قناة ’أم.تي.في’ تفتح هواءها لمن يدعو ’إسرائيل’ إلى ضرب اللبنانيين

mtv-labwani

موقع العهد الإخباري ـ
عبد الناصر فقيه:

“التبرير” للعدو أو “تسهيل مهامه في الاستعلام عن مكامن القوة أو الضعف في الوطن”…. ليست سابقة في الإعلام العربي، لكنها استجرار لأخطاء وخطايا مستمرة وقعت فيها فضائيات لبنانية وعربية، عن قصد أو غير قصد، وقد برزت تجلياتها في حرب تموز من العام 2006، حيث تماهى بعض الفضائيات  في المواجهة مع من تجرأ على هز شباك الأمن الإسرائيلي، مبرراً أفعال الآلة العسكرية الإسرائيلية في لبنان، لخلافات داعمي الفضائيات السياسيين مع حزب الله.

الأحداث السورية وتداعياتها لم تكن بمنأى عن هذه الخطايا، فقد بررت وسائل إعلام، أيضاً، للمفجرين في بئر العبد والرويس بضاحية بيروت الجنوبية، وفتحت تلفزيونات عربية ولبنانية هواء بثها على شخصيات اعتبرت التفجيرين، اللذين أسفرا عن عشرات الضحايا والمصابين من المدنيين، “خرقاً لمعقل حزب الله”، بينما كانت “الضربة العسكرية” الأميركية لسوريا مادة دسمة ليحول بعض “المعارضين” السوريين ما لديهم من معلومات عن مواقع عسكرية إلى الفضاءات الخارجية من أجل تمكين الأميركي من ضربها، بما يشبه الرجاء!، وبعد هدوء عاصفة “الضربة” انتقلت الإخباريات الإعلامية للحديث عن “تهريب” الكيماوي إلى خارج البلاد، وآخره ما أتحفنا به عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني السوري” المعارض كمال اللبواني.

اللبواني تناسى ما كتبه سابقاً عن أن من أسرار بقاء النظام السوري “تجار ومشايخ دمشق…الذين قدموا حبل نجاة” لهذا النظام، ومتانة مثلث “الحاكم والتاجر والشيخ….الذي يدافع عن أسوار دمشق أمام أي من الغزاة”، فاستفاض، ببرنامج بموضوعية على قناة “أم.تي.في” اللبنانية، في  الحديث عن “عناصر الحرس الثوري (الإيراني) وحزب الله (اللبناني)” كسبب وحيد لعدم سقوط دمشق، وعمد “المعارض” المقيم في اسطنبول، إلى تسمية أسماء بلدات ومناطق لبنانية على أنها إحدى وجهات السلاح الكيميائي الذي ينوي النظام السوري “تهريبه” إلى الخارج. بدأ اللبواني بالتلميح  بضرورة ضرب هذه الأهداف المفترضة،الا انه سرعان ما انتقل الى  التهديد  المباشر بقدوم “المعارضة” السورية المسلحة إلى داخل لبنان لـ”تطهيره” من حزب الله.

الغريب أن اللبواني لم يبرىء نفسه من تهمة العمالة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركية، التي اطلقها عليه استاذ العلاقات الدولية بسام أبو عبدالله في سياق الحلقة نفسها، بل بدا متماهياً مع التهمة، حين أقر بنقل المعلومات عن حركة نقل الصواريخ المزعومة إلى الأميركيين لرصدها عبر الأقمار الصناعية العسكرية، فيما ارتفعت لهجته لاحقاً مهدداً ومتمنياًومتبنياً بأن “إسرائيل لن تنام حتى تطهر” لبنان من حزب الله، داعياً بصراحة عدو العرب والمسلمين إلى “استئصال” الحزب، وهو أمر شكل إحراجاً للضيف الثالث النائب عن كتلة “المستقبل” في البرلمان اللبناني نهاد مشنوق، الذي اضطر للرد عليه من دون أن يوضح ماذا يقصد بقوله “نحن قادرون على أن نقوم بدورنا تجاه الموضوع” متحدثاً عن “توقيت غير مناسب”! فهل من أدوار داخلية، للفريق الذي ينتمي إليه المشنوق، قد تتكامل في الوقت المناسب مع “المعارضة” السورية المسلحة؟

وإن كان ضيوف الإعلامي وليد عبود يتحدثون على مسؤوليتهم، فإن القناة المضيفة تتحمل المسؤولية ضمناً، وهي لم تكن، في الواقع، بعيدة بالكامل عن أجواء “التبرير” لضربات محتملة في العمق اللبناني، قد تقوم بها “إسرائيل”، فقد سردت النشرة الرئيسية لأخبار الـ”أم.تي.في”، في نفس الليلة، ما قالت إنه معلومات عن “زيارة لوفد عسكري إيراني قبل أسبوعين إلى منطقة بعلبك”، وأن الوفد “عقد لقاءات مع قيادات عسكرية في حزب الله من المسؤولين عن منصات الصواريخ المنتشرة في جرود القصر والشربين في الهرمل”!!! أو ليست هذه “المعلومات”، إن صحت، إخباراً مجانياً لعدو لبنان؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.