مصر وروسيا: علاقات نووية


موقع العهد الإخباري ـ
ابراهيم شمص:

وقعت مصر اتفاقية مع روسيا لانشاء محطة نووية لانتاج الطاقة الكهربائية في منطقة الضبعة شمال غربي الجمهورية .. ومع هذا التوقيع سقطت كل التوقعات بتراجع العلاقات بين البلدين بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء. وعلى العكس، فالاتفاقية النووية رفعت مستوى التعاون الى درجة أرفع، ومتّنت العلاقة بين موسكو وأرض الكنانة. فكيف تطور مسار العلاقة بين البلدين؟ وأين أصبح مآلها؟.

استعراض مسار العلاقة المصرية – الروسية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الرئاسة، يظهر انها تطورت تدريجيا لتصل الى مستوى العلاقات النووية، دون ان ينغص عليها حادث اسقاط الطائرة، ووصلت الى ذروة التقدم، لا سيما في المجال العسكري، مع وضع البلدين قاعدة قانونية متكاملة للتعاون العسكري التقني خريف عام 2013، ليتبلور ذلك من خلال مناورة “جسر الصداقة” الضخمة، والتي اجريت الصيف الماضي بين جيشي البلدين، ناهيك عن الاتفاقيات العسكرية الثلاث التي وقعت آذار الماضي.

قنوات التواصل بين البلدين فتحت على مصرعيها وعلى أعلى المستويات، توّجها السيسي بعدة زيارات الى موسكو، منذ توليه وزارة الدفاع المصرية قبيل استلامه منصب الرئاسة، آخرها كان آب الماضي، حيث التقى فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فالعلاقة بين مصر وروسيا قديمة وتحكمها المصالح العليا للدولتين، هذا ما يؤكده في حديث لموقع “العهد” الاخباري المحلل السياسي المصري مصطفى رضا، والذي يشدد على أن متانة العلاقة اقوى واصلب من ان يهزها حادث الطائرة المنكوبة، التي يصفها بالـ”أزمة الطارئة”، مضيفاً أن “اختلاف وجهات النظر بشأنها لا يقف مانعاً من التعاون”، ويستشهد رضا بتواصل العلاقات المصرية الاميركية رغم الاختلاف على العديد من النقاط، مشيرا الى “عدم توقف المساعدات الاميركية لمصر حتى اليوم”.

الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي

فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي

ما وصفه رضا بـ”أزمة طارئة”، رأى فيه الكاتب والصحفي اللبناني جوني منير سببا لتعزيز التمسك الروسي بالدولة المصرية لا سيما في مجال محاربة الارهاب، معتبراً أن “التعاون الروسي مع مصر يأتي في سياق تعزيز الحضور في الشرق الاوسط”.

في الخلاصة، فإن كل المؤشرات والتي تمثَّل آخرها بتوقيع اتفاقية إنشاء أول محطة نووية في مدينة الضبعة المصرية، تشير الى أن عقد التعاون الروسي المصري سائر بسرعة الى الامام، وان الاتصالات والتنسيق وتبادل المعلومات مستمر، ولم ينقطع بين مسؤولي البلدين حتى في اصعب المحطات وأسوأها، وكان آخر مظاهره الاتصال الهاتفي منذ يومين بين الرئيسين السيسي وبوتين، والذي اكدا فيه على ضرورة مكافحة الارهاب وعلى متانة العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة والمجالات. ما يؤشر الى ان المرحلة المقبلة ستشهد آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين على كافة الأصعدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.