قلق أميركا من روسيا في الصحافة الأميركية

american-newsstand

حرصت كافة وسائل الاعلام على نقل الردّ الرسمي الأميركي حيال تعزيز روسيا وجودها العسكري في سوريا، كما يقال، ملفتة النظر إلى عدم تيقن الادارة الاميركية من تقارير إعلامية تشير إلى نية روسيا إنشاء قاعدة جوية في شمال سوريا، لا سيما تصريح الناطق باسم البيت الابيض، أريك شولتز، الذي “رحب بالمساهمات الروسية البناءة” في مكافحة تنظيم داعش “لكننا كنا واضحين أنه سيكون عملاً غير معقولاً من جانب أي طرف بمن فيهم الروس تقديم أي دعم لنظام الرئيس السوري بشار الاسد”.

وأوضحت يومية “لوس انجليس تايمز” أن القلق الأميركي من نوايا روسيا “دفع واشنطن للطلب من حلفائها في حلف الناتو إغلاق الاجواء أمام الطائرات الروسية العسكرية المتجهة إلى سوريا”.

وأردفت أن “مصادر استخباراتية أميركية” رفيعة المستوى أبلغت الصحيفة ومؤسسات إعلامية أخرى الاسبوع الماضي أن “الصور التي التقطتها الاقمار الاصطناعية الاميركية تشير إلى نشاط متزايد لنقل الاسلحة والمعدات الروسية إلى محافظة اللاذقية”.

أما يومية “نيويورك تايمز” فاعتبرت أن روسيا ماضية “للدفاع عن وجودها العسكري في سوريا، الذي اصبح مصدراً جديداً للتوتر” بين واشنطن وموسكو نظراً “لرغبة الاخيرة إحراج موقف الولايات المتحدة في جهود محاربة” تنظيم داعش. وشهدت علاقاتهما “فترة تعاون مشتركة قصيرة تجسدت بتأييد وزير الخارجية جون كيري جهود نظيره سيرغي لافروف لصياغة حل سياسي للأزمة في سوريا”.

وعزت الصحفة نشاط روسيا مؤخراً في سوريا إلى مكانتها ودورها “في إبرام الاتفاق النووي مع ايران، واستغلال موسكو للقضية السورية لإثبات أنها تستطيع التحول إلى شريك دولي هام، وأنه لا يجب إخضاعها لعقوبات دولية بسبب تدخلها في الصراع الدائر في أوكرانيا”.

وأشارت أيضاً إلى أن موسكو ” ترفض أي محاولة لجعل رحيل الأسد عن منصبه شرطاً مسبقاً للوصول إلى تسوية سياسية”.

من جانبها، نسبت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” خطابها إلى “مسؤول أميركي بارز طلب عدم كشف هويته”، الذي أبلغها أن “موسكو أرسلت عربات جنود مصفحة وسفناً تحمل دبابات وجنود، تتركز في مطار باسل الأسد الدولي، جنوب مدينة اللاذقية، وفي القاعدة البحرية الروسية في طرطوس. كما وصلت سفينتان حاملتان للدبابات إلى ميناء طرطوس، ووصلت أكثر من عشر حاملات جنود روسية مدرعة إلى المطار”.

وأضاف المسؤول الأميركي مؤكداً وصول “العشرات من رجال البحرية الروسية إلى سوريا، إلا أن دورهم يقتصر على حماية المعدات العسكرية الواردة إلى سوريا، وليس القيام بأي انتشار ميداني، على الأرجح”.

ونقلت الصحيفة شكوك مسؤولين أميركيين بشأن “طموحات روسيا” في سوريا بأنها “أوسع بكثير من مجرد الوفاء بالعقود العسكرية المبرمة”. وأوضح نيكولاي كوزانوف، الخبير في شؤون روسيا واوراسيا في مؤسسة “تشاتام هاوس، للصحيفة بالقول إنه “يعتقد الروس في الوقت الراهن أن الرئيس الأسد وحده هو القادر على بقاء سوريا موحدة”. ومن ثم فإن زيادة الجيش الروسي لإمداداته هي واحدة من التدابير المتخذة “لضمان بقاء الأسد على قيد الحياة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.