لبنان والارهاب السيبراني.. إلى متى؟

موقع إنباء الإخباري –
بتول ناصيف* :
في عالم اليوم الرقمي برز الأمن السيبراني كمسألة ذات أهمية في ظل التقدم والتكنولوجيا، ولهذا لم يوجد الى يومنا هذا تعريف متفق عليه عالمياً، أتصدق هذا عزيزي المشاهد؟ في ظل انتشار الجرائم السيبرانية سواء استعمل الهجوم على الصعيد الشخصي أو الدولي.

عرف محمد الرشيد في كتابه “أمن المعلومات”، والذي يعد من أهم الكتب العربية في مجال أمن المعلومات، الجريمة السيبرانية: “هي أي نشاط إجرامي يتم باستخدام التقنيات الحاسوبية والشبكات الإلكترونية والأنظمة السيبرانية، يهدف إلى الحصول على المعلومات أو التلاعب بها أو تدميرها أو إيذاء الأفراد أو المؤسسات، أو الإضرار بالأنظمة السيبرانية، ويتميز بأنه يتم بشكل سريع ومن دون وجود أدلة مادية، مما يجعل من الصعب التحقيق فيه ومحاسبة المتسببين فيه”.

أما فقهاء القانون لم يستقروا على تعريف واحد للجريمة السيبرانية، نظرا لحداثتها والاختلافات في الثقافات والقوانين بين مجتمع و آخر، وأيضاً خشية في أن يحصروا المصطلح في نطاق ضيق ومحدد.

لبنان و الهجوم السيبراني
كأن لبنان لم يكتف من الويلات والأزمات لتأتيه هكذا اضافة، لتكون هجمة المطار فريدة من نوعها حقاً. في السابع من يناير 2024 سيطرت شاشات المطار عبارات تطالب حزب الله بعدم جر لبنان إلى الحرب و توقيف الدويلة، حقا من يريد الحرب في ظل البؤس المتغلغل في نفوس الشعب الآن؟

ولم تكتف الجهة المهاجمة بذلك فقط في المطار، بل أدى الهجوم الى تعطيل نظام جر و تفتيش الحقائب في المطار. واللافـت في ذلك ظهور اسم جنود الرب علماً بنفيهم لهذه الاتهامات تاركين أصابع الاتهام تحوم في الارجاء عن من هو المسؤول؟ هل هي فعلا اسرائيل؟ و لماذا اسرائيل ؟ و من هم جنود الرب في الأساس؟

من المعروف أن اهداف جنود الرب و تحركاتهم سلمية لا يتضمنها زعزعة الأمن و الاستقرار في البلد، و من المثير للدهشة أن الهجوم السيبراني على الاراضي اللبنانية لم يتوقف بالمطار بل استمر ليطال الموقع الإلكتروني لمجلس النواب اللبناني، الذي ظهرت عليه رسالة تطالب بحماية البيئة، و بعد ذلك بيومين تم اختراق الموقع الالكتروني لوزارة الشؤون الاجتماعية، و ظهرت عليه رسالة تطالب بدعم المؤسسات الاجتماعية، حسناً الهدف نبيل من أجل المجتمع المدني و البيئة وربما لفت نظر الطبقة السياسية، ولكن هذا ليس مبرر لأعمال الشغب والقرصنة السيبرانية ,فبالنهاية هذا تهديد مباشر لشخص الدولة.

حيث أن مدير الاتصالات لا يرى ارتباطا وثيقا بين حادثة خرق المواقع الرسمية والمطار بل يعتبرهما بعيدين كل البعد، فالمصادر الامنية ذكرت أنها تمكنت من تحديد نوع الهجوم الذي استهدف المطار لكن تواجه صعوبة في تحديد المصدر باعتباره معقدا، وان الهجوم على موقع المجلس في لبنان، تبين سببه مجموعة قراصنة داعمة لاسرائيل ناشطين بقوة على تطبيق تلغرام باسم “R00TK1T”.

في دراسة أجراها بحوث تعزيز الحماية السيبرانية في لبنان (CERT) تبين أن القطاعات المختلفة تعرضت لاكثر من مليونين و 500 ألف محاولة أختراق خلال أخر اسابيع يناير من عام 2022 والدولة لم تتحرك مما يبين قلة الوعي و عدم الاحتراز و الاهمال لخطورة تعرض البيانات للقرصنة ان لم تتم الحماية.

ما العمل؟ هل نملك استراتيجة للحماية ؟
نعم نملك، لكن مع الأسف لم يتم العمل بها علماً أن هكذا حوادث وهجمات سببها غياب الصيانة الدائمة لحماية قواعد البيانات والحفاظ عليها، وهذا ما يحدث في حالة البلد.
ففي حديث إعلامي قالت لينا عويدات “منسقة اللجنة الوطنية للأمن السيبراني” أن الدولة تعمل جاهدة على الحماية وقد تم وضع استراتيجية الحماية من قبل مجلس الوزراء في أغسطس 2019 بدعم من بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان. وأنه تم تدريب 15 موظف حكومي لضمان جهوزيتهم لتطبيق القانون عند اعتماده، وتعتبر عويدات أن الجميع مسؤول عن المساهمة في الحماية و التسبب بالضرر، فهي مسؤولية مشتركة ويجب التعاون المشترك لتحقيق الأمن السيبراني، على أمل تحقيقه فالعديد من المؤسسات الحكومية في خطر وهناك الآن أكثر من 165 مؤسسة حيوية معرضة للاختراق و الخطر ان لم يتم نشر الوعي الكافي والتدابير الاحترازية.

* كاتبة وباحثة قانونية في القانون الدولي العام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.