كاميرات المراقبة في انفجار الرويس: تراجع فرضية الانتحاري؟

 

إنفجار رويس 88

 

صحيفة السفير اللبنانية ـ

جعفر العطار:

كشف مصدر مطّلع على التحقيقات في انفجار الرويس لـ«السفير»، أمس، عن «تمكن أجهزة أمنية معنية، من التوصّل إلى خيوط ملموسة ترسم ملامح أولية لطبيعة التفجير ومصدره»، مشيراً إلى أن «فرضية التفجير عبر انتحاري كانت تحمل نسبة 80 في المئة ليل أمس الأول، أما اليوم (أمس) فأصبحت هذه الفرضية مرجحة بنسبة 20 في المئة».

وتمكن المعنيون في الأمن، وفق المصدر، من تحليل بعض «كاميرات المراقبة الحساسة والدقيقة»، والتي «أظهرت في البداية علامات استفهام في شأن ركون بعض السيارات في أماكن مريبة قريبة من الانفجار، لكن تحليل محتواها أدى إلى نتائج واضحة تقريباً، تتعلق بسيارة الـ«بي.أم.» المفخخة، ونتحفظ حالياً عن كشف تلك المعلومات».

وتظهر المعلومات المتوافرة أن مردّ ترجيح فرضية التفجير الانتحاري، التي لم تُثبت بعد لكنها ترددت على نطاق أمني واسع في البداية، كانت تستند إلى وضعية أشلاء جثة، عثر عليها في بقعة ذات حيثية تعزز أن يكون صاحبها هو المنفذ، بالإضافة إلى معلومات ترددت لدى جهات معنية، عن ملاحقة السيارة المشتبه فيها قبل دقائق من تفجيرها.

وبينما ترجح المعلومات الأمنية الرسمية ألا يكون التفجير قد نفذ عبر انتحاري، يوضح مصدر غير رسمي أن المعطيات الأولية بعد وقوع الانفجار بساعات قليلة، أفادت حينها بأن «شخصاً كان مزنراً بحزام ناسف، ترجل من سيارته المفخخة التي ركنها في وسط الطريق، ثم سُمع دويّ انفجارين متتاليين. لكنها تفاصيل ليست مؤكدة، وتبقى حالياً قيد التحقيق».

المواكبون لمجريات التحقيق يتحفظون على تأكيد المعلومات المتوافرة لديهم، إذ ثمة «ما يشبه التضارب والتشابك في معطيات عدة. مع ذلك، تمكنا من وضع اليد على أمور أساسية»، يقول مصدر مطّلع، مؤكداً أن «زنة التفجير تفوق المئة كلغ، وذلك استناداً إلى طبيعة امتداد الموجة الانفجارية وقوّتها».

وتشير رواية أمنية، غير رسمية، إلى أن السؤال اللوجستي الأساس الذي أعقب الانفجار، تمحور حول طريقة التفجير: هل هو انتحاري، أم سيارة مفخخة على غرار انفجار بئر العبد؟

ذلك أن الإجراءات الأمنية في محيط الانفجار كانت مكثفة، خصوصاً اثر تلقي جهات معنية، قبل ثلاثة أيام من الانفجار، معلومات تفيد باحتمال وقوع عمل إرهابي جديد يستهدف الضاحية. وبالتالي، يتم التركيز حالياً على معرفة أسلوب التفجير «بصورة نهائية»، بغية تحديد «الخطوات المقبلة».

وتفيد معطيات أمنية بأن «بصمات» متفجرة بئر العبد قريبة «إلى حد بعيد من انفجار الرويس»، يقول مصدر معني، مشيراً إلى أن المعلومة التي نقلها جهاز الاستخبارات الأميركية (CIA) إلى ثلاثة أجهزة أمنية لبنانية عن احتمال وقوع انفجار في الضاحية، والتي كشفت عنها «السفير» في العاشر من تموز الماضي، تطرح «علامات استفهام عدة، خصوصاً أن هذا الجهاز الأمني وثيق الصلة بجهاز أمني خليجي».

وسط ذلك، تستمر الإجراءات الأمنية التي ينفذها «حزب الله» في الضاحية بوتيرة مكثفة، وشهدت بعض الأحياء تشدداً ملحوظاً لجهة تدوين اسم ورقم هاتف كل صاحب سيارة سواء كان من السكان أم ضيفاً. ويقول المعنيون إن «الإجراءات الأمنية لا تشمل الضاحية فقط، وبقدر ما تراعي أمن الناس، فإنها أيضاً يقظة من استهداف من نوع آخر».

وبدا واضحاً أن غالبية سكان الرويس الذين التقتهم «السفير» في اليومين الماضيين، قد اتفقوا في إفاداتهم على أن الهدف الأساس من انفجاري بئر العبد والرويس، هو «تحريضنا مذهبياً للوصول إلى فتنة، بالإضافة إلى اعتقاد المنفذين بأن استشهاد أهلنا سيجعلنا نطالب المقاومة بالانسحاب من المواقع السورية، التي تحتضن عائلات من طائفتنا».

لكن «مهما استُهدفنا، سواء عبر انتحاريين أو من خلال سيارات مفخخة، فإننا نزداد قناعة يوماً تلو يوم بأن المقاومة كانت صائبة في خيارها»، يقول جمهور «حزب الله» في الضاحية، معتبراً أن «التكفيريين كانوا سيأتون إلينا بعد سوريا، يعتريهم شعور القوة الفائضة التي لن تميّز بين سنيّ وشيعي في لبنان».

وأظهرت جولة «السفير» الميدانية إدراك غالبية سكان الضاحية، قبل انفجار الرويس وبعد متفجرة بئر العبد، بأن «التهديدات الأمنية ستبقى قائمة مهما كانت التدابير الأمنية الحزبية والرسمية»، منطلقين من قناعة مفادها أن «الثغرات تبقى موجودة لدى أكبر الدول وأجهزتها الأمنية. مع ذلك، من تحمّل حرب تموز 2006 ولم يستسلم، لن يخضع لمتفجرة هنا وهناك».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.