لبنان واليمن: ما فرقته الجغرافيا جمعته قضية المقاومة

موقع الخنادق:

لعل من أهم نتائج العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، هي ما أنتجته من أخوة بين الشعبين اليمني واللبناني، وخصوصاً مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والمقاومة وبيئتها الشعبية الحاضنة. فتطور العلاقة ما بين الشعبين، كانت تصعبها المسافة الجغرافية ما بين البلدين. لكن مواجهة الحروب أمام أعداء مشتركين، هم الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي والدول التابعة لهما في المنطقة، استطاع اختزال البعد الجغرافي بالتضامن والنصرة الإنسانية للقضايا المحقة لكليهما.

فلطالما كان أفراد الشعب اليمني ينظرون بفخر واعتزاز، الى المقاومة الإسلامية وما استطاعت تحقيقه في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي. وفي الوقت عينه، نظرة الاحترام والتقدير للسيد نصر الله، على صدقه والتزامه في الدفاع عن كل قضايا المظلومين والمستضعفين في العالم.

ومن هذا المنطلق كان موقفه الشهير، عقب إعلان انطلاق عمليات تحالف العدوان بقيادة السعودية، فيما يسمى بعاصفة الحزم. يومها كان الصوت العربي الوحيد، الذي أدان بشدة هذا العدوان السعودي، بخطاب ناري لم يشهد له مثيل طوال مسيرة السيد نصر الله القيادية.

نصرة السيد نصر الله هذه للمظلومية اليمنية، زادت من عمق المشاعر التي يكنها الشعب اليمني له وللمقاومة، وبالتزامن أيضاً بين شعب المقاومة واليمنيين. وقد أدى ذلك لتطوير العلاقة ما بين الشعبين، لتطال مجالات أوسع وأكثر أهمية. ولتنتقل من إطار الدعم المعنوي، الى نطاق الحلف الوثيق، في كل المجالات السياسية والميدانية.

أما أبرز معالم تطور هذه العلاقة:

_ إعلان الشعب اليمني ممثلاً بقائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي مراراً، دعمهم ومشاركتهم في المعادلة الإقليمية لحماية القدس والمسجد الأقصى. فكان أول قيادات المحور التي تلبي دعوة السيد نصر الله لذلك.

_ مناصرة الشعبين لبعضهما البعض، وتضامنهما خلال كل الأحداث الأليمة والتحديات، التي جرت في كلا البلدين، بالإضافة الى الفرح الشعبي المشترك بما يحقق أي من الأطراف من انتصارات ميدانية وعسكرية.وتحول السيد نصر الله الى أيقونة لدى اليمنيين، وكذلك الحال بالنسبة للسيد الحوثي لدى اللبنانيين، بالإضافة الى تطور العلاقة الوثيقة ما بين القائدين.

_ اعلان الاستعداد (في اليمن خصوصاً) للمشاركة العسكرية المباشرة، في الدفاع عن لبنان الى جانب المقاومة، خلال أي حرب تخوضها ضد كيان الاحتلال. حتى أن السيد الحوثي أعلن بشكل لافت استعداد اليمن لرفد جبهات المقاومة بعشرات الآلاف من المقاتلين.

_ التأييد والدعم المشترك للمواقف والخطوات السياسية التي يقوم بها كل طرف، وعدم السماح لأي دولة من محاولة ابتزاز أي منهما، كي يضغط على الآخر في سبيل تحقيق مصالحه. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ما حصل مؤخراً مع وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، والتصعيد السعودي ضد لبنان من أجل محاولة ابتزاز حزب الله بأن يضغط لإيقاف معركة تحرير مأرب. الأمر الذي أدى لموقف واضح وحاسم من قبل السيد نصر الله، برفض هذه المساعي السعودية للابتزاز، والتأكيد على استقلالية اليمنيين في قراراتهم.

_ توحيد المواقف بين قيادات القوتين، إزاء المواضيع الإقليمية لا سيما فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي والامريكي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.