ما سرّ حملة جعجع ضد البطريرك الراعي؟

raeii-jaajaa

موقع النشرة الإخباري ـ
 مارون ناصيف:

بالأمس القريب، وتحديدًا عندما كان يقدّم الشكوى تلو الأخرى بحق راعي أبرشية صيدا وبيت الدين للموارنة المطران الياس نصار، تارةً بإسم حزب “القوات اللبنانية” وطورًا بإسم قواتيي صيدا والزهراني، كان رئيس حزب “القوات” سمير جعجع يتغنى بعلاقته بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ويؤكد أنها جيدة جداً. أما اليوم، ومنذ أن حمّل سيد الصرح في إحدى عظاته مسؤولية التفجيرات لكل من الفريقين المتنازعين (أي 8 و14 آذار) فإنتقل جعجع الى موقع الهجوم على الراعي حيناً عبر حديث صحافي، وأحياناً في تصريحاته المصورة وكان آخرها خلال الإحتفال الذي أقامه في معراب.
وعلى رغم أن جعجع هاجم الراعي من دون أن يسميه، فبكركي لم تتفاجأ ابداً بهجوم رئيس حزب “القوات” عليها، وتقول أوساطها: “ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها الصرح البطريركي هجومات قواتية كهذه، وليست المرة الأولى التي يعتقد فيها أصحاب هذه التصريحات أنها قد تغيّر من قناعات البطريرك قيد أنملة، وستأتي الساعة التي يشعر فيها هؤلاء أنّ حربهم الكلامية والإعلامية لم تجن لهم ثمارها المطلوبة”.
لم يكن تحميل الراعي مسؤولية التفجيرات للفريقين المتنازعين هو السبب الرئيس الذي يدفع بـ”القوات” إلى شنّ هذه الحملة ضده، هذا ما تقتنع به أوساط البطريرك، كاشفة أنّ الموقف السلبي لبطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للموارنة من حكومة الأمر الواقع هو الذي سبّب هذه الحملة عليه، إذ إنّ الفريق المتضرّر من هذا الموقف يقتنع بأنّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام كانا قاب قوسين من إعلان حكومة أمر واقع لو لم يتدخل البطريرك الراعي ويفرملها في اللحظات الأخيرة الأمر الذي أثار حفيظة “القوات” وبعض فريق الرابع عشر من آذار.
وفي المعلومات المتوافرة، حاولت “القوات” عبر أحد الوسطاء مناقشة الراعي في موقفه من حكومة الأمر الواقع غير أنّ الأخير أبلغ عدم تراجعه عنه لإقتناعه بأنه يفجر البلد على قاعدة أن ما من فريق في لبنان يستطيع أن يلغي الآخر، من خلال هذه الحكومة التي رفع لها البعض شعار “الحيادية” علماً أنها تحمل في طياتها نيات إلغائية.
في نهاية المطاف، مهما هاجمت “القوات” البطريرك الماروني، ومهما إنتقدته والمطارنة عبر وسائل الإعلام، فبكركي لا تتخلى بسهولة عن أبناء رعيتها، وبالتالي ستحاول قدر المستطاع تهدئة الوضع من جديد لأنها كانت وستبقى من دعاة التهدئة داخل الشارع اللبناني عموماً والمسيحي بشكل خاص، وعندها إذا قرر فريق عدم التجاوب مع هذه الدعوات، فليتحمل مسؤولية هذه المقاطعة أمام البطريركية المارونية والرأي العام المسيحي في آن معاً خصوصاً أن الشارع المسيحي لا يرحم على هذا الصعيد، والتجارب السابقة تشكل الدليل القاطع على ذلك، لذلك فليحذر الجميع من أي خطوة متسرعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.