قوة الصهيونية في أميركا ..حقائق ووقائع

صحيفة الثورة السورية ـ
يمن سليمان عباس:
كثرت الدراسات التي تناولت دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية وسلطته الخفية وكيف يوجه السياسات الأميركية.

الجديد في هذه الدراسة كتاب جيمس بتراس المعنون: «قوة إسرائيل في الولايات المتحدة» دار علاء الدين ترجمة داوود صالح رحمة، يقول المترجم في المقدمة عن هذا الكتاب: لا ينكر المرء قوة اللوبي الصهيوني وغطرسة المحافظين الجدد المتعطشين للدماء والمولعين بالحروب، والذين يحتلون مناصب رفيعة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وفي وزارة الخارجية وبقية مرافق الدولة.‏

وقد يخيل للمرء أن النفوذ اليهودي الصهيوني هو وليد حكم جورج بوش الابن، لكن الحقيقة هي أن هذا النفوذ يتسع في الحزب الديمقراطي أكثر من الحزب الجمهوري.‏

وهؤلاء المتنفذون الذين ذكرهم الكاتب كانوا من نتاج حكم بيل كلينتون الذي استمر لثمانية أعوام، لكنهم أخذوا فرصتهم عند تولي جورج بوش الحكم.‏

ولأن اللوبي الصهيوني منظم وفعال فإن أعضاءه يراقبون كل شيء، وتراهم على أهبة الاستعداد للرد على أي شيء يتصل بإسرائيل.‏

في شهر أيلول من العام 2007 بثت محطة (سي إن إن) برنامجاً بعنوان «مجاهدو الله» أعدته الإعلامية كريستين أمابنور وترافق مع نشر هذا الكتاب وكتاب آخر عن اللوبي الصهيوني.‏

كانت كريستين قد أجرت مقابلات مع عتاة المتطرفين اليهود وقادة العصابات الصهيونية الذين لم يخفوا قناعاتهم بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين ورغبتهم في تفجير ونسف المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين قامت قيامة اللوبي الصهيوني وأخذت منظماته بالضغط على المحطة لمنع إعادة بثه وإلزامها بإنتاج برامج مؤيدة لإسرائيل، واتهموا معدة البرنامج باللاسامية وهي التهمة الجاهزة لكل من ينتقد إسرائيل.‏

هاجموا الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بسبب كتابه الذي وثق السياسات الوحشية للاحتلال الإسرائيلي، كما نجح نشطاء منهم مثل دانيل بايبس والصحف الموالية لإسرائيل مثل نيويورك بوست في إجبار مديرة مدرسة عربية في نيويورك و اسمها «ديبي المنتصر» على الاستقالة من إدارة أول مدرسة عربية في نيويورك تحمل اسم الأديب العربي اللبناني خليل جبران بحجة ترويجها للانتفاضة الفلسطينية بعد قيام ديبي بطبع قميص كتبت عليه كلمة الانتفاضة.‏

هذا غير الكثير من المضايقات للمنظمات العربية والإسلامية مثل مجلس العلاقات الأميركية- العربية (كير) والجمعية الإسلامية الأميركية (ماس) وائتلاف منظمة آنسر الأميركية الذي يضم عشرات المنظمات المناهضة للاحتلال الأميركي للعراق.‏

في أميركا كل شيء مباح حتى شراء أعضاء الكونغرس كما سنرى لكن يبقى على الدول العربية والإسلامية وبعثاتها الدبلوماسية والقنصلية التحرك لإيصال حقائق القضية إلى العالم بدءاً من الدار الأميركية ومساعدة الجمعيات العربية بالمال والعلاقات، والوقوف بالمرصاد للرد على التخرصات والأكاذيب الصهيونية وإنشاء لوبي عربي في الكونغرس لا يحتاج إلا لبعض الاتصال وبذل المال. يقدم هذا الكتاب الكيفية التي يتم بها عمل لوبي فعال لنصرة القضية العربية.‏

