لماذا حاولت الاصوات المشبوهة اثارة ’الغبار’ حول تحرير جرود عرسال؟

موقع العهد الإخباري ـ
حسن سلامة:
ما ظهر من انزعاج ومواقف اعتراضية من بعض الاطراف السياسية وبالاخص من جانب تيار المستقبل و”القوات اللبنانية” وآخرين على عملية تحرير جرود عرسال من ارهابيي “جبهة النصرة”، لم يكن غريبا او مفاجئا لكل المطلعين على استمرار هؤلاء برهاناتهم الخاطئة والمرتبطة باجندات خارجية، ليست وليدة اليوم ولا الأمس، بل انها عبرّت عن نفسها في محطات عديدة ومنذ فترة ليست بالقصيرة. ويكفي الاشارة في هذا السياق الى ما اكدته الوقائع خلال عدوان تموز في العام 2006 عندما تبنى رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الشروط الاميركية – الاسرائيلية التي كان يعمل لها العدو عبر وزيرة الخارجية الاميركية انذاك غونداليزا رايس والسفير الاميركي جيفري فيلتمان.


هزيمة الارهاب هي هزيمة للمشروع المعادي الذي يقوده الاميركي

اذاً، فما تضمنه بيان كتلة المستقبل الاخير بالتزامن مع وجود رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في واشنطن، لم يكن – بحسب احد النواب الذي عايش الكثير من المحطات السياسية بما في ذلك المفاوضات خلال عدوان تموز -منفصلا عن السياق العام لما يمثله “مايسترو” الكتلة – اي السنيورة – من مراهنات خاسرة ومرتبطة بالخارج، على الرغم من محاولاته ربط هذه الرهانات بكليشهات السيادة الفارغة من مضمونها.

وانطلاقا من خلفيات وأبعاد هذا الصراع يلاحظ النائب المذكور الأمور الآتية:

1 -ان رئيس كتلة المستقبل، وان لم يعلنها صراحة على لسانه أو عبر كتلته يدرك ان ما حصل في جرود عرسال وما بعد عرسال، يأتي في سياق الانتصارات الكبرى التي يحققها حلف المقاومة ولو من بوابة مكافحة الإرهاب. واهداء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هذا الانتصار لكل اللبنانين يؤكد على هذه المعادلة، وبالتالي فهزيمة الارهاب بكل تلاوينه من “داعش” الى “النصرة” هي هزيمة للمشروع المعادي الذي يقوده الاميركي بدعم واضح من النظام السعودي وادوات هذا المشروع في كل المنطقة.

ان تجربة السنوات الاخيرة على الاقل تؤكد ان جوهر هذا المشروع الذي عمل ويعمل له الاميركي وادواته لا يستهدف ضرب المقاومة فقط، وانما إلحاق المنطقة العربية بهذا المشروع التفتيتي الفتنوي وصولا الى تصفية القضية الفلسطينية وجعل كيان العدو الصهيوني هو المهيمن على النظام العربي برمته.


الاصوات المشبوهة كشفت عن وجهها الحقيقي مرة جديدة

لذا، يبدو واضحاً وفق تأكيد النائب المذكور ان الاصوات المشبوهة كشفت عن وجهها الحقيقي مرة جديدة ولو ان هؤلاء حاولوا “تجميل” رهاناتهم بلبوس السيادة المزيفة، الا ان هؤلاء على معرفة اكيدة بأبعاد الصراع الدائر بين قوى المقاومة من جهة والمشروع التآمري الذي تقوده الولايات المتحدة وكيان العدو وادواته في النظام السعودي وغيره، كما ان الارهاب بكل تلاوينه يمثل احدى ادوات هذا المشروع.

2- المفاعيل الايجابية لنتائج تحرير الجرود على لبنان والتي اعترف بها العديد من الخصوم واكدها كل الداعمين للمقاومة باستثناء بعض الاصوات الضالة، من حيث انهاء الكابوس الذي كان يمثله احتلال التنظيمات الارهابية للجرود واتخاذ هذه المناطق مقرا وممرا لتنفيذ عمليات ارهابية في العديد من المناطق اللبنانية. والغريب ان يذهب الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري في الساعات الماضية الى عرسال في محاولة مكشوفة للاستثمار على دماء شهداء المقاومة في سبيل تعويم حضور حزبه في البلدة دون ان يتطرق ولو بكلمة الى بطولات المقاومين وتضحياتهم.

3- ان عملية تحرير الجرود من شأنها ان تفتح الطريق الى مرحلة جديدة من العلاقة مع سوريا على المستويات المختلفة، ليس اقلها امكانية البدء بعودة النازحين السوريين، في وقت يجهد اصحاب الاصوات المشبوهة للحؤول دون هذه العودة من خلال رفض التنسيق والحوار مع الحكومة السورية لانجاز ملف النازحين او غيره من الملفات العالقة.

وعلى هذا الاساس، يقول النائب المعني ان مرحلة ما بعد تحرير الجرود لن تكون كما قبلها ليس لبنانيا فقط، من حيث تعزيز مناعة وقوة لبنان، بل ايضا على المستوى السوري والاقليمي، سواء ذهبت الامور نحو تسويات كبرى من سوريا الى ساحات أخرى، او لجوء المشروع المعادي الى مزيد من سفك الدماء في محاولة للتعويض عن بعض الهزائم التي تعرض لها اصحاب المشروع التآمري والداعمون له.

أضيف بتاريخ : 16:53 28-07-2017 |
آخر تعديل في: 17:13 28-07-2017

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.