قمة لفظ الأنفاس في الرياض .. هل اتخذ قرار ضرب لبنان

france - sudia arabia

موقع قناة المنار –

أحمد فرحات:

تطابقت مواقف الرياض وباريس حيال الأزمة السورية، واتفقت وجهات النظر، على ان لا حل سياسياً في هناك، وبدت الدولتان وكأنهما تسيران بعكس تيار التسويات، ولكل واحدة حساباتها، السياسية والتجارية.

المملكة السعودية وبحسب ظاهر الأمور، تريد توسيع علاقتها مع فرنسا وتعزيزها، بعد أن توترت علاقتها مع واشنطن، التي اختارت طريق الدبلوماسية لتحقيق اهدافها، وهذا ما يتعارض مع رغبة المملكة “المنغمسة” في حرب وجودية على أرض الشام، أصابت ارتداداتها مناطق الجوار العراقية واللبنانية.

باريس المتعطشة للعب أدوار على رقعة الشطرنج الدولية، اختارت البوابة السورية لتعيد أمجادها السابقة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتحمل ما تعتبره “بطولة عسكرية” في ليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى، ودراية سياسية في علاقاتها الدولية، وتسعى إلى حجز مقعد لها في مرحلة التراجع الأميركي في المنطقة.

كل واحدة من هاتين الدولتين، تعاني من مصاعب تحد من تحركها:

سعودية داخلية … تتمثل في صراع أمراء آل سعود على السلطة والقرار، وخارجية إقليمية .. تعتبر انتكاسات الأزمة السورية أبرزها، والتفاهم الإيراني – الغربي اشدها.

فرنسية داخلية … اقتصاد مريض وارتفاع نسبة البطالة ونقمة شعبية على سياسات الرئيس فرنسوا هولاند، وخارجية تتمثل في تراجع دور الأليزيه، وظهوره كتابع لإملاءات البيت الأبيض الأميركي.

الدولتان العجوزتان اجتمعتا في الرياض، تلفظان أنفاسهما الأخيرة، بهدف إنقاذ ما أمكن من هبيتهما المتآكلة في الصراعات الدولية، وقررتا التحالف لسد أبواب الحوار والتلاقي، ولتصعيد الأمور وتأزيمها، بانت نتائجها سريعا في خطاب رئيس جمهورية لبنان ميشال سليمان، والذي أعلن عن مساعدة سعودية لتسليح الجيش اللبناني بـ 3 مليارات دولار، من السلاح الفرنسي بحسب ما رد الرئيس فرنسوا هولاند على خطاب سليمان.

لكن من سيقاتل الجيش اللبناني بالسلاح الفرنسي والمدفوع ثمنه سعوديا؟

* الجيش الإسرائيلي صاحب الحروب الكثيرة والكبيرة على لبنان والمتربص بأمن هذا البلد؟
* الإرهاب الذي ضرب صيدا وطرابلس والضاحية الجنوبية وبيروت؟
* الجماعات السورية المسلحة والتي بدأت بالتغلل في مناطق لبنانية باتت معروفة للجميع، وتؤكدها تقارير إعلامية وأمنية عديدة؟
* هل تعتقد السعودية وفرنسا ان الجيش اللبناني وقيادته سهلة التطويع؟

أسئلة مشروعة، خصوصاً وأن تم ربطها بمساعي تشكيل “حكومة الأمر الواقع” في لبنان، في وقت ذكرت معلومات صحافية أن السلاح الفرنسي والممول سعوديا له شرطان: تأليف حكومة امر واقع لعزل حزب الله، وفتح معركة معه في لبنان… وتشير مصادر مطلعة أن الرئيس سليمان مضى في المشروع منذ فترة.

يقول الاعلامي والمحلل السياسي اللبناني فيصل عبدالساتر إن دعم الجيش ومده بالمساعدات أمر مرحب به ولطالما شكل مطلباً جامعاً للبنانيين الذين يرفضون أي توظيف لأي مساعدات.

وفي حديث له مع موقع قناة المنار يستبعد عبدالساتر توظيف المال السعودي في ضرب حزب الله، لسبب أن قيادتا الجيش والمقاومة بعيدتان كل البعد عن أي خلاف والعلاقة بين الطرفين “تعمدت بالدم في مواجهات خاضها الطرفان جنباً إلى جنب ضد الاحتلال الاسرائيلي… ومن يراهن على هكذا مؤامرات هو واهم ومخطئ”.

وتوقف المحلل السياسي اللبناني عند طبيعة اعلان رئيس الجمهورية اللبنانية لـ “الهبة السعودية”، قائلاً إن الهبات تقدم عادة عبر أعمال خيرية أو تنموية ومن السابقة أن تقدم هبة كمساعدة لجيش.

ورأى عبدالساتر أنه ” لايمكن لأي لبناني ألا إن يبدي أسفه لاعلان سليمان من قصر عن هذه الهبة، تزامناً مع زيارة هولاند للسعودية، في خروج صريح عن بروتوكول العمل السياسي… ثم يخرج ليقول عاش لبنان وعاشت المملكة العربية السعودية، وهو ما لم نسمعه في أكثر الدول تخلفاً، كان بامكانه القول: عاش لبنان وشكراً للمملكة العربية السعودية.”

أما حكومة الأمر الواقع فينقل عبدالساتر أن هناك من يقول بأنها سابقة للهبة، اذ “طُلب منه الاستعجال خشية الذهاب لجنيف 2 بحكومة وزير خارجيتها د. عدنان منصور. هم يريدون ان يتمثل لبنان غير هذا الوزير وسياساته، ولعله احد خلفيات التسرع أو ربما كما قال سليمان نفسه إنه لم يعد لدينا وقت”.

ويرى الاعلامي فيصل عبدالساتر أن في التطورات الجديدة ومواقف فريق “14 آذار” التي تصر على حكومة حيادية او من لون واحد، نُزر حرب لا تنقص لبنان .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.