مؤتمر ما يسمى (المرجعيات العراقية) في السعودية.. شبهات وردود

قناة العهد العراقية-

جمعة العطواني:

في الوقت الذي باء المؤتمر الذي عُقد في السعودية بالفشل الكبير واعتراض من قبل بعض المشاركين فيه، قام البعض بالدفاع عنه دون معرفة نتائجه وحجم الخداع الذي قامت به الجهة المنظمة للمؤتمر، وكتابة بيان دون التنسيق او التشاور مع الجهات المعنية .

عذرنا لبعض المدافعين عن المؤتمر هو جهلهم بطبيعة ما جرى، لكننا نسجل بعض الملاحظات على دفاعهم عن المؤتمر منها؛

١_ يقول بعضهم
(ان المؤتمر يتناول جزئية محددة وفي جغرافية محددة وهي العراق حيث يجتمع السنة والشيعة هناك من اجل التعايش السلمي )، وهذه السطحية بالتعبير تعبر عن جهل قائلها بالكثير من الحيثيات.
لا احد يرفض اي اجتماع سياسي كان او اجتماعي او على مستوى اكاديمي او يضم رجالات دين للدعوة الى الوحدة الاسلامية والتسامح فيما يتعلق بالشأن العراقي، لكن هذا الاجتماع ينبغي ان يكون في اية محافظة عراقية، وبخاصة وان عراقنا يتزين ويتشرف بالعديد من المحافظات التي تضم العتبات المقدسة لائمة اهل البيت عليهم السلام ، او في اية دولة صديقة ومحبة للعراق وشعبه .

اما ان يسافر هؤلاء المجتمعون الى دولة ملكها ملطخة اياديه بدماء العراقيين ( كل العراقيين)، وولي عهدها يتهكم على احد ائمة اهل العصمة ( عج) فهذا امر لا يتناسب مع طبيعة المحبة والسلام والتآخي الذي ينشده العراقيون .

٢- الجميع يعلم بمن فيهم المادحون للمؤتمر ان جذور الارهاب الفكرية والعقائدية، والدعم المخابراتي والمالي انما تنطلق من دولة ال سعود، فهم قتلة العراقيين بشهادة الحكومات العراقية المتعاقبة والحقائق على الارض والسجون العراقية التي تضم عشرات ضباط مخابرات ال سعود ، فأي توحد وسلام يرتجيه المؤتمرون واي نتائج عملية ومن يرعى المؤامرت هم رعاة الارهاب وقادته؟ .
فلو كان المؤتمر قد عقد في اية دولة اخرى ما كان هناك ضير في ذلك.

٣- يقول هذا البعض (ما المانع ان يعقد هذا المؤتمر في إيران مثلا او السعودية) ويستطرد قائلا (ألم تحتضن ايران الاف المؤتمرات التي تضم رجالات دين سنة…)

أتصور ان الجواب هو اعلان كاف للرد على هذا الاشكال ، يضاف له اننا قلنا ان اي بلد من بلدان العالم الاسلامي او حتى العربي تنعقد فيه المؤامرات فيما يتعلق بالتعايش السلمي ومحاربة الارهاب فانه مرحب به ما عدا الدولة المؤسسة والراعية للارهاب .

ثم لماذا نرى دائما (عقدة) ايران تطفو على السنة اصحاب تلك العقد بمجرد ان تنتقد ال سعود او الامريكان، وهذه العقدة تمثل قمة الشعور بالنقص، فأية مقارنة ضيزى بين إيران الداعمة للعراق والمشاركة في الدفاع عن وحدتنا وسيادة بلدنا واستقلال دولتنا، وبين دولة فتكت بنا وكفرنا علماؤها من على اعواد المنابر ؟
(انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

٤- يقول البعض (لماذا يطلب منا ان نختزل هويتنا وعمقنا بمحور واحد)؟.

نقول: “هذا الكلام لو يصدر من علماني او لا ديني قد يقبل منه مع كل الاشكاليات المتناقضة التي يحملها، واما ان يصدر من بعض ممن يرتدون (عمة) رجل الدين فهذا يمثل قمة والانحراف العقائدي والثقافي لماذا؟.

السبب واضح وهو؛ كيف يطلب رجل دين ان نختزل عمقنا مع محور يدافع عن الحق واهله ويقف بوجه الاستكبار واهله، ويريد منا ان نكون على الحياد بين الحق والباطل، وهذا النموذج من التفكير يذكرنا بقول امير المؤمنين عليه السلام عندما طلب منه احد اصحابه
ان يغادر معركة صفين ، فقال له علي عليه السلام ؛ انك لم تنصر الباطل لكنك خذلت الحق ، وصاحب الدعوى هذه يريد ان نقف مع الحق والباطل، (انها فقدان للبصيرة في اجلى صورها).

نعم تعقد المؤتمرات في ايران وغيرها من الدول، لكن هذه المؤتمرات دولية تجمع قادة او رؤساء دول ، او انها تجمع فصائل متحاربة في دولة واحدة لكنها (ايران) لم ترتكب بحق تلك الدولة جرائم كما ارتكب نظام ال سعود مع العراقيين .

المشكلة ليس بمكان الاجتماع بل بالنظام الذي يرعى هذا الاجتماع فهل من يفهم ؟.

٥- واخيرا نود التاكيد على ان عنوان المؤتمر الذي يمثل انتهاك وتجاوز لمقام المرجعية الدينية العليا، فكل المشاركين من الشيعة ليس فيهم مرجع او مبعوث من مرجع بشهادة مكاتب المراجع ونفس المشاركين ، وهذا يمثل اعلى مراتب الكذب والتدليس .

ثم ان بعض المشاركين اكدوا لنا ان البيان الختامي لم يكتب بايدي المشاركين، بل كتب بيد الجهة الراعية للمؤتمر، وهي نفسها راعية الارهاب .

ولهذا قاطع بعض الذين يحملون ضميرا حيا ذلك الموتمر، ولم يشاركوا في قراءة البيان .
ايضا يؤكد بعض المشاركين ان المؤتمر كان من المفترض ان يستمر لبضعة ايام لكنه اختزل بيوم واحد بسبب فشله وهيمنة الجهة الراعية له.
نعم الذي حقق له المؤتمر اهدافه هي الجهة الراعية التي ادان لها المشاركون بالعرفان والامتنان لمحاربتها الارهاب !!!!!!!؟؟؟؟
والسلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.