من الحجارة إلى “سيف القدس”.. سلاح الإرادة ثابت

موقع قناة الميادين-

شرحبيل الغريب:

تعرضت الانتفاضة الفلسطينية الأولى إلى نكسة كبيرة، ترجمت بالالتفاف على خيار المقاومة والانتفاضة، وإجهاض الثورة وقتل روح المقاومة في العقل والوجدان الفلسطيني.

منذ اللحظة الأولى لاندلاع شرارة الانتفاضة الفلسطينية في وجه “إسرائيل” أواخر عام 1987م، لم يكن في قاموس النضال الفلسطيني الذي أعلن مقاومة شعبية في وجه الاحتلال أيّ من أدوات المقاومة، فابتكر إحدى أهم الأدوات البدائية باستخدام الحجر كوسيلة أساسية لمواجهة “جيش” الاحتلال.

الحجر لم يكن آنذاك، كوسيلة مقاومة، بسلاح قاتل ولا حامله بمقاتل مدرب، وهو ما فرض تحدياً كبيراً بالنجاح أو الفشل للانتفاضة في تحقيق أهدافها التي اندلعت لأجلها، ومع مرور الأيام، أثبتت المقاومة، رغم بدائية الأداة، أن الحجر كان أكثر أسلحة الانتفاضة شهرة وفعالية.

سجلت انتفاضة الحجارة إنجازات مهمة على الصعيد الشعبي، مكنتها من تحديد أشكال أخرى للمقاومة فيما بعد، ورسمت مساراً تصاعدياً في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني، وشكلت نقطة انطلاق بدأت بمقارعة الاحتلال بأدوات بدائية، عكست في الوقت ذاته صورة تبني الفلسطيني ثقافة المقاومة ورفض الاحتلال من جهة، وإرادة المقاومة والمواجهة وتحمّل فاتورتها من جهة أخرى.
الحجر والسكين

الحجر كما السكين والزجاجات الحارقة والمقلاع كلها كانت أسلحة بدائية أولية، وانتهاءً باستخدام السلاح الناري والعمليات الفدائية، جميعها شكلت ركيزة أساسية زخرت فيها الانتفاضة الأولى بأنواع متعددة من الأسلحة التي استخدمت ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومنحت الشعب الفلسطيني حق المقاومة أكثر.

نجحت وسائل المقاومة البدائية بصورة أساسية في استدراج المحتل رغماً عنه، وأفقدته ميزته الاستراتيجية في التفوق العسكري والتقني، ومنذ تلك اللحظة، شكلت المقاومة بأدواتها البسيطة حالة استنزاف مستمرة منعت الاحتلال من الخلود للراحة، وأفقدته الشعور بالأمن والأمان، وتُوجت الانتفاضة بعد أعوام من المقاومة والمقارعة بنجاح في مواجهة القمع والبطش الإسرائيلي.
انتكاسة كبيرة.. وسائل جديدة

تعرضت الانتفاضة الفلسطينية الأولى إلى نكسة كبيرة، ترجمت بالالتفاف على خيار المقاومة والانتفاضة، وإجهاض الثورة وقتل روح المقاومة في العقل والوجدان الفلسطيني، وتمثل ذلك بالإعلان عن اتفاقية سلام وتسوية سياسية على حساب حقوق الفلسطينيين، عرفت باسم “اتفاقية أوسلو- غزة أريحا أولاً”، برعاية أميركية، شكلت حالة فتورٍ مؤقتة لأحداث الانتفاضة والمقاومة.

فاجأت المقاومة الفلسطينية كل الأطراف الأميركية والإسرائيلية بأدوات وأساليب جديدة لم تكن معهودة من قبل، انطلاقاً من قاعدة تدفيع الاحتلال ثمناً أكبر من الحجر والسكين، رفضاً للتنازل عن أي شبر من الأرض الفلسطينية، فكانت العمليات التفجيرية التي عرفت آنذاك “بالعمليات الاستشهادية” أسلوباً جديداً انتهجته المقاومة للرد على الغطرسة الإسرائيلية، إذ سجلت الإحصائيات في هذا الصدد نجاح المقاومة في تنفيذ نحو أربعين عملية استشهادية تفجيرية بين عامي 1994 و2001م ، ضربت عمق الأراضي المحتلة عام 1948 وأربكت الاحتلال وأفقدته توازنه وحساباته.

