فضيحة “بيغاسوس”.. إسرائيل تجسست على 50 دولة في أربع قارات!

صحيفة الوفاق الإيرانية-

فيروز بغدادي:

عندما كان يتحدث البعض عن نفوذ الصهيونية العالمية في المحافل الدولية، وفي تغلغلها في الانظمة والحكومات والاحزاب السياسية في الغرب، وتأثيرها على وسائل الاعلام العالمية، وتجسسها على الاعداء والاصدقاء على حد سواء، من اجل مصلحة “اسرائيل”.

كان هناك من يصف هذا الحديث بانه مبالغة ونابع من عقدة المؤامرة، لكن الكشف عن تم استخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” التابع لشركة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية “إن أس أو غروب”، ضد رؤساء دول وصحافيين ونشطاء ومحامين في جميع أنحاء العالم، وذلك بحسب تحقيق أجرته 17 مؤسسة إخبارية ومنظمة غير ربحية نشر مؤخرا، يبدو ان الحديث عن تغلغل الصهيوينة في العالم لم يعد مبالغة او نابع من عقدة المؤامرة.

اسرائيل باعت برنامجها للعديد من الدول، خاصة الى الدول العربية التي طبعت معها حديثا، وبلغ عدد الهواتف التي تم اختراقها أو محاولة اختراقها من خلال هذا البرنامج 50 ألفا، وهي هواتف لا تستطيع الدول التي اشترت البرنامج من اسرائيل ان تجسس عليها من دون موافقة إسرائيل!.

من بين الجهات والاشخاص الذي استهدفهم برنامج التجسس الاسرائيلي، وفقا للتحقيق الذي قام به كونسورتيوم يضم 17 وسيلة إخبارية بينها صحيفتا “واشنطن بوست” الأميركية والغارديان البريطانية، إلى جانب منظمة العفو الدولية والصحافة غير الربحية، “فوربيدن ستوريز”، التي تتخذ من باريس مقرا لها، ما لا يقل عن 65 من رجال الأعمال التنفيذيين، و85 ناشطا في مجال حقوق الإنسان، و189 صحافيا، وأكثر من 600 سياسي ومسؤول حكومي، إلى جانب العديد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء وأفراد العائلات الملكية العربية، كما تم استهداف الصحافيين العاملين في المؤسسات الإخبارية الكبرى، بما في ذلك “فاينانشيل تايمز”، و”وول ستريت جورنال”، و”سي إن إن”، و”نيويورك تايمز”، و”فرانس24″ و”راديو أوروبا الحرة”، و”ميديا بارت”، و”إل بايس”، و”لوموند”، ووكالات”آسوشيتد برس” و”رويترز”و”فرانس برس”، و”بلومبيرغ”، و”إيكونوميست”، و”صوت أميركا”، والباحثة التركية خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث تم تثبيت البرنامج على هاتفها بعد أربعة أيام من مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية.

ومن اجل تأكيد حقيقة ما تم التوصل اليه وإثبات صوابية جميع هذه المعلومات، اعلنت منظمة العفو الدولية في بيان لها، إن الشركاء الإعلاميين لمشروع الكشف عن تجسس “بيغاسوس” سيقدمون المزيد من القصص خلال الأسبوع المقبل”تكشف تفاصيل كيف تم اختيار قادة العالم والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والصحافيين كأهداف محتملة لبرنامج التجسس هذا”.

اللافت ان الدول التي تشتري برنامج بيغاسوس للتجسس من إسرائيل، عليها ان تتفق مع إسرائيل حول الأرقام التي يتم استهدافها، وهذا يعني ان اسرائيل على علم بجميع تلك الجهات المستهدفة، ومن بينها رؤساء دول مثل الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، الامر الذي يؤكد ان اسرائيل تتجسس حتى على حلفائها!!.

امام هذه الفضيحة الكبرى، هل سنشهد ردة فعل من قبل الحكومات ووكالات الانباء والصحف والشخصيات الغربية، أم ان الغرب سيبتلع الاهانة، وعندها ستتأكد لنا حقيقة ان “الصهيونية العالمية” تتحكم بالغرب، وأن هذه الحقيقة ليست مبالغة ولا نابعة من عقدة المؤامرة؟!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.