فيدل كاسترو: عبقرية الكلمة

راديو هافانا ـ كوبا:

هناك رجال يشعون الضوء دون أن يُستهلكوا من أي وقت مضى ولديهم هذه الجودة النادرة للقول بكلمات بسيطة وقوية وواضحة أعظم الحقائق ويطبعونها كما في النار في عقول وقلوب الآخرين. فيدل كاسترو مثال على ذلك في العصر الحالي.

عندما نشير الى فيدل كاسترو، ترتبط ذاكرتنا عادة بأحد العبارات التي قدمها، مثل اللؤلؤ، في خطاباته التي كانت تحتفل بالتاريخ في النصف الثاني من القرن الماضي والسنوات الأولى من الوقت الحاضر.

القائد التاريخي للثورة الكوبية، صاحب الرؤية الحميمية والإيمان الثوري العميق، فاجأ بالكلمات المليئة بالتفاؤل في أكثر الظروف سوءًا، مثل محاكمته في 16 أكتوبر 1953 للهجوم على ثكنات مونكادا في سانتياغو دي كوبا وكارلوس مانويل دي سيسبيديس في غرانما، عندما أكد على أنه جليل: “أحكومي علي، لا يهمني ذلك، التاريخ سوف يعفيني”.

بعد عدة سنوات، وبعد الهزيمة في معركة “اليغريا دي بيو” التي أعقبت هبوط اليخت غرانما، عندما التقى مع شقيقه راؤول كاسترو ووجد أنه كان لديه حفنة من الرجال وسبع بنادق، حيث وقال: “الآن نحن سنفوز في الحرب”.

في الأول من يناير 1959 ومن حديقة سيسبيديس في محافظة سانتياغو دي كوبا، أكد القائد الخالد: “تبدأ الثورة الآن، لن تكون الثورة مهمة سهلة، ستكون الثورة مؤسسة شاقة وخطيرة”.

وأصبحت مكانته كرجل دولة عالمي ال 26 سبتمبر 1960، بمناسبة أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. في ذلك اليوم، وأمام شخصيات من جميع أنحاء العالم، أعلن عبارة يمكن إدراجها في جميع المنازل الحكومية، وخاصة في البلدان المتقدمة: “بل تتوقف فلسفة نزع الملكية وستتوقف فلسفة الحرب”.

وكانت اللحظات المأساوية هي الإطار لشرح طابع الثورة. عندما شنت الولايات المتحدة هجوم إرهابي على باخرة “لا كوبري”، في مارس 1960، حيث قال فيدل كاسترو: “الآن فقط تعني الحرية شيئًا أكثر: الحرية تعني البلد. وستكون معضلتنا الوطن أو الموت، !الوطن أو الموت!”.

وخلال مراسم توديع الذين سقطوا خلال التفجيرات التي سبقت الغزو على بلايا خيرون (خليج الخنازير)، في 16 أبريل 1961، حدد لكوبا والعالم أن “هذه هي الثورة الاشتراكية والديمقراطية للفقراء ومن أجل القراء والخير للجميع”.

ومن الذي لا يحمل في ذاكرته الكلمات أمام ميدان مليء بالناس بعد التفجير لطائرة ركاب كوبية في الجو في سواحل باربادوس عندما قال: “لا يمكننا القول إن الألم مشترك. الألم يتكاثر. يبكي ملايين الكوبيين اليوم مع أحبائهم من ضحايا الجريمة البشعة. وعندما يبكي شعب نشط وحزين، يرتعد الظلم!”.

كان هذا هو الزعيم الثوري الكوبي، الرجل الذي لم يستسلم أبدا لأهدافه وعندما أصبحت المعارك أكثر صعوبة، وضع المزيد من القوة والحكمة في مواصلة التقدم.

سيبقى القائد التاريخي للثورة الكوبية في قلوب جميع سكان المعمورة، وستبقى روحه الثورية منارة للشعوب العالم النامي في استمرار النضال والكفاح لنيل الحرية والسيادة والاستقلال.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.