«قناص الخليل» يقلق إسرائيل القدس تتحول إلى ثكنة عسكرية

Palestine

صحيفة السفير اللبنانية ـ

امجد سمحان:

شكلت عملية قنص جندي إسرائيلي في مدينة الخليل، أمس الأول، صفعة للجيش الإسرائيلي ولسائر الأجهزة الاستخباراتية العسكرية التي لم تكن تتوقعها. وأثارت في الوقت نفسه قلق هذه الأجهزة حول حِرَفِيَّةِ «قناص الخليل»، الذي أطلق النار على الجندي الإسرائيلي وأرداه قتيلا من دون أن يترك خيطا واحدا لتتبعه، وتخوفا حول ما إذا كان ذلك يمهد لسلسلة عمليات مقبلة.

ونقلت مواقع الكترونية إسرائيلية عدة عن جهات استخباراتية إسرائيلية قلقها من الحرفية العالية التي نفذ فيها «قناص الخليل» العملية النوعية في المدينة. وقالت صحيفة «معاريف» إن الجيش ما زال يجد صعوبة في الوصول إلى منفذ العملية لانعدام الأدلة، معتبرة أن القناص المحترف اصاب الجندي وانسحب من موقعه بهدوء وبرودة أعصاب بعدما راقب مكان العملية لوقت طويل. ولم تستطع القوات الإسرائيلية حتى اللحظة معرفة نوع البندقية التي استخدمها «قناص الخليل».

وفي حديث لـ«السفير»، قال المحلل والخبير في الشؤون الإسرائيلية عطا الصباح إنه وبرغم إعلان إسرائيل أن عملية الخليل وقبلها عملية قلقيلية، التي قتل فيها جندي، فرديتان، فإن هناك تصعيدا داخل اليمين الإسرائيلي يدعو إلى رد فعل عنيف عبر تشديد القبضة الأمنية على الضفة من ناحية، وتصعيد عمليات الاستيطان والاستيلاء على الأرض الفلسطينية وعدم إطلاق الدفعة الجديدة من الأسرى الفلسطينيين المقررة نهاية الشهر المقبل، ضمن إطار صفقة إطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشار الصباح إلى أنّ «الموقف الإسرائيلي الحالي ينم عن توجهين: فإما ان القلق ينتاب اسرائيل من إمكانية تصاعد العمليات النوعية ضدها، والتي ينفذها محترفون كما حصل في الخليل، أو ان هناك أيديَ اسرائيلية تقف وراء حادثة الخليل من أجل تصعيد الاستيطان ووقف المفاوضات وعدم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين».

من جانبها، نقلت «الإذاعة العبرية» الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي عزز قواته في الضفة بعد العمليتين خشية تصعيد محتمل، وخشية الجهات الاستخباراتية في الوقت نفسه «من سلسلة أعمال إرهابية».

وفي هذا السياق، واصلت إسرائيل عمليات الاعتقال والتفتيش في أرجاء مدينة الخليل بحثا عن القناص المجهول، فيما أصيب 17 فلسطينيا، أمس، في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط المدينة، التي ما زالت تتعرض لحملات متواصلة واعتداءات على سكانها سواء من جيش الاحتلال ام من المستوطنين.

في غضون ذلك، بدت مدينة القدس المحتلة أمس، وكأنها ثكنة عسكرية، وذلك لمناسبة المسيرة اليهودية الكبرى «مسيرة الحجيج إلى القدس»، في اليوم السادس لعيد «العرش اليهودي».

وقد حولت سلطات الاحتلال المدينة المقدسة، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية التي تغيب عنها مظاهر الحياة الطبيعية وسط انتشار كبير ومكثف لمختلف أجهزة أمن الاحتلال في الطرقات الرئيسية، ومحاور الطرق، فضلاً عن الدوريات الراجلة والخيالة في الشوارع المحيطة والقريبة من أسوار المدينة. ويضاف إلى ذلك، نشر آلاف العناصر من قوات الاحتلال في الشطر الغربي من المدينة المحتلة.

وكانت سلطات الاحتلال أعلنت، أمس الأول، أن المسيرة اليهودية ستكون في الشطر الغربي فقط، ولن تصل إلى الشطر الشرقي. وقد أغلقت، أمس، باب المغاربة الذي يقتحم المستوطنون من خلاله باحات المسجد الأقصى.

إلى ذلك، أصيب عدد من الشبان المقدسيين واعتقل آخرون خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة دعت لها القوى الدينية والوطنية في القدس لحماية المسجد الأقصى. وكان مئات المواطنين احتشدوا في باحة باب العمود، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، إلّا أن قوات الاحتلال سارعت لمهاجمتهم بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع، وغاز الفلفل الحار.

وفي قطاع غزة، شارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرتين منفصلتين نظمتهما حركتا حماس والجهاد الاسلامي للدعوة لانتفاضة شعبية لحماية المسجد الاقصى.

كذلك، اندلعت مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين في قرية سرطة في جنوب نابلس إثر عمليات استيلاء جديدة على أراضي الفلسطينيين.

إلى ذلك، أقدم مستوطنون من «معالي جلبوع» و«ملك منشه» و«ميراث» في شرق جنين على قطع أشجار زيتون في أراضي قرية جلبون الواقعة خلف جدار الفصل العنصري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.