موسكو والقاهر: مراهنة على تحالفات استراتيجية

alalam_635591858498298679_25f_4x3.jpg

قناة الميادين:

الرئيس الروسي الذي دقّ أبواب مصر ما أن وطأت قدماه أرض الكرملين، عام ألفين وخمسة، راوده حنين الإتحاد السوفييتي، لفكّ الحصار عن موسكو الذي فرضه التوسع الأميركي في الشرق الأوسط.

بوتين لم يأخذ على محمل الجد مسعى انفتاح مصر على موسكو، أثناء حكم الأخوان المسلمين، بل رآه تلويحاً بالورقة الروسية للتقرب من واشنطن.

على خلاف ذلك، ترى خلافاً حقيقيا بين مصر والإدارة الأميركية يستثمره الرئيس عبد الفتاح السيسي في تنويع العلاقات الاقليمية والدولية.

في المقابل،  يندفع الكرملين أكثر فأكثر للتوّسع بمقدار ما تحاول أميركا والدول الغربية توطيد نفوذها ومصالحها في المحيط الحيوي الروسي على ما تقوم به في أوكرانيا لخنق الكرملين.

لكن مصر السيسي وموسكو بوتين لا تطمحان للعودة إلى تحالفات الاتحاد السوفييتي على الرغم من استعدادهما لكسر بعض المحرمات الأميركية والغربية في ملفات السلاح والنفط، والعودة إلى ما تيّسر من التعاون الصناعي الذي أرساه جمال عبد الناصر.

في هذا الاطار، يعوّل الطرفان على حلف في مكافحة الإرهاب أكثر جدية من تحالف واشنطن الذي يتقاطع مع بعض الجماعات  التي تتهمها روسيا ومصر بالإرهاب.

وبالمثل يعوّلان على تعزيز التبادل التجاري، مدخلاً لتحالف سياسي مأمول.

غير أن التقارب المصري ــ الروسي هو فاتحة مسار جديد، لا يلبث أن يتداخل في مساعي توحيد الجهود لحل الأزمة السورية، أوغيرها من المخاطر التي تهدد بلدان المنطقة.

هذا التقارب ينفذ من المساحة التي أفرغها تراجع النفوذ الاميركي في المنطقة، لكنه على الأرجح قابل للتطور