في ذكرى انتفاضة الحجارة.. الفلسطينيون مستمرون بنضالهم حتى إقامة دولتهم المستقلة

 

وكالة الأنباء السورية ـ سانا ـ
القدس المحتلة ـ محمد أبو شباب:

يشكل يوم الثامن من كانون الأول محطة فارقة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني وصموده في وجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ففي مثل هذا اليوم من عام 1987 انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة” التي واجهها الاحتلال بالرصاص والاعتقالات وتكسير العظام في محاولة منه لكسر الصمود الفلسطيني لكنه فشل في ذلك.

وانطلقت الشرارة الأولى للانتفاضة بعد قيام مستوطن إسرائيلي يقود شاحنة بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين قرب بيت حانون شمال قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد أربعة عمال لتنطلق بعدها الانتفاضة من مخيم جباليا شمال القطاع وتمتد إلى جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والحفاظ عليها من محاولات المحتل طمسها.

وأكدت “حركة فتح” في بيان لها بذكرى الانتفاضة أن الشعب الفلسطيني سيواصل تمسكه بأهدافه وثوابته الوطنية التي لا تنازل عنها مهما بلغت التضحيات وسيستمر في كفاحه بإصرار أكبر ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى تتحقق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أن الانتفاضة الأولى شكلت إلهاماً ونبراساً من أجل الاستمرار في الصمود على الأرض الفلسطينية حيث استشهد خلالها أكثر من 1500 فلسطيني أكدوا بدمائهم أن الحق الفلسطيني لن يموت وأن إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود والثبات هي التي كسرت مخططات الاحتلال من خلال الدفاع عن الثوابت الوطنية الفلسطينية.

ولفت أبو يوسف إلى أنه في ذكرى انتفاضة الحجارة يتواصل صمود الفلسطينيين على أرضهم في وجه الاحتلال مؤكدين أن الحقوق الفلسطينية لا يمكن أن تسقط بالتقادم وفي مقدمتها حق العودة والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير.

من جانبه شدد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف على أن الانتفاضة الأولى عام 1987 مثلت شعلة نضال جديدة للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الذي حاول طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وشكلت بداية عهد جديد في حياة الشعب الفلسطيني منتفضا بوجه هذا المحتل وباتت كل أزقة القرى والبلدات والمدن الفلسطينية ميداناً لمقارعة الاحتلال بأدوات نضالية بسيطة لكنها حققت الكثير للشعب الفلسطيني في كل المجالات.

وأوضح خلف أن الشعب الفلسطيني خلد هذه الانتفاضة في وجدانه إذ لا تزال هذه الانتفاضة مشتعلة حيث حملت الجمعة السابعة والثلاثون من مسيرات العودة التي نظمت شرق قطاع غزة أمس اسم (جمعة انتفاضة الحجارة الكبرى) والتي أصيب فيها عشرات الفلسطينيين برصاص الاحتلال كتأكيد للاحتلال أولاً وللعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني يواصل كفاحه ونضاله حتى انتزاع حقوقه المشروعة من هذا الاحتلال الذي يحاول سلب كل الأرض الفلسطينية بالاستيطان والتهويد والتهجير.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض أكد أن الانتفاضة الأولى مثلت منعطفاً تاريخياً مهما في نضال الشعب الفلسطيني الذي أعلنها انتفاضة عارمة في وجه الاحتلال انتفاضة حاول المحتل إخمادها بالقتل والتعذيب وتكسير العظام لكنه فشل في قتل إرادة الصمود والثبات عند الشعب الفلسطيني.

وأشار العوض إلى أن الشعب الفلسطيني ابتكر في الانتفاضة الأولى أساليب وأدوات جديدة في نضاله ضد الاحتلال منها الإعلان عن أيام الإضراب بالكتابة على الجدران أو بواسطة المنشورات فاستخدم الاحتلال كل أساليب القمع الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وحاصر مدنا وقرى ومخيمات لأيام طويلة وقطع عنها الكهرباء والمياه ومنع وصول المواد الغذائية لكن كل ذلك فشل أمام إرادة الصمود والمقاومة التي أبداها الشعب الفلسطيني وما زال في وجه الاحتلال.

أما الكاتب والمحلل السياسي حسين حماد فيروي جانباً مهماً من حياة الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال خلال انتفاضة الحجارة الأولى قائلاً: كان الاحتلال في الانتفاضة الأولى يطارد الشبان في أزقة المخيمات ويعتقل أي شاب يخرج من منزله حتى ولو كان مريضاً ذاهباً للعلاج لافتاً إلى أن النساء الفلسطينيات واجهن الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة ببسالة فكانت مشاركتهن فاعلة فيها.

وأكد حماد أن الانتفاضة الأولى شكلت نواة صلبة لدى الشعب الفلسطيني لمواصلة النضال ضد الاحتلال وباتت هذه المرحلة نقطة تحول مهمة في القضية الفلسطينية والتي طالما حاول الاحتلال طمسها عبر عمليات الاستيطان والتهويد والتهجير والهدم.

وأظهرت تقارير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن 1550 فلسطينياً استشهدوا خلال الانتفاضة الأولى إضافة إلى اعتقال مئة ألف فلسطيني كما استشهد وفق الهيئة 40 فلسطينيا داخل معتقلات الاحتلال جراء التنكيل والتعذيب الذي مارسه المحتل بحقهم كما تشير تقارير مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد على 70 ألفاً يعاني نحو 40 بالمئة منهم من إعاقات دائمة و 65 بالمئة يعانون شللاً دماغياً لكن كل أساليب القمع والقتل والتعذيب لم تنل من صمود الشعب الفلسطيني وعزيمته وبقيت شعلة النضال الفلسطيني مشتعلة حتى الآن بمواجهة الاحتلال حتى إقامة الدول الفلسطينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.