هذا الكتاب‏

يقول المؤلف في مقدمته: هذا الكتاب هو عن قوة اللوبي الصهيوني في التأثير في السياسة الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط، فبالإضافة إلى التأييد الأميركي غير المشروط لإسرائيل، فإنه يشتمل على القيام بحرب عدوانية على العراق، والتحريض على القيام بهجوم عسكري على إيران وتأمين تأييد الولايات المتحدة للاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي لفلسطين والاستئصال الكامل لجذور الفلسطينيين وقوة اللوبي اليهودي في صياغة وتشكيل سياسة الولايات المتحدة قد اعترف بها منذ زمن طويل القادة الإسرائيليون، وسمح لهم طبعاً بتجاهل مناشدة الرئيس الأميركي العرضية في التوقف والكف عن القيام بالمجازر والاغتيالات وهدم البيوت والعقوبات الجماعية وممارسات الإبادة الأخرى التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، حسبما قال.‏

وقد تباهى رئيس الوزراء السابق آرييل شارون مرة فيما يخص تأثيره في الرئيس جورج بوش قائلاً: »إن الولايات المتحدة تحت سيطرتنا» وعلى الرغم من إدراكهم للتمويل الأميركي الضخم والدائم وغير المسبوق لإسرائيل إلا أن الكثير من المراقبين التقدميين ينكرون ذلك ويفبركون مناقشات خادعة للابتعاد عن الربط بين الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.‏

ويقدم هذا الكتاب فصلاً بعد فصل تحليلاً وتوثيقاً للقوة التي تمارسها إسرائيل عبر اللوبي على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.‏

طغيان اللوبي الصهيوني‏

يرى المؤلف أن اللوبي الصهيوني لا يقوم بممارسة طغيان أغلبية جمع الأموال لتأمين امتيازات فردية خاصة إنما لضمان تنفيذ أهداف الكيان الصهيوني الاستيطانية التوسعية وتفوقها الإقليمي في الشرق الأوسط. وكما تخيل منظرو الأيديولوجية الصهاينة وصانعو السياسة فإن الهدف الأسمى والأهم هو تحويل الشرق الأوسط إلى مجال مريح مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وهو مشروع يتنكر بزي ترويج الديمقراطية في الشرق الأوسط بقوة فوهة بندقية الولايات المتحدة.‏

أساس قوة لجنة العمل السياسي للوبي متجذر في النسبة العالية من الأسر اليهودية بين الأسر الغنية في الولايات المتحدة وبحسب مجلة فوربس فإن 25 إلى 30 بالمئة من الأثرياء الكبار وأصحاب البلايين في الولايات المتحدة هم من اليهود، فإذا أضفنا مساهمات اللوبي عبر الأثرياء اليهود الكنديين الذين تبلغ حصتهم 30 بالمئة في سوق الأوراق المالية في كندا، فإننا نستطيع أن ندرك مدى وعمق قوة اللوبي من أجل فرض سياسة الشرق الأوسط على الكونغرس والحكومة.‏

طغيان إسرائيل على الولايات المتحدة له نتائج خطيرة على السلم والحرب في العالم وعلى استقرار وعدم استقرار الاقتصاد العالمي وعلى مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة. ودراسة اللوبي ليست مناقشة لوبي آخر ضغط على الكونغرس من أجل زيادة ميزانية المساعدة المالية أو مصالح إقليمية معينة، فقد أدت مطالبات اللوبي مباشرة إلى قيام الولايات المتحدة بدعم حروب إسرائيل العدوانية ضد الدول العربية في الأعوام 1967 و 1973 و 1982 وحرب الولايات المتحدة ضد العراق في 1991 و 2003 ودعم الغزو الإسرائيلي على لبنان وغزة في 2006 والتهديدات العسكرية المستمرة ضد إيران وسورية من 2001 حتى 2006.‏

هذا ويتوزع الكتاب على ثلاثة أقسام ويستغرق (262) صفحة في القطع الكبير فذكر من عناوين أقسامه: القسم الأول: القوة الصهيونية في أميركا، القسم الثاني: إسرائيل وصراع الشرق الأوسط.‏

القسم الثالث والأخير: خبراء في الإرهاب أم إرهابيون خبراء.‏

وكل قسم يضم مجموعة فصول.‏

 الكتاب: قوة إسرائيل في الولايات المتحدة. – المؤلف: جيمس بتراس. – المترجم: داوود صالح رحمة. – الناشر: دار علاء الذين- دمشق.‏

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.