مضايا: القصة الكاملة يرويها "الميادين نت"، بين الجوع والاستغلال

 

تقول الأمم المتحدة إنها حصلت على موافقة من الحكومة السورية لإدخال المساعدات إلى مضايا، يؤكد الخبر أعضاء لجنة المصالحة في البلدة، لكنهم يمتنعون عن تحديد موعد دقيق، على اعتبار أن الموافقة على دخول المساعدات إلى كفريا والفوعة لم تأتِ بعد، والتي يفترض أن يقررها “جيش الفتح”، فما جذور المشكلة، وما حقيقة ما يروج عن البلدة والجوع داخلها؟دخلت مضايا على خط الأزمة، عندما شارفت معركة الزبداني على الانتهاء، ففرضت حركة أحرار الشام خلال المفاوضات معادلة الزبداني ومضايا مقابل الفوعة وكفريا، وخصوصاً بعد أن فشلت سلسلة الهجمات على البلدتين بتحقيق أي خرق عسكري، ووصل الجيش السوري والمقاومة إلى وسط مدينة الزبداني.عندها تم التوصل إلى اتفاق بأن يخرج المسلحون من الزبداني مقابل خروج الأطفال والنساء من كفريا والفوعة، وتدخل المساعدات الإنسانية إلى كل الأطراف. ورغم تعثر الاتفاق إلا أن المساعدات دخلت أول مرة في 18 تشرين الأول/أكتوبر إلى مضايا كما إلى الزبداني وكفريا والفوعة.يقول محمد أبو القاسم رئيس حزب التضامن المعارض إن 23 شاحنة مساعدات دخلت إلى البلدة آنذاك، تضمنت 4 آلاف حصة غذائية، وزن كل حصة 25 كيلوغراماً مخصصة لعائلة متوسطة.ويشرح جميل يوسف عضو لجنة المصالحة في البلدة “وصلت المساعدات إلى مضايا وقمنا بتوزيعها على كل المنازل، وضمت كل حصة غذائية 4 كيلو سكر، 4 كيلو برغل، 10 كيلو رز، 5 ليترات زيت، 2 كيلو معكرونة و6 علب حمص”، ويتابع “في ظل انعدام أي مورد للحياة في البلدة من لحوم أو خضار، كانت هذه الحصة هي مصدر الغذاء الوحيد، ولأنها كذلك فيفترض أن لا تكفي عائلة مؤلفة من 10 أشخاص أكثر من شهر واحد فقط”.كلام يوسف ناقضه ما صرح به أبو القاسم الذي أوضح أن المساعدات عندما دخلت البلدة استلمها المسلحون، وقاموا هم بتوزيعها، لكنهم احتفظوا بقسم منها لأنفسهم، وهو ما ساهم بحدوث مجاعة لدى المدنيين.ويؤكد يوسف على “أن الجوع تسبّب بموت العديد من المدنيين في مضايا في الشهرين الماضيين”. رغم أنه لا يستطيع تحديد عدد موثق للضحايا لكنه يقول “من خلال تواصلي اليومي مع أهلي في مضايا أعرف أن هناك عدداً من الضحايا الذين ماتوا جراء الجوع وانعدام الغذاء، وهناك الكثير ممن سيواجهون المصير ذاته في حال لم تصل المساعدات إلى البلدة”.ويشرح يوسف أنه “لا يوجد في مضايا اليوم أي شكل من أشكال الغذاء، ونفذت كل المؤن الموجودة، حتى بات الناس يأكلون وجبة كل 3 أو 4 أيام، وتكون الوجبة عبارة عن ماء ومجموعة من البهارات والكمون، كما يقومون بغلي أوراق بعض الأشجار وشربها، أضف إلى ذلك عدم وجود كهرباء منذ 6 أشهر، كذلك لا وجود لأي نوع من مصادر التدفئة ونقص كبير في الأدوية”.بينما يقول عضو آخر في لجنة المصالحة موجود في البلدة “إن عدد من ماتوا جراء الجوع وأسباب أخرى مرتبطة بالحصار يقارب الـ 50 شخصاً وأن هناك 500 شخص مهددين بالموت غالبيتهم من الأطفال والنساء”، ويتابع “نتواصل مع السلطات الرسمية السورية ومع المعنيين في المقاومة، وهم لم يقصروا ويبدون تجاوبهم مع كل ما تحتاجه البلدة، لكن المشكلة أن هناك من يتاجر بأهلنا ولا يريد أن يفك الحصار عن كفريا والفوعة، وهم قادة جيش الفتح بالتحديد”.أما عن المسلحين في البلدة فيقول “هم بصراحة يريدون المصالحة، وقد جهزت لجنة المصالحة أسماء 200 مسلح و400 مطلوب لتتم تسوية أوضاعهم، وهم يتواصلون مع قيادة جيش الفتح في إدلب من أجل فك الحصار عن كفريا والفوعة ولكن عبدالله المحيسني (سعودي الجنسية ومرتبط بجبهة النصرة) يقف عائقاً أمام تحقيق ذلك، وهو يتحمل المسؤولية عن كل ما يحصل من موت وجوع في كلٍ من مضايا وكفريا والفوعة”.وفي سياق المفاوضات لحل القضية يوضح رئيس لجنة المصالحة في البلدة عبد الحميد محمد أن “هناك اتصالات مع السلطات السورية لحل القضية وقد قمنا بتقديم العديد من المبادرات من أجل التخفيف عن أهلنا، ليس في مضايا فقط، بل في كفريا والفوعة أيضاً، ونحن نتكفل أن نقوم بشراء مواد غذائية وإرسالها إلى أهلنا في البلدتين، فكلنا سوريون في النهاية، وديننا واحد، ومستعدون للقتال من أجل تحرير أهلنا في الفوعة وكفريا وفك الحصار عنهم”.في المقابل يؤكد محمد أن “أهالي مضايا ليسوا إرهابيين ونسبة المسلحين لا تشكل أكثر من 1% منهم، وقد خرج الأهالي مسيرات تؤيد الدولة السورية، حتى خلال الحصار، وأثناء الانتخابات الرئاسية قام 8500 شخص بالتصويت لصالح الرئيس بشار الأسد، والمزاج الشعبي هو مع إجراء المصالحة والعودة إلى حضن الوطن”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.