فصول مبكرة للتآمر على الجزائر

algeria

صحيفة الديار الأردنية ـ
القاضي فهيمة:
تكشف مختلف المعطيات أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تسريع التآمر على الجزائر، القيادة والدولة الموحدة والشعب. فالارهاب والتدخل المهزومين في جنوب بلادنا لن يتوقفا قبل عودة شراذم الاعداء الى عادتهم القديمة، برغم سرعة الحزم التي جوبه بها هؤلاء من جانب القيادة الجزائرية الحكيمة التي وضعت حداً للتدخل الاجنبي.
نستذكر، كيف كان الامر قبل عام بالضبط، ففي مثل هذا الشهر لعام2012، رفض السفير التونسي السابق في منظمة اليونسكو، الدكتور المازري حداد، مصافحة السفير القطري في المنظمة نفسها، وقال المازري لصحيفة ”الخبر”، إنه رفض مصافحة السفير القطري بسبب موقف بلاده مما اعتبره ”تآمراً وتدميراً للأمة العربية”، وأضاف ”لدي معلومات بأنه سيتم التركيز على الجزائر في المرحلة القادمة”. وبيّن المازري حداد، أن كلاً من أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمجموعة العربية، باستثناء الجزائر، كانوا متفقين على طرد سوريا من اليونسكو خلال مؤتمرها العام الذي انعقد في الفترة ما بين 2 مارس و10 مارس في باريس، وبأن مندوب سوريا في اليونسكو طلب منه بحكم خبرته القانونية وعلاقاته في اليونسكو أن يشارك ضمن بعثتها خلال هذا المؤتمر. واستطرد الدكتور المازري، ونشكره لوطنيته الحقيقية، أنه يوم الأربعاء 7 مارس اقترب السفير القطري، علي زينال، منه وأراد مصافحته لكنه رفض مصافحته، وقال له قاصداً إهانته ”لن أصافح يد عملاء الإمبريالية وأعداء الوطن العربي”، فقال له السفير القطري متسائلا ”حتى ولو على المستوى الشخصي؟”، فرد عليه المازري ”أنتم دمرتم تونس ومصر ودمرتم ليبيا وتبثون الشقاق في سوريا، وتتآمرون على الجزائر.. أنتم تمثلون بلداً عدواً للعرب..  لا يشرفني أن أصافحك”. وحول سبب ردة فعله تلك، قال سفير تونس السابق في اليونسكو ”إن قطر تحاول تمزيق العرب ولدي معلومات أنه سيقع التركيز على الجزائر في المرحلة القادمة”، مشيراًً إلى أن الدول الغربية والمجموعة العربية، باستثناء الجزائر، فشلت في طرد سوريا من اليونسكو.
التآمر على الجزائر الكيان السياسي والشعبي، كان ومايزال واضحاً وضوح قرص الشمس، وجلية هي أوراقه وقنواته وسُبله التي تمر من خلال باريس ولندن وواشنطن وتل أبيب. ففي القضية محاولة إعادة السيطرة على البلاد والعِباد، وعلى النفط الجزائري، الذي يأملون في الغرب أن يكون نفطاً وغازاً وصوله إليهم واحداً من أرخص النفوط، وأكثرها رخصاً، بسبب المسافة القريبة التي تفصل بين بلدان المتوسط الاوروبية والجزائر في جنوبه، بينما وصول النفط والغاز القطريين إلى امريكا واوروبا الغربية، بدلاً من النفط والغاز الروسي، سيكون مكلفاً وتنعكس كلفته هذه على أثمان السلع الصناعية الغربية التي ترمي الى مضاهاة الصينية ومنافستها، وفي المستقبل الروسية أيضاً، وتدميراً للنقلة النوعية المأمولة للصناعات العربية، حين يستقر الحال العربي من مائه الى مائه على حال واحد، ويبدأ الانتاج والازدهار، وهو ما يؤرق الاحلام الامريكية والاسرائيلية، ويعمل على تلاحق مسلسل التآمر، في مهمة إشغال العرب عن قضية الانتاج والتقدم الاجتماعي والحضاري والثقافي، ليكونوا خصماً لبعضهم البعض، ومنشغلين برسم مخططات ضد أنفسهم.
في الجزائر نمتلك قيادة واعية وشعب مثقف، ونحن إذ نصون بلادنا من أشكال التآمر، نشكر الاخوة والأصدقاء وواحداً منهم هو السفير التونسي السابق في منظمة اليونسكو، الدكتور المازري حداد، وغيره كُثر، الذي والذين كشفوا مبكراً خيوط التآمر علينا وعلى الامة قاطبة، وشدوا من عزائمنا، ودعونا للتمسك بأنفسنا ووطننا، والى جميع حلفائنا نُطَيِّر محبتنا واخلاصنا، ونؤكد بأننا في مركب واحد نمخر عِباب المحيط الهائج المائج، وبعزائمنا جميعاً سنصل الى منارة الأمل وشاطئ الآمان.
*كاتبة وشاعرة جزائرية ومُمَثِّلة الاتحاد الدولي للصحفيين العرب أصدقاء الصين.

تعليق 1
  1. كريم يقول

    مقال رائع و تحاليل صائبة ، وتفكير راجح في قضية كبيرة يغفل عليها الكثير من الجزائريين ، سواء من النخبة أو الطبقة المثقفة ، ولهذا وجب التنوير و التلميح من أجل تبصير الناس بأمورهم و ما يدور في راحاهم و حول ساحتهم و تآمر الكل عليهم في هجمة شرسة ومدروسة ، تحتاج لتظافر الجهود و تجميع الراي و القوى ، من أجل التصدي لهذا كله .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.