لبنان ضد روسيا في الأمم المتحدة.. ما هي الضغوطات التي مورست عليه؟

وكالة أنباء آسيا:

ليس قراراً سهلاً تصويت لبنان ضد روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ووقوفه مع قرار ادانة محاولة روسيا ضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوروجيا، الا ان هذا القرار اللبناني لم يأت من فراغ فهو جاء نتيجة مباحثات وأخذ ورد بعدما كان طالب به الاميركي كما الاوروبي.

السفيرة الاميركية كانت اول من تبلغ بالقرار اللبناني لتعلن عن بالغ تقديرها وتعبر بالمناسبة عن فائض رضى بلادها بالتوصل الى اتفاق على الترسيم البحري مع اسرائيل.

الرضى الاميركي على لبنان ظهر بالاتصال الذي اجراه الرئيس الاميركي جو بايدن بالرئيس ميشال عون، ليهنئه بانتهاء اتفاق الترسيم، ويشكره على الثقة التي “منحتمونها إيّاها، ما يشهد على علاقة الصداقة القوية التي تربط بلدينا”.

وبعد الاتصال الاميركي جاء الاعلان عن اجتماع سيعقد بين الرئيس عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بحضور وزير الخارجية في قصر بعبدا لتحديد موقف لبنان من الاستفتاء الروسي على ضم 4 أقاليم أوكرانية إلى روسيا.

في هذا السياق، ووفق ميزان المصالح، ترى مصادر دبلوماسية ان مصلحة لبنان هذه الفترة بعدم اثارة اي عداوة مع اميركا، خصوصاً بعد اتفاق الترسيم الذي رعاه الجانب الاميركي فمن الطبيعي بحسب المصادر ان يبعث لبنان برسالة مطمئنة الى الاميركيين، فقرار التصويت ضد روسيا يتناغم مع الموقف اللبناني السابق ازاء رفض الحرب الروسية على اوكرانيا، علماً أن لبنان سبَق أن صوّت لصالح التصويت السرّي، كونه يمنح هامشاً للدول لعدم الالتزام بالموقف الأميركي.

الضغط على لبنان للالتحاق بركب الرافضين للاستفتاء الروسي، كان قد بدأ بتحرك سفراء الدول الغربية، وحضورهم مجتمعين الى وزارة الخارجية الاسبوع الماضي لإستيضاح الموقف، فكان جواب وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ان القرار الفصل هو بيد رئيس الجمهورية ميشال عون.

لقاءات المكاشفة في وزارة الخارجية، كان مع سفراء اميركا وبريطانيا واستراليا واليابان وكندا تلاه اجتماع مع سفراء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وغاب عن الاجتماعين سفيرا فرنسا وهولندا.

الاجتماعان كان قد التقيا على الطلب من لبنان التصويت ضد قرار روسيا ضم مناطق أوكرانيا الاربع. ورداً على الطلب طلبت الخارجية الاستمهال الى حين التشاور ودرس الموضوع وتقييمه مع الرؤساء الثلاثة والرد قبيل موعد الجلسة.

وتعليقاً على الموقف اللبناني، أعرب السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف عن عدم إعتقاده بأنّ “أيّ حوادث أو ظروف دوليّة يمكن أن يكون لها إسقاط سلبي على واقع حال العلاقات الودّية الروسيّة اللبنانيّة التي اجتازت كل اختبارات الزمن”، معتبراً أن “موقف لبنان الرسمي من الأحداث في أوكرانيا، الذي يصلنا وبشكل شخصي من شركائنا وزملائنا اللبنانيين، هو مبدأ النأي بالنفس عن الصراعات، والسعي إلى حلّ المشاكل الدولية بالوسائل السياسية والدبلوماسية السلمية”.

الضغوطات نجحت في إجبار لبنان على اتخاذ موقف مؤيد للأميركيين ضد موسكو في الامم المتحدة فهو لن يعكر صفو العلاقة كرمى لعيون الروس، ولكن ماذا سيفعل لبنان حين تقف أميركا كعادتها إلى جانب إسرائيل؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.