متى سيستوعب الواقفون مع زيف الثورة من غير المتآمرين على الأمة؟

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
المتآمرون ـ أي مرتكبو الخيانة بحق الأمة ـ سواء كان جواسيس أو عملاء لأعداء الأمة، يجب أن يتم التعامل معهم من هذا الموقع.
فإذا كان الجاسوس جوناثان بولارد محلل الاستخبارات المدني في القوات البحرية الأمريكية لم يتم التسامح أو حتى التساهل معه في الحكم فقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة، مع أن تسريب المعلومات كان لإسرائيل ربيبة الولايات المتحدة، فكيف نترك عرض الأمة مستباحاً من هؤلاء الخون لصالح عدو الأمة؟! هذا أمر غير طبيعي.
العملاء والجواسيس لإسرائيل، المفروض أن لا مكان لهم في الأمة التي خانوها أو مكانهم بين أقرانهم من العملاء والجواسيس خلف القضبان، وتقول العدالة كلماتها. لذا فالحديث هنا غير موجه لهم. حديثي موجه للآخرين الذين لم يدركوا بعد زيف الثورة على أرض الشام!

قد يكون الأمر التبس علينا في البداية، ولم نقدّر الهجمة الشرسة على سوريا العروبة، ولم يتضح لنا هوية من يقف وراء الفتنة على أرض الشام. لكن اليوم الأمور أصبحت واضحة وضوح الشمس في يوم صافٍ من أيام تموز أو آب.

من البداية وضع السؤال: أي ثورة هذه التي تدعمها قطر والسعودية وتركيا وباكستان بلا حدود؟ ما هذا الحماس للحرية والديمقراطية التي تفتقدها أنظمة الدول التي تحارب من أجل الحرية والديمقراطية؟ أليس جحا أولى بلحم ثوره؟! ماذا فعلت قطر لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني غير فتح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي؟! ألم تقل السعودية فلسطين بعد أفغانستان؟! وانتهى الجهاد الأفغاني بدخول قوات الناتو حيث سيتولى توزيع الحرية للأفغان، ولم نرَ تحركا باتجاه فلسطين! وفي ظل الـ آي.إس.آي. التي تتحكم في رقاب الشعب الباكستاني، أين الحرية التي يمتلكها الشعب الباكستاني؟ أم أن تحرك زعران الـ آي.إس.آي. هو الحرية في نظرها؟ ثم أين باكستان من الحرية للشعب الفلسطيني، فلم نشاهدها إلا عندما أتت للأردن بقيادة الهالك ضياء الحق لتقاتل الفلسطينيين الكفار عام 1970!

يجوز أن الأمر إلى تلك اللحظة كان ما يزال غامضا! دخل بعدها ماكين وليبرمان على الخط، فهم لا يؤيدون فقط الثورة الزيف في الشام، بل يسافر ماكين إلى سوريا عند الثوار الزيف، بالتهريب. سيناتور أمريكي يذهب إلى سوريا بالتهريب! ماهذا الحرص الزائد على الثورة في سوريا؟ ليبرمان وصل في مراتب الحزب الديمقراطي إلى أن شارك في انتخابات أمريكية ببطاقة منصب نائب الرئيس مع بطاقة آل جور، إلا أنه أيد مرشح الحزب الجمهوري ماكين ضد أوباما الديمقراطي، حيث تم اعتبار ماكين الأكثر تأييداً لإسرائيل! فأي ثورة هذه التي يدعمها الصهاينة ليبرمان وماكين؟!

يجوز أن الأمر إلى تلك اللحظة كان ما يزال غامضا! وتدخل إسرائيل بصورة صريحة على الخط، وإذ بالثوار الزيف يستقبلون بل يحتفون بمراسلين إسرائيليين يعملون لقنوات إسرائيلية، فيقوم ثوار آخر الزمان بالتطبيع معهم بل والترحيب بهم، ويقول أبو فادي القائد الميداني للثوار الزيف متزلفا للمراسلين الصهاينة: لو شارون ساعدهم فشارون على عينهم وراسهم! فأي ثورة تقف على تناقض مع ضمير الشعب السوري في هذه المسألة بل وتطبّع قبل أن تعمل أي شيء! النظام السوري الحالي له أكثر من أريعين سنة ولم يطبّع! فأي ثورة عربية أو إسلامية هذه التي تتودد بل تتزلف إلى أعداء الأمة؟!

يجوز أن الأمر إلى تلك اللحظة كان ما يزال غامضا! وأن العدو الصهيوني فقط ينتهز الفرص، والثوار الزيف يتوددون لأمريكا وإسرئيل! لكن أن يظهر للجميع بأن هناك تنسيقاً مع العدو الصهيوني لضرب أهداف سورية! فهذه قضية جديد بأبعاد جديدة وجد خطيرة! اليوم أصبح معروفا لدى الجميع أن العدو الصهيوني يشارك في الحرب ضد سوريا، فقد بنى مستشفىً ميدانياً لمعالجة جرحى الثوار الزيف! وقد عالج بالفعل آلاف الجرحى منهم! فهل هذه صدقة إنسانية إسرائيلية للثوار الزيف؟!

ولا ينحصر الأمر في هذا، بل هناك تنسيق كامل بين العدو الصهيوني والثوار الزيف، كما أكد ضابط إسرائيلي على وجود اتصالات وتنسيق للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية مع الثوار الزيف من قوى المعارضة في سوريا! بل أصبحت تشارك إسرائيل في العمليات بحيث يمكن اعتبارها معركة التحالف بين العدو الصهيوني والثوارالزيف من جهة مع النظام السوري من الجهة الأخرى! والثوار الزيف طرف في تحديد الأهداف للطائرات الإسرائيلية التي شاركت في قصف بلاد الشام في الأزمة الأخيرة! فهل يمكن أن تكون ثورة لصالح الأمة يشارك فيها بفعالية عدو الأمة الصهيوني؟! وهل اختفى التناقض الوجودي بين الأمة والعدو الصهيوني؟!

متى نستيقظ من سباتنا ومن غفلتنا؟! متى نبدأ في تشغيل أدمغتنا لنعرف حقيقة الفتنة التي تجري وقائعها على أرض الشام؟ متى نبصق في وجوه الثوار الزيف، ثوار ماكين وليبرمان والعدو الصهيوني وأدواتهم في المنطقة؟! سؤال أوجهه إلى كل فرد حر في الأمة في الأمة وحريص عليها!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.