مابين رفع الدعم وإرتفاع سعر الخبز… أزمة الطحين تعود للواجهة في لبنان

وكالة أنباء آسيا:

مجددا عادت أزمة الطحين إلى الواجهة في لبنان، وتحديدا في منطقتي النبطية والجنوب، وذلك بفعل التقنين الذي فرضته عدد من أفران الخبز، بسبب عدم استلام مادة الطحين بشكل طبيعي.
فيما أكد بعض أصحاب الأفران أن الأمر وصل خلال الساعات الماضية إلى مرحلة الانقطاع التام. فيما أعلنت بعض الأفران عن نيتها الإقفال لنفاذ مادة الطحين وغياب الموزعين عن تلبية حاجات السوق، إذا ظل الأمر على ما هو عليه.

ويعد مصرف لبنان أهم المتسببين في عملية التقنين، فبحسب أصحاب مطاحن فإن المصرف لا يفتح اعتمادات القمح، ولذلك تخشى المطاحن من نفاد مخزون القمح لديها، فتقنّن عمليات التسليم.

وفي تصريح رسمي أكد وكيل المطاحن في الجنوب علي رمال على أن “المطاحن تعاني شحا كبيرا في مادة القمح وصلت الى حد النفاد النهائي، ولا تتحمل المسؤولية المطاحن في هذا الموضوع التي ستزود السوق بالطحين ريثما تتسلم القمح من البواخر، ولكن يبدو أن هناك تأخيرا في فتح اعتمادات لهذه البواخر”

ورغم تردد بعض الأنباء عن وجود نية برفع الدعم عن الطحين، إلا أن رمال نفي علمه بأية معلومات فيما يخص الدعم، قائلاً:” اذا هذا الامر حصل فهذه كارثة اجتماعية وانسانية ووطنية، لأن ذلك يعني تسعير ربطة الخبز بالدولار وهذا ما يهدد ما تبقى من الأمن الإجتماعي”. كما يرى أن قرار رفع الدعم عن القمح يعني تفجير للشارع والأمن الوطني، وأخطر بكثير مما يتوقعه البعض لأن الخبز كل ما تبقى من لقمة الفقير في لبنان.

وعدد مصدر مسؤول أسباب اختفاء الطحين من الأفران واحتمالية ارتفاع سعر الخبز، إذ قال:” أن مشكلة رفع الدعم عن المازوت وتسعيره بالدولار، وارتفاع سعر القمح عالمياً، وسوء التغذية بالتيار الكهربائي” جميعها عوامل ستنعكس حتماً على سعر الطحين والخبز.

وعن تحرير سعر ربطة الخبز، يرى رئيس نقابة الصناعات الغذائية والمتحدّث باسم أصحاب المطاحن، أحمد حطيط أننا “بعيدون من هذا الأمر لغاية اليوم، فمصرف لبنان يدعم استيراد القمح، وإذا توقّف المركزيّ عن الدّعم، سيرتفع سعر الطحين 10 أضعاف سعره الحالي”.

ومؤخرا، قدم أصحاب المطاحن على دراسة جديدة بالتكلفة الجديدة إلى الوزارة، وأظهروا خسارتهم 4 مليارات ليرة شهرياً، في وقت يرزحون تحت خطر إقفال مؤسّساتهم. وفي هذه الفترة، يُحاول أصحاب المطاحن تحديد خسائرهم قدر الإمكان عبر تقنين التسليم.

في المقابل أصدرت وزارة الاقتصاد بياناً، قالت فيه “رغم ارتفاع أسعار المكونات التي تدخل في صناعة الرغيف من طحين ومازوت وغيرها من المواد، ورغم ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية، تعمل الوزارة جاهدة للحفاظ على هذه السلعة الاستراتيجية وبقائها في متناول اللبنانيين. وهي تجد نفسها مضطرة هذه الفترة الى خفض بسيط في وزن ربطة الخبز اللبناني بما يبقي سعرها ضمن الهامش المقبول”.

ويحذر برنامج الأغذية العالمي من “آثار تضخمية كبيرة” إذا تم ترشيد الدعم، متوقعا أن يرتفع سعر الخبز بين مرة ونصف إلى ثلاث مرات، والوقود أكثر من أربع مرات.

ويشدد البرنامج الذي قدم عام 2020 مساعدات غذائية ومالية لـ417 ألف لبناني، ويستعد لدعم 50 ألف عائلة شهريا في المرحلة المقبلة، على ضرورة “العمل فورا لزيادة المساعدات الاجتماعية للفئات الأكثر فقرا” لتخفيف تداعيات رفع الدعم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.