معاناة السوريين من غلاء المعاينات الطبية

وكالة أنباء آسيا-

رزان الحاج:

يعاني الأهالي في عموم مناطق سوريا من غلاء المعاينات الطبية، فضلاً عن استغلال بعض الأطباء للمرضى، ولا سيما بعد رفع تكلفة المعاينة لدى غالبية الأطباء، نتيجة تدني القيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، حيث أصبحت المعاينة الطبية في مختلف الاختصاصات بتكلفة مابين 10 الاف الى 25الف ليرة سورية، على خلاف الأشهر القليلة الماضية والتي كانت بنحو 5000 آلاف ليرة فضلاً عن رفع كلفة التحاليل ومع شراء الأدوية تصل إلى ما فوق 50 ألف ليرة سورية لاسيما أن غالبية الأهالي باتوا من ذوي الدخل المحدود.
ويبقى الأطباء الأكثر شهرة هم الأعلى أجراً ، لا أجور ثابته أو معممة من قبل وزارة الصحة بالنسبة للمعاينات، وحتى إن كان فلن يلتزم بها أحد، فالأطباء يأخذون بعين الاعتبار في وضع أجورهم المنطقة التي يعملون بها، وأجر عيادتهم، والمواد الطبية التي تلزمهم لمعاينة المرضى، إضافة إلى تكاليف الماء والكهرباء وغيرها، ونظراً للغلاء الفاحش اليوم، فلا يمكن للطبيب أن يخفّض أجره أو يكتفي بمبالغ رمزية لأنها ستصبح مهنة خاسرة بالتأكيد.
اما المشافي فباتت ضرباً من المستحيل بالنسبة لفئة واسعة من الشعب. تلقي العلاج في المشافي العامة بات صعباً للغاية مع امتلائها ، أما زيارة المشفى الخاص فتحتاج إلى ميزانية مفتوحة، أجور الليلة الواحدة فيها تكفي لسد رمق عائلتين لشهر كامل، ويزيد.
مئة ألف ليرة سورية هي الحد الأدنى لفتح إضبارة دخول إلى أي مشفى خاص في العاصمة، دون احتساب تكاليف العلاج أو المبيت، في حين يزداد المبلغ بنسب متفاوتة تبعاً للمنطقة وتقييم المشفى، لتتحول الطبابة مع الوقت إلى “رفاهية” قليلون من يعيشونها.
وبحسب أحد الأطباء قلا يمكن وضع معدل وسطي لأجور المشافي والعيادات الطبية فالتفاوت كبير جداً، كما أن المشافي ترفع الأجر بحسب عدد الحالات التي تدخلها، مع الأخذ بعين الاعتبار الربح اللازم تحقيقه وتغطية المصاريف.
ولا تختلف أجور أطباء الأسنان عن غيرهم من أصحاب الاختصاصات الأخرى، ففي الأرياف تبدأ الأسعار من 12 ألفاً لقلع الضرس، بينما تتراوح أسعار التصليحات السنية ما بين 35 و100 ألف ليرة سورية للسن الواحد بحسب المواد المستخدمة، كما قد تصل كلفة التنظيف إلى 30 ألفاً، ويبدأ سعر التقويم من 300 ألف، ويزيد.
أما في العاصمة، فأجرة قلع الضرس تبدأ من 20 ألفاً، والتصليحات السنية ما بين 40 – 100 ألف ليرة، في حين تتراوح أسعار التقويم ما بين 500 ألف ومليون ليرة، مع تباين بالأسعار بين طبيب وآخر وفقاً للمنطقة، حتى إن بعضهم يرفضون تقاضي الأجور بالليرة السورية.
وتحتل زراعة الأسنان والعمليات التجميلية رأس القائمة من حيث الأجور، إذ تكلّف زراعة السن الواحد نحو مليوني ليرة، في حين تبقى العمليات التجميلية الأغلى لتصل إلى 5 و6 ملايين.
لذلك، لم يعد الإسراع إلى الطبيب أو المشفى في حال وقوع وعكة صحية أمراً طبيعياً، بل بات الطبيعي هو إيجاد طريقة للتحايل على المرض عبر حلول بدائية، إذ باتت الحالة المرضية تشكل معضلة حقيقة بالنسبة للسوريين، وتترافق مع حسابات مادية تثقل كاهل الفرد وتحمّله عبئاً يعجز في معظم الأحيان عن مجابهته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.