من هو الضابط الأسترالي الذي يقود القوات الخاصة الإماراتية في اليمن؟

الميادين نت:
يبدو أن استراتيجية أبو ظبي لا تقوم فقط على استيراد الأسلحة من الخارج بل أيضاً على استقدام ضباط كانت لهم انجازاتهم في بلادهم لكي تستفيد من خبراتهم. التقارير اليوم تتحدث عن ضابط استرالي يقود عمليات القوات الإماراتية الخاصة في اليمن. فمن هو مايك هندمارش وأي دور للمقاتلين الأجانب في صفوف الجيش الإماراتي؟
الضابط الأسترالي مايك هندمارش يتسلم درعاً
الضابط الأسترالي مايك هندمارش يتسلم درعاً
خلال الساعات الماضية انتشر خبر قيادة ضباط من المرتزقة للقوات الخاصة الإماراتية في اليمن. كان يمكن للخبر أن يكون مستغرباً لولا أن الجيش الإماراتي يضم في صفوفه عدداً كبيراً من هؤلاء ولا نتحدث هنا عن مجرد عناصر يتم استقدامها من أجل خوض الميدان بل عن ضباط يتبؤون مناصب هامة.

مايك هندمارش الذي يتم تداول اسمه اليوم على أنه الأسترالي الذي يقود القوة الخاصة المنتشرة في اليمن، يشغل منذ أواخر 2009 منصب قائد الحرس الجمهوري في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويقال إن الحرس الجمهوري الإماراتي الذي بدأت مشاركته في الحرب ضمن قوات التحالف السعودي في 4 أيار/ مايو الماضي لعب دوراً رئيسياً في استعادة قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لعدن.

ووفق التقارير فإن أكثر القوات تدريباً وتجهيزاً في صفوف قوات التحالف العسكري في اليمن هي تلك المنضوية ضمن هذه القوة التي تعتبر القوة العربية الوحيدة التي نفذت عمليات عسكرية كاملة في أفغانستان إلى جانب الجنود الأميركيين.
يبدو إذاً أن استراتيجية أبو ظبي لا تقوم فقط على استيراد الأسلحة من الخارج بل أيضاً على استقدام ضباط كانت لهم انجازاتهم في بلادهم لكي تستفيد من خبراتهم. فهندمارش خدم في الجيش الاسترالي بين عامي 1976 و2009 حصل خلالها على العديد من الأوسمة.

ليست خبرة هندمارش وحدها على ما يبدو هي التي زكته لهذا المنصب الذي يرتبط مباشرة بولي العهد محمد بن زايد آل نهيان، فالمهمة التي أوكلت له ما بين آذار/ مارس 2008 وكانون الثاني/ يناير 2009 في بغداد حيث كان قائداً للقوات الأسترالية في الشرق الأوسط ومن ثم إشرافه على إعادة انتشارها إلى قاعدتها في الإمارات بعد انسحابها من العراق، سمحت له وفق تقارير إعلامية “بنسج علاقات واتفاقيات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين”.

وما إن عاد إلى أستراليا وترأس قيادة تدريب الجيش في قاعدو فيكتوريا باراكز في سيدني براتب سنوي يقدر بـ230 ألف دولار، حتى أعلن عن تقاعده من الجيش بطلب منه، ليتولى دوراً جديداً في قيادة الحرس الجمهوري الإماراتي. هذه المرة براتب مضاعف يصل إلى 500 ألف دولار سنوياً معفى من الضرائب.

ولعل اللافت أنه هندمارش ليس الأسترالي الوحيد الذي يشغل منصباً عسكرياً رفيعاً في قوات النخبة في أبو ظبي. فمستشار هندمارش هو بيتر باتسون جندي استرالي سابق كان يشغل أيضاً منصباً في جهاز الاستخبارات في بلاده. سكوت كوريغان استرالي آخر كان أحد قادة العمليات الخاصة في جيش بلاده، لكنه يشغل حالياً منصب مستشار متخصص في الحرس الجمهوري منذ كانون الثاني/ يناير 2013. كما يبرز اسم كيفن دولان الذي عمل سابقاً في صفوف الجيشين البريطاني والأسترالي وستيف نيكولس الضابط السابق الذي مضى على عمله في الحرس الجمهوري خمس سنوات.

وبالرغم من عدم وجود أرقام رسمية عن عدد الأستراليين في صفوف الجيش الإماراتي إلا أن التقارير الإعلامية المحلية تتحدث عن العشرات الذين تختلف طبيعة أدوارهم بين القيادة والتدريب والتوجيه. من الواضح إذاً أن السواد الأعظم من الضباط الأجانب في صفوف الحرس الجمهوري من الأستراليين إلا أن من بين هؤلاء بريطانيين وأميركيين.

أي دور للمقاتلين الكولومبيين؟

مخيم تدريب لمقاتلين أجانب في قاعدة عسكرية في الإمارات (نيويورك تايمز)
مخيم تدريب لمقاتلين أجانب في قاعدة عسكرية في الإمارات (نيويورك تايمز)
مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري أفادت تقارير صادرة عن وسائل إعلام تابعة لحركة “أنصار الله” بمقتل ستة كولومبيين وقائدهم الأسترالي في المعارك الدائرة في تعز إلى جانب بريطانيين اثنين وفرنسي. وبالرغم من أن لا معلومات تؤكد هذه التقارير والأرقام إلا أن الحديث عن وجود مقاتلين كولومبيين في صفوف قوات التحالف السعودي الخليجي في اليمن يعود إلى تشرين الأول/ أوكتوبر حين أعلن عن انضمام 100 جندي كولومبي سابق إلى صفوف التحالف.

ويسود الاعتقاد بأن أن الإمارات العربية المتحدة هي التي استقدمت هؤلاء الكولومبيين. فقد ذكر تقرير نشر في صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2011 “أن قوات كولومبية ذات خبرة منحت رواتب عالية مقابل الانضمام إلى قوة إماراتية سرية تم إنشاؤها في أعقاب أحداث الربيع العربي”، فيما قالت تقارير أخرى أن الكولومبيين هم جزء من موظفي شركة “بلاك ووتر” الأميركية.

وبالرغم من عدم توافر ما يؤكد وجود أي علاقة بين المقاتلين الكولومبيين في اليمن والحرس الجمهوري إلا أن القوة السرية المذكورة والحرس الثوري يرتبطان كلاهما بشكل مباشر بمحمد بن زايد.

ويثير استقدام دول الخليج للمرتزقة انتقادات كثيرة لا سيما مع عودة “بلاك ووتر” إلى الواجهة من بوابة اليمن، وتتراوح وجهات النظر حول الأهداف من هذه الخطوة بين من يقول إنها من أجل تحقيق انجازات في الميدان من خلال ضباط خدموا في جيوش غربية ومن يقول إنها لتفادي ردود فعل غاضبة جراء الخسائر في صفوف الجنود في الميدان اليمني.

المصدر: “ميدل ايست آي”
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.