في أبجدية النصر حزب الله وُلد كبيراً

موقع العهد الإخباري-

إيهاب زكي:

يُصر وزير حرب الكيان المؤقت أن يبدو مهرجاً، رغم أنّ كياناً بكل هذه الشرور والعدوانية، لا يستقيم أن يكون وزير حربه بكل هذه السذاجة، التي يُصر على إشهارها عند كل مناسبة، منذ أن استغفله “نتن ياهو” واعداً إياه بعامين في رئاسة الوزراء، وكانت حينها دعابة في الكيان، إذ لا أحد يصدق أن “نتن ياهو” سيتقاسم رئاسة الوزراء مع بني غانتس، إلّا بني غانتس نفسه.

 

وقبل يومين خرج باكتشافٍ صعب المنال إلّا بشقّ الأنفس، حيث اكتشف وحده ودون مساعداتٍ خارجية، ودون الاستعانة بصديق، أنّ مهاجمة حزب الله لمنصات الغاز، ستعني يوماً قتالياً، أو أياماً قتالية، وقد تتطور إلى حرب.

ولكن بعيداً عن سماجة النكتة في هذا التصريح، فهو يدل دلالة قاطعة، على الأيادي المرتعشة، حيث إنّ عبارة يوماً قتالياً، تعني لسنا معنيين بمواجهة حزب الله، ولكن بالإمكان في حين هاجم منصات الغاز، أن نردّ رداً يضمن لنا ماء الوجه فقط.

وهنا يبدو واضحاً أنّ مضمون التصريح بعمومه، يعني أنّ الكيان المؤقت ليس في وارد تضخيم التحدي مع الحزب، وأنّ الدخول في حربٍ شاملة مع لبنان، هو الكابوس الأسوأ في تاريخ الكيان، وأنّه الكابوس الذي لا يريد أن ينتهي.

وهذا الكابوس تعرف حجم وطأته على الكيان، حين مشاهدة مشاهد “أبجدية النصر”، حيث تدرك أنّ حزب الله وُلِد كبيراً، أو وُلِد ليكون كبيراً، ولا شيء بإمكانه اعتراض هذا الزخم الهائل، في قوة الإرادة وصلابة العزيمة، وأن لا قوة قادرة على مواجهته دون ألف حساب، كما لا دناءة قادرة على استدراجه لمربعٍ لا يريده، مهما أوتيت من غدرٍ، ومهما احترفت النذالات.

وقد كان هذا واضحاً في خطاب السيد حسن نصر الله، في ختام أيام “الأربعون ربيعاً”، حيث استحالة السماح بأخذ لبنان للحرب الأهلية، خدمةً لمصالح صهيونية، كما تحدث عن الضوضاء والشائعات التي تطال حزب الله، كجزءٍ من الحرب مدفوعة الثمن، ولكنها لن تكون قادرةً على أن يفقد الحزب صبره وبصيرته.

ومن ضمن هذه الضوضاء التي تمتاز بالغباء غالباً والكذب دائماً، ربط الحقوق اللبنانية في حقول الغاز، بملف إيران النووي، وهذا نوعٌ من الغباء النمطي، الذي يلجأون إليه لعدم وجود غباءاتٍ مبتكرة أو حديثة، ومهما كانت المآلات، اتفاقٌ نووي مع تصعيدٍ في لبنان، أو عدم اتفاقٍ مع هدوءٍ في لبنان، سيظل الغباء هو الشيء الوحيد الذي يستطيع هؤلاء انتاجه وتسويقه.

في هذه الأيام الحاسمة، التي ينتظر فيها لبنان عودة هوكشتاين وردود الكيان، لم يستطع زخم العدوان على غزة ونشوته الكاذبة، أن يؤثر على معنويات الجيش الذي يُقهر قيد أنملة، فيدفعه للذهاب بعيداً في مقارعة حزب الله وإعلاء لغة التحدي، بل يتوسلون الوساطة الأمريكية، ويتسولون السفارات لإشعال الفتن الداخلية، أو بعض خروقاتٍ رسمية لغلِّ يدّ الحزب.

وعلى عكس هذه الأيادي المرتعشة في الكيان، كان السيد حسن نصر الله على الضفة الأخرى واثقاً حاسماً، حيث الانتظار الهادئ مع قطعية القرار، إذا لم يرضخ الكيان لحقوق لبنان، وتمادى في عدوانه على المياه والثروات اللبنانية، سنقطع يده بلا خوفٍ أو تردد.

حزب الله في عامه الأربعين لا يمكن التهويل عليه، كما لا يمكن التعاطي معه بعقلية الحرب الأهلية وحواجز القتل على الهوية، هذه العقلية البائدة لا تعشش إلّا في العقول الخربة، التي تحجرت وتوقف بها الزمن منذ إطلاق الرصاصة الأخيرة في الحرب الأهلية.

ولكن الأهم أن يفكر الكيان المؤقت بالطلقة الأخيرة في حال إصراره على التعدي، وأين ستكون وجهتها ومن سيطلقها، وهذا التفكير هو ما سينفع بني غانتس وكيانه، بدلاً من العمل كمهرجٍ في الليل، ووزير حربٍ في النهار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.