منحى عمليات المقاومة وأدواتها لم يكن يوماً إلا في حالة صعود، رغم عظم التضحيات التي قدمتها خلال مسيرتها، ومع اشتداد لهيب الانتفاضة الثانية التي عرفت باسم “انتفاضة الأقصى”، طالعتنا المقاومة الفلسطينية بإصدارات جديدة من صواريخ “قسام” محلية الصنع وقذائف الهاون والتي شكلت صدمة كبيرة للأوساط الإسرائيلية، ومعدات قتالية أخرى كالعبوات الناسفة المتفجرة بأحجامها وأوزانها المختلفة، والسلاح الثقيل المعروف باسم “آر بي جي”.

لم يعد صاروخ القسام وحيداً في جعبة المقاومة، فقد تدرجت في تطوير صواريخها محلية الصنع عاماً بعد عام، ففي 2001 أعلنت عن صاروخها الأول “قسام1” الذي كان باكورة الإنتاج، وتلاه “قسام2” و”قسام3″، ثم بعد ذلك سلاح مضاد الدروع المعروف باسم “الكورنيت” الذي امتلكته المقاومة نتيجة الدعم العسكري الذي قدمته إيران والمقاومة الإسلامية اللبنانية (حزب الله) لها، إذ حرص الطرفان على دعم المقاومة الفلسطينية وإسنادها سياسياً ومادياً وعسكرياً.
أنفاق المقاومة..الانسحاب من غزة

لم تتوقف المقاومة عند هذه الوسائل القتالية، فاستخدمت سلاحاً جديداً، عرف باسم “سلاح الأنفاق” تحت الأرض، وهو أحد التكتيكات الجديدة التي نجحت المقاومة بنقلها من تجارب حزب الله اللبناني الذي استخدم هذا التكتيك في قتاله “إسرائيل”.

تمكنت المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة حماس وذراعها المسلحة “كتائب القسام” من استخدام هذا السلاح وتوظيفه في تنفيذ سلسلة عمليات هجومية وتفجيرية ضد مواقع “الجيش” الإسرائيلي وتحصيناته وضد المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، ونجحت بإيقاع خسائر فادحة لم تكن في حسابات “إسرائيل” أيضاً، عرفت باسم “سلسلة عمليات حرب الأنفاق” تحت مواقع “الجيش” الإسرائيلي، استهدفت خلال عامين متتاليين مواقع عسكرية ومستوطنات حصينة، جعلت “إسرائيل” تأخذ قراراً بعدم جدوى بقائها في هذا الجحيم وتمثل ذلك بإخلاء21 مستوطنة في أنحاء قطاع غزة أمام حالة العجز عن توفير الحماية لـ”الجيش” والمستوطنين.
عمليات نوعية

لعل أبرز هذه العمليات التي كانت سبباً مباشراً في تحرير قطاع غزة من قوات الاحتلال وإجلاء كامل مستوطناتها و”جيشها”:

– العملية الشهيرة التي نفذتها كتائب القسام يوم 27 حزيران/ يونيو 2004 بنسف الموقع العسكري الإسرائيلي الاستراتيجي وسط قطاع غزة والمعروف بموقع “محفوظة”.

– العملية الشهيرة باسم عملية “ثقب في القلب”، وعملية “براكين الغضب” التي نفذتها كتائب القسام يوم الأحد 12 كانون الأول/ديسمبر 2004، والتي تمكن فيها المقاومون من حفر نفق طويل وصولاً إلى أسفل موقع معبر رفح العسكري وتفجيره بطن ونصف من المتفجرات شديدة التدمير، أدت إلى مقتل 5 جنود.

– عملية تدمير ناقلة جند إسرائيلية في 11/5/2004 أدت إلى مقتل 6 جنود من سلاح الهندسة الإسرائيلي، وعملية معبر كارني المشتركة بين كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين يوم 13 كانون الثاني/يناير2005 والتي أدت إلى مقتل 6 جنود إسرائيليين.

– عملية السهم الثاقب يوم 7/12/2004، تمثلت بقيام القسام باستدراج مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية إلى النفق المتفجر شرق مدينة غزة أدت إلى مقتل 5 منهم.

فرضت طبيعة المواجهة العسكريّة المتصاعدة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى ضرورة توفير وسائل قتاليّة محليّة الصنع، فطورت المقاومة من منظومة التصنيع لديها، وصنّعت العديد من الأسلحة كالقذائف الصاروخية، ومضادات الدروع والهاون، والقنابل اليدوية، والأحزمة الناسفة، ساعد هذا التطور المتسارع لقدرات المقاومة العسكرية خلال الانتفاضة إلى رفع فاتورة حماية المستوطنين، الأمر الذي جعل من غزة كابوساً يحلم شارون في التخلص منه بأي وسيلة، وكان ذلك يوم آب15/أغسطس2005.
صفقة تبادل الأسرى

رغم الانسحاب الإسرائيلي من أراضي قطاع غزة، نفذت المقاومة الفلسطينية “كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين” عملية أسر في حزيران/يونيو 2006، تكللت بأسر “جلعاد شاليط” وأسفرت عن مقتل 3 جنود، وأطلق سراحه بعد 5 سنوات في قبضة المقاومة، وتمكنت المقاومة من إبرام صفقة تبادل حررت فيها 1027 أسيراً وأسيرة من سجون الاحتلال.
الدعم الإيراني وحزب الله

منح تحرير قطاع غزة المقاومة فرصة كبيرة مكّنتها من تطوير قدراتها أكثر، إذ عملت على إعداد تكتيكات جديدة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بالتنسيق والاستفادة من خبرة ودعم محور المقاومة المتمثل بإيران وحزب الله وسوريا، لتسدل الستار عام 2012 عن تطوير صاروخ جديد أطلقت عليه اسم “M75” والذي ضربت فيه تل أبيت لأول مرة، وأُطلق هذا الصاروخ رداً على اغتيال قائد أركان كتائب القسام أحمد الجعبري، ويبلغ مداه من 75 إلى 80 كيلومتراً، ويعد أول صاروخ يُطلق على مطار بن غوريون.

في هذه المقالة، أخص “الميادين نت” ببعض من الحقيقة التي لا يعلم بها إلا القليل، حول إنتاج هذا الصاروخ وتطويره، والذي ضربت فيه المقاومة تل أبيب لأول مرة. أكد قائد عسكري كبير في المقاومة الفلسطينية، أن أول صاروخ من طراز “M75” تم تصنيعه في نسخته الأولى وتجريبه في سوريا التي احتضنت المقاومة الفلسطينية ودعمتها في وقت تخلت الدول العربية عنها.
أجيال من الصواريخ

انعكس تطور المقاومة المستمر على أدائها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، إذ أعلنت المقاومة عن سلسلة من الصواريخ الجديدة منها ما عرف بصاروخ “S55″، الذي قصفت به كتائب القسام مدينة اللد المحتلة للمرة الأولى عام 2014، ويبلغ مداه 55 كيلومتراً، وصاروخ “J80″، الذي قصفت به تل أبيب، وصاروخ “R160” الصاروخ الأول من نوعه الذي ضربت به المقاومة مدينة حيفا المحتلة ، بالإضافة إلى العديد من العمليات العسكرية النوعية، وعمليات الإنزال خلف خطوط العدو عبر سلاح الأنفاق الاستراتيجي، وصولًا إلى معركة “سيف القدس”، إذ اتسع نطاق صواريخ المقاومة أكثر ليصل مداها كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة .
معركة “سيف القدس”

أسست معركة “سيف القدس” التي خاضتها المقاومة الفلسطينية دفاعاً عن المسجد الأقصى لمرحلة جديدة من الصراع مع “إسرائيل”، التي فشلت في تحقيق مخططاتها التهويدية في المسجد الأقصى ومدينة القدس، ورسمت معادلة جديدة في مسيرة المقاومة عنوانها القوة والانتصار والردع للاحتلال ومستوطنيه ولجم جرائمه.

11 يوماً من الحرب والعدوان انتصرت فيها المقاومة وأسقطت مفاجآتها على بنك الأهداف الإسرائيلية، وتمثل ذلك بإمكانياتها العسكرية الكبيرة وقدرة قادتها وجنودها على التخفي، وتزامن ذلك مع إعلان كتائب القسام خلال أيام الحرب الأولى أن ما لديها من مخزون صاروخي يجعلها تخوض مواجهة عسكرية لمدة 6 أشهر كاملة بالمعدلات العالية نفسها، ما دفع بنيامين نتنياهو آنذاك إلى إعادة النظر في مسألة مواصلة العدوان والبحث عبر الوساطات لوقف المواجهة العسكرية.
تفوق المقاومة

تفوقت المقاومة الفلسطينية خلال معركة “سيف القدس” على “إسرائيل” من الناحيتين العسكرية والاستخبارية، فعسكرياً، نجحت المقاومة في إخفاء منصات الصواريخ الدقيقة والمجهزة تحت الأرض بسرية أمام عجز الاحتلال عن كشفها، ومارست في الوقت نفسه مناورة ذكية من خلال الكشف عن راجمات وهمية فوق الأرض لتضليل الطيران وتغذية بنك أهدافه بشكل خاطئ.

استخدمت المقاومة لأول مرة أسلحة جديدة بإعلانها عن دخول صاروخ “A250” الذي يصل مداه إلى 250 كيلومتراً، والطائرات المسيرة الهجومية، والغواصات البحرية، وصواريخ الكورنيت الروسية من الجيل الجديد، واستهداف منشأة نفط إسرائيلية في عرض البحر، وضرب قواعد عسكرية تتبع سلاح الجو الإسرائيلي.

أما استخباراتياً، فقد أثبتت معركة “سيف القدس” أن تقديرات “إسرائيل” الأمنية غير دقيقة، فقد كُشف عجزها الاستخباري في حصولها على معلومات أمنية دقيقة أو خطيرة تمكنها من الوصول إلى قيادة المقاومة الفلسطينية.
خلاصات استراتيجية

لعل من أهم استخلاصات معركة “سيف القدس” في ذكراها الأولى، وتزامناً مع ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بفعل المقاومة الإسلامية اللبنانية- حزب الله، أنه بات كل من المقاومة الفلسطينية واللبنانية تسجلان إنجازات استراتيجية على طريق تقويض “إسرائيل” وهزيمة مشروعها الذي ألحقت به المقاومة هزائم عديدة على مدار محطات المواجهة، وصولاً إلى كنسه عن المنطقة.

رسخ حلف القدس معادلات استراتيجية جديدة لا تستطيع أي جهة تجاهلها أو القفز فوقها أو حتى إنكارها، وهي تشكل حصاد مسيرة وثمرة مقاومة مستمرة لأكثر من 30 عاماً.

في تقويم لمشهد الأحداث ومسار تصاعد مؤشر سهم المقاومة منذ بداية انتفاضة الحجارة عام1987، وتعاظم قوة المقاومة التي أصبحت “إسرائيل” تخشاها، وقد وصلت ذروتها بعقدها العزم مع حلف القدس ومحور المقاومة على تحرير فلسطين كل فلسطين، ثمة حقائق مهمة أبرزها:

– تعاظم قدرات المقاومة الفلسطينية هي نتيجة طبيعية لدور إيران وحزب الله وكل حلفاء حلف القدس الذي أصبح يشكل مصدر قلق كبيراً على مستقبل “إسرائيل”.

– المقاومة الفلسطينية لم تعد ضعيفة أو وحيدة فوجودها ضمن حلف القدس ومحور المقاومة زاد من قوتها وتأثيرها، ما يؤهلها للتحكم في المشهد أكثر من أي وقت مضى.

– معادلة غزة- القدس من أهم المعادلات التي نجحت المقاومة في فرضها على “إسرائيل”، مقابل فشل ذريع لمعادلة التسوية وأوسلو المعروفة باسم “غزة أريحا” التي رعتها الولايات المتحدة وشاركت فيها “إسرائيل” كمشروع سياسي فيه تنازل كبير عن الحقوق والأرض الفلسطينية، وأصبحت فلسطين كل فلسطين وحدة واحدة رغم الحواجز والحصار.

– في كل جولة من جولات المواجهة مع “إسرائيل” يرتفع مؤشر الانتصار أكثر من أي وقت مضى أمام تعاظم قدرات قوى المقاومة وتشكيلها حلف القدس، مقابل هزائم عسكرية متتالية “لإسرائيل” وسقوط سياسي لقيادتها.

– عجز “إسرائيل” الواضح عن فرض السيادة الكاملة على مدينة القدس والأقصى، مقابل نجاح الفلسطينيين برفع العلم الفلسطيني في “تل أبيب” وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة، أو ما يعرف بـ”العمق الإسرائيلي”، وهذا الإقرار جاء على لسان بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة الإسرائيلية.

– الإقرار الإسرائيلي بالخوف على مستقبل “إسرائيل” خاصة بعد معركة “سيف القدس” وكثافة النيران غير المسبوقة، وهذا ما صرح به الجنرال الإسرائيلي “اسحق بريك” إذ قال بأن “إسرائيل” غير جاهزة لحرب متعددة الجبهات، وحال وقوعها ستحدث كارثة لأسباب تتعلق في بنية “الجيش” ومعداته وجاهزيته والجبهة الداخلية لفلسطينيي عام 1948، وجزم قائلاً “إن إسرائيل يمكن أن تتعامل مع جبهة واحدة وليس مع 5 جبهات، والكارثة الفظيعة هي مسألة وقت فقط”.

– الإقرار الإسرائيلي بالعجز الكامل وفقده القدرة على الدخول البري لقطاع غزة في أي مواجهة عسكرية قادمة، وهذا ما كشفت عنه صحيفة معاريف الإسرائيلية على لسان رئيس أركان “الجيش” الإسرائيلي “أفيف كوخافي”، وهذا يعود إلى تعاظم القوة الدفاعية للمقاومة الفلسطينية من حيث امتلاكها أسلحة مضادة للدروع ناهيك بمنظومة الأنفاق التي أصبحت تمتلكها المقاومة في قطاع غزة.

– قلصت معركة “سيف القدس” ثقة الإسرائيليين بـ”جيشهم” وهذا ما كشف عنه تقرير للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، عن حالة عدم الرضا تجاه الأداء العسكري والإعلامي، لأسباب تعود إلى فشل تنفيذ مسرحية مترو حماس واستمرار الناطق بلسان “الجيش” بالكذب خلال معركة “سيف القدس”.

– تطور المقاومة وأساليبها جاء نتيجة سقوط مشروع أوسلو، وهو ما جعل الفلسطينيين يقتنعون بأن الخيار الوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة، إذ أسهم تحرير قطاع غزة عام 2005م، بشكلٍ مباشر في انتقال المقاومة من مرحلة بدائية الفعل العسكري ومحدودية التخطيط والأدوات إلى مرحلة النضوج واتساع دائرة التأثير الفعلي، فالمقاومة تطورت كماً ونوعاً و”إسرائيل” أصبحت تخشاها أكثر من أي وقت مضى، وهذا كفيل بجعل يوم التحرير يوماً من أيام المقاومة بات قريباً.

– أخطر ما يواجه “إسرائيل”، ليست الأسلحة النووية، ولا الصواريخ المدمرة الموجهة ، بل إن التهديد الحقيقي يكمن في مسألتين، الأولى محور المقاومة الذي يحاصر “إسرائيل” من كل الاتجاهات ويشكل بأساً شديداً عليها، والثانية، مقاومة مستمرة متصاعدة قادرة على رفع التكلفة تشكل الضمان الوحيد لكنس الاحتلال والتي تؤدي إلى عدم قدرة المجتمع الإسرائيلي على دفع تكلفة البقاء في مواجهة المقاومة بصورة غير مسبوقة ، وهذا يتجسد فيما نشاهده من ذوي الجنود الإسرائيليين القتلى من غضب وتحقير للمسؤولين السياسيين والعسكريين بعد كل عملية يسقط فيها قتلى من جنود الاحتلال جراء العمليات الأخيرة التي ضربت العمق الإسرائيلي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.