الدوافع يمكن تسميتها بحاجة الضرورة لكل من العرب وسوريا بالإضافة إلى المتغيرات الإقليمية والدولية التي بدأت تنعكس حتى على مستوى العلاقات العربية – العربية بالدرجة الأولى.

وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري أشار العمري إلى أن “فشل مشروع الإرهاب والاستثمار فيه دفع العديد من الدول العربية للتنسيق مع سوريا حتى في الملف الأمني وملف الحدود وكذلك فإن حاجة سوريا في هذا التوقيت أيضًا إلى تدعيم موقفها في الإطار التفاوضي مع الجانب التركي برعاية روسية وعودة العلاقات السورية العربية من شأنه أن يدعم الموقف السوري، إضافة إلى ذلك فإن الموقف الاقتصادي يفرض نفسه بعد عودة هذه العلاقات من قبيل فتح الحدود وإعادة التعاون الاقتصادي في هذا المجال”.

وأضاف أنه على الصعيد العربي وفي ظل انتشار الفوضى وتوسع النفوذ التركي في المنطقة وإثارة النعرات والصراعات فإن من شأن ذلك أن يدفع الدول العربية إلى محاولة احتواء التوسع التركي، كما أن المصالحة الإيرانية – السعودية انعكست على مستوى المنطقة فضلاً عن الدور الذي ترتب على انشغال واشنطن وحلفائها بالأزمة الأوكرانية والاهتمام الأمريكي بشرق آسيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.