في مَركزية الخَرَفِ والقُصُورِ العَقلي

usa-vs-china

صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح*:
في تساوق المحور الدولي في الخطوات والنقلات وطبيعة التحريض على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجمهورية الصين الشعبية، نلمس وجود مركز ومحطة دولية ورأس مدبّر واحد، يُدير كل أتباعه في مختلف البلدان ومنها العربية، لعبة الهجوم الإعلامي العالمي، وبإتجاهات واحدة ومتناغمة ومتشابهة ومتماثلة في دقائق المعركة اللسانية على الصَعيد الإعلامي بخاصة، والى جانب ذلك نكتشفها في إرتفاع منسوب التحريض الدبلوماسي والسياسي، فهذه كلها تعمل في وقت واحد، ويَخبو أُوراها في زمن واحد، وتتراجع أو تتقدم في أيام واحدة أيضاً.. فيا له مِن تنسيق دولي حاكمٍ مُحكم، مِن عقل إستعماري مركزي، يُدير العملاء والجواسيس العابري القارات والمتلقفين فُتات موائد اللئام الدوليين.
في الهجوم الذي يُشن بضراوة على كوريا زوتشيه، يُحاولون خداع القيادة الصينية، والمسؤولين الصينيين، تجاه كوريا، ومحاولة شيطنتها لكسب الصين ضدها، وفي هذا سياسة الخطوة خطوة، والتهام دُبٍ قبل الآخر. وفي أشكال التحريض نقرأ على سبيل المِثال، عناوين مخزية منها: برنامج بيونغ يانغ النووي يؤثر سلباً في العلاقات الاقتصادية بين الصين وكوريا الشمالية حيث عرفت انخفاضاً في التبادل التجاري بين البلدين.. الصين تسعى للإفراج عن مركب صيد تحتجزه كوريا الشمالية.. الصين تبتعد اقتصادياً عن كوريا الشمالية.. تحالف الصين وكوريا الشمالية المجبول بالدم يخضع اليوم لامتحانٍ.. تحالف الصين وكوريا الشمالية المكتوب بالدم يخضع لاختبار قاسٍ.. تراجع تجارة الصين مع كوريا الشمالية.. إتفاق أمريكا والصين بشأن كوريا.. وغيرها المئات من هذه العناوين الاستفزازية، التي يروّجها جهاز استخباري مركزي واحد، وتعيد بثّها ونشرها لغزو عقول العامة والمساكين في العالم، وسائل الإعلام المُبَاعة للإمبريالية الأمريكية بقضها وقضيضها.. وفي هذا النشر، أمر للعملاء وتوجيهات لهم بالتحرّك بموجبه وفي إطاره الصارم وعلى هديِهِ وحَرفِهِ، للنيل من الأنظمة الوطنية والتقدمية، على مِثال الصين وكوريا الشعبيتين..
وفي علوم الطعن السياسي والإعلامي تستخدم مفردات وصياغات خبيثة لتلميع أُوباما على مِثال: يتنبأ خبراء غربيون بأن تتحرك الصين بتؤدة وحذر بالغ صوب أن تكون حليفاً أكثر مصداقية لدى الولايات المتحدة، مُشيرين إلى تشكك بكين المريب مِن تحول الرئيس الأمريكي باراك أوباما سياسياً إزاء آسيا، فيما تعتبره الصين بمثابة محاولات أمريكية لاحتواء قدراتها الاقتصادية.. في هذه الصياغة التي روّجت كثيراً خلال الشهور الماضيات، يتضح ان الرغبة الباطنية الاميركية تتلخص بأن تلعب بكين دون الحَربة في انتزاع قوى كوريا الديمقراطية، والانضمام بالتالي “بتؤدة وحذر” الى سياسة ومعسكر وحلف مع الإدارة الأمريكية في مواجهة كوريا الشعبية، وللتخلي عن مصالحها الصينية ونهجهها الشعبي والدولي لعيون أُوباما السوداء، وأكثر من ذلك، رغبة واشنطن في إحتواء الصين، من خلال دعوتها بكين الى ان تكون “أكثر مصداقية”، وكأن المصداقية تسكن في دماغ أُوباما الخرِف القاصِرِ رغم شبابه، وكأنه هو وحده الذي يقومُ مَقام “سليمان الحكيم” في إصدار الآوامر والأوصاف والألقاب والحق على الآخرين، أياً كانوا..!!!..
*رئيس المجلس العربي والاردني للتضامن مع شعب كوريا والإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.