منصة «تمار» في مرمى صواريخ غزة خيبة إسرائيلية: حقل غاز جديد بموارد قليلة

tamar

صحيفة السفير اللبنانية ـ
حلمي موسى:
سرت في الأيام الأخيرة خيبة مستترة في نفوس الضالعين في مجال الغاز والنفط في إسرائيل جراء بعض التطورات. فقد أعلنت شراكة «الفرصة الإسرائيلية»، وهي ائتلاف شركات نالت استثمار البحث عن الغاز والنفط في حقل «أفروديت 2» القبرصي القريب من خط الحدود الاقتصادية البحرية مع إسرائيل، أن نتائج التنقيب أظهرت وجود الغاز ولكن ليس بكميات كبيرة. وإلى جانب ذلك، فإن فرحة الإسرائيليين بتدشين أكبر منصة لاستقبال ومعالجة الغاز في البحر المتوسط لم تكتمل، بعدما تبين أن المنصة تقع في مرمى الصواريخ القصيرة المدى من قطاع غزة.
ونقلت الصحف الإسرائيلية معلومات عن مصادر في قطاع الغاز الإسرائيلي تفيد بأن كميات الغاز التي عثر عليها في «أفروديت 2» القبرصي كانت أقل بكثير من المتوقع. وجاءت هذه المعلومات بعدما أعلنت شراكة «الفرصة الإسرائيلية» أنها عثرت على الغاز في الحقل من دون أن تبين مقدار وكميات الغاز المتوقعة. ومعروف أن حقل «أفروديت 2» هو استمرار لحقل «أفروديت 1»، الذي تم اكتشاف الغاز فيه، برغم وقوعه جيولوجياً على مقربة من طرفه.
وإذا صحت المعلومات حول كميات الغاز الضئيلة في هذا الحقل، فإن هذا هو الخبر الثاني المخيب لآمال قطاع النفط والغاز في إسرائيل بعد فشل مساعي العثور على الغاز أو النفط في حفريات حقلي «ميرا» و«سارة» اللذين تم الإعلان أنهما يحتويان على كميات كبيرة من الغاز.
من جهة ثانية، اعتبر المعلق الاستراتيجي في صحيفة «معاريف» عمير ربابورات أن تدشين منصة استقبال الغاز في حقل «تمار»، الواقع على مقربة من قطاع غزة وعلى بعد 24 كيلومتراً غربي ميناء عسقلان، كان مثيراً للاستغراب.
وبالنسبة لربابورات، فإن المنصة التي ترتفع على علو 290 متراً وتزن 34 ألف طن، تقع عملياً غربي شواطئ غزة، وبالتالي فإن «رجال حماس الذين حملوا هذا الأسبوع منظاراً وصوبوه نحو البحر يمكنهم أن يظنوا في أنفسهم أن اليهود جن جنونهم: فأمام أعينهم أنشئ هيكل عملاق، منصة الغاز».
وكتب ربابورات أن المنصة تقع في مرمى آلاف الصواريخ من طراز «غراد» المتوفرة في غزة، وأن رجال حماس والجهاد الإسلامي سيشرعون في التصويب نحو المنصة في جولة القتال المقبلة. وأوضح أنه حتى إذا لم تطلق صواريخ باتجاه المنصة فإن حماس تلقت هدية من إسرائيل يمكنها أن تهاجمها إذا فكر الجيش الإسرائيلي ذات مرة في استهداف منشآت الكهرباء في القطاع.
واعتبر ربابورات أن قرار نصب المنصة في هذا الموقع كان قراراً بائساً، تحكمت فيه مصالح وطنية ضيقة ومصالح اقتصادية واسعة قادت إلى اتخاذ قرارات «تقع على حدود الحماقة الوطنية». وأوضح أنه مع اكتشاف الغاز في منتصف العقد الماضي تدخلت الكثير من الاعتبارات غير السوية في التعامل مع هذا الموضوع.
كذلك، أشار إلى أنه من بين دوافع اختيار المكان اعتبارات تتعلق بحماية البيئة وإبعاد المنصة قدر الإمكان عن الشواطئ المأهولة بالإسرائيليين. ولكن تدخلت أيضاً مصالح شركة أنبوب النفط «إيلات ـ عسقلان»، وهي شركة إسرائيلية ـ إيرانية أنشئت أصلاً في عهد الشاه الإيراني ضمن طموح لتخطي عقبة إغلاق قناة السويس إثر حرب العام 1967.
أما ثالثة الأثافي، في نظر ربابورات، فهي أن الجيش الإسرائيلي نظر إلى الأمر من زاوية أنه سيتسلح بسفن ومعدات جديدة، لن تكون على حساب ميزانيته المعهودة. فمهمته هي حماية هذه المنصة وحقول الغاز الأخرى، ما يعني زيادة قدراته وتوسيع نطاق عمله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.