قراءة آذارية لهجوم بريتال: “لقد أخطأ في فريقنا من صوّب على سلاح الحزب”

hezbollah-fightres11

موقع النشرة الإخباري ـ
مارون ناصيف:

لم تكن معركة جرود بريتال التي شنتها المجموعات الإرهابية قد انتهت بعد، حتى سارعت قوى الرابع عشر من آذار الى التصويب على “حزب الله” وسلاحه، منتقدة دفاعه عن الحدود اللبنانية.
نعم، في الوقت الذي كان اللبنانيون يترقبون بخوف وحذر كيف يمكن أن تنتهي هذه الهجمة وما إذا كانت هذه المجموعات ستستطيع دخول الأراضي اللبنانية، وفيما لو حصل ذلك، ماذا سيبقى من لبنان كل ذلك إنطلاقاً من تجارب المنطقة لا سيما العراق، كان فريق لبناني يحاول إستثمار ما يحصل، لمصلحته السياسية واضعاً حساباته الخاصة فوق كل إعتبار وضارباً عرض الحائط كل ما يمكن أن ينتج عن هجوم إرهابي كهذا في حال نجاحه، ومتناسياً أن كل ما يمكن أن يجنيه في السياسة من انتقاده لما قام به الحزب في بريتال، لن تبقى له قيمة إذا نجح الهجوم لأنّ لبنان بكامله سيكون بخطر في تلك الساعة.
وعلى رغم هذا الإنتقاد الآذاري لسلاح الحزب في لحظة حرجة كهذه، تبقى بين فريق الرابع عشر من آذار قلة تقارب الأمور بموضوعية ووطنية، وطنية تتقدم على كل المصالح السياسية وتتخطى كل الحسابات الضيقة.
بحسب وجهة نظر هذه المجموعة الآذارية، لقد أخطأ كل سياسي في فريقها، هاجم “حزب الله” مساء الأحد الفائت على خلفية ما حصل في بريتال، وهذا الخطأ يعود الى الأسباب التالية:
1- لم يكن الحزب في موقع المهاجم بل المدافع عن أرض لبنانية تعرضت لهجوم من عشرات المسلحين في تكرار لسيناريو عرسال الذي سُجّل في الثاني من آب الفائت.
2- بالفعل كان الشعب اللبناني بغالبيته الساحقة يترقب بقلق بالغ الهجوم على بريتال، والخوف لم يكن أبداً مما يمكن أن يفعله سلاح “حزب الله” بلبنان بعد انتهاء الهجوم، بل من السلاح الارهابي المهاجم، خصوصاً بعد التجارب الإقليمية، التي سقطت فيها بيد تنظيم “داعش” مدن عدة وخلال ساعات قليلة فقط، على رغم أن مساحتها تفوق بأضعاف مساحة لبنان.
4- كان هم اللبنانيين بعد ظهر الأحد، حتى جماهير قوى الرابع عشر من آذار، يتركز حول كيفية صد الهجوم المسلح الذي تعرضت له بريتال، أكان الجيش اللبناني يقف وراء صد هذا الهجوم أو أي فريق آخر، على قاعدة أن وجود جميع اللبنانيين سيكون بخطر في حال حصل الخرق الإرهابي.
5- لبنان ليس في زمن الإنتخابات النيابية لتسجيل النقاط في السياسة بين فريق وآخر، لذلك كل ما قيل بحق الحزب وسلاحه، وكل ما يمكن أن يقال في ظرف أمني كهذا، لن يفيد أصحابه بصوت من هنا وكتلة ناخبة من هناك، ولن يغير النتيجة الإنتخابية في هذه الدائرة أو تلك. 6- مهما قال نواب فريق “14 آذار” بحق الحزب وسلاحه، فعملية صد الهجوم لم تتوقف مساء الأحد، كما أن عملية صد أي هجوم مرتقب لارهابيي “جبهة النصرة” أو تنظيم “داعش” على لبنان من قبل “حزب الله”، لن تتأثر بما يقال.
لكل ما تقدم، إعتبرت هذه القلّة الآذارية أن البعض من قيادتها أخطأ كثيراً بهجومه على سلاح الحزب، والحق به تهمة الدفاع عن الإرهاب، تهمة قد تضره إنتخابياً أكثر بكثير مما يفيده الهجوم على الحزب في لحظة مصيرية كهذه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.