غرق عبّارة أندونيسيّة على متنها لبنانيّون‎

Indonesia_ship

غرقت عبارة بحرية قبالة الشواطئ الأندونيسية وهي في طريقها إلى أوستراليا، وعلى متنها عدد من المهاجرين اللبنانيين من بلدة قبعيت في عكار. وذكر رئيس البلدية أحمد درويش لـ«الأخبار» أن «19 فرداً من بلدته كانوا على متن العبارة، وتبيّن حتى الساعة نجاة 6 منهم».
ويؤكد درويش أن العبارة كانت تقل أشخاصاً من أسرتين مختلفتين غادروا لبنان منذ حوالى شهرين، عبر مطار بيروت، متجهين إلى أندونيسيا، ومن بعدها ركبوا البحر واتجهوا إلى أوستراليا.
وعن الظروف التي دفعتهم إلى الهجرة غير الشرعية، يعتبر درويش أنهم «لو امتلكوا لقمة العيش بكرامة لما اضطروا إلى مغادرة بلدتهم بهذه الطريقة»، مؤكداً أن «هؤلاء الأشخاص وقعوا ضحية عملية احتيال نفذها شخص يدعى أبو صالح، عراقي الجنسية، عرض نقلهم إلى أوستراليا مقابل 10,000 دولار أميركي، وهو الآن في السجون الأندونيسية».
كذلك، أكد رئيس البلدية أنهم تلقوا اتصالات من المعنيين نقلت لهم نية وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور الاتصال بوزير خارجية أندونيسيا للتنسيق معه.
ونقل والد أحد الناجين، عبد الوهاب عمر، عن ابنه إبراهيم، أنهم «بقوا أكثر من 6 أيام في عرض البحر، قبل أن يعود الربان بهم إلى أندونيسيا وتغرق السفينة»، مشيراً إلى أن خطيبة ابنه في عداد المفقودين حتى الآن.
من ناحيته، أشار أحد الناجين من غرق السفينة، أبو علي، في حديث إلى قناة الـ«أل بي سي»، إلى أن «20 لبنانياً من الأطفال والنساء غرقوا»، لافتاً إلى أن «الناجين هم هؤلاء الذين استطاعوا السباحة إلى جزيرة قريبة».
من جهتها، أكدت القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في أندونيسيا جوانا قزي انتشال 15 غريقاً من البحر حتى الساعة من جنسيات مختلفة، مشيرة إلى أن «بُعد المسافة عن الشاطئ والأمواج العاتية أخّرت عملية الإنقاذ».
وفي حديث إلى القناة نفسها، أوضحت قزي أن «وكالة الغوث الأندونيسية أمضت طيلة الليل بالبحث عن المزيد من الناجين»، مرجحةً «إمكانية انتقالها إلى مكان الحادث للإشراف المباشر على عملية الإنقاذ لتتوضح الصورة غداً عن عدد الناجين والقتلى».
وقد تحدث أحد الناجين الآخرين من السفينة، قائلاً «كان هناك على العبارة من 73 إلى 80 شخصاً من جنسيات مختلفة، أغلبهم من الجنسية اللبنانية، وقد نجا 17 شخصاً فقط ومات الآخرون، وبعدما تعطلت العبارة غرقنا بالمياه، وحاولنا إفراغ المياه من العبارة، وكان هناك جزيرة قريبة، فمن استطاع أن يسبح نجا، ونحن الآن موجودون في أندونيسيا في أحد الجوامع».
وأوضح أنه في تفاصيل الرحلة «توجه اللبنانيون من لبنان إلى أندونيسيا، وبعدما استقروا في أندونيسيا توجهوا على متن عبارة سيئة جداً إلى أوستراليا، وقد علقوا في المحيط 4 أيام. ووجهوا نداءات للسلطات الأندونيسية والأوسترالية، إلا أنها لم تلبّ نداءات الإغاثة، وقد غشّنا من طلب منّا الذهاب في السفينة، لأنه قال لنا إننا سنغيّر السفينة بعد 4 ساعات من الإبحار، ولذلك أبحرنا. وقد دفعنا عن كل شخص 9 آلاف و10 آلاف دولار لإيصالنا من أندونيسيا إلى أوستراليا». ودعا السفارة اللبنانية في أندونيسيا إلى مساعدتهم، وإعادتهم الى لبنان.
في غضون ذلك، أجرى رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي اتصالاً بالأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير وفيق رحيمي، اليوم، وطلب منه إجراء الاتصالات الدبلوماسية اللازمة بشأن قضية اللبنانيين الذين كانوا على متن الباخرة التي غرقت قبالة أندونيسيا.
كذلك شدد الرئيس ميقاتي على «ضرورة المباشرة بالاتصالات بالسلطات الأندونيسية بسرعة لكشف ملابسات الموضوع، وتحديد مصير اللبنانيين وتأمين سلامة الناجين منهم»، طالباً «من بعثة لبنان في أندونيسيا متابعة الموضوع ميدانياً ومع السلطات الأندونيسية المختصة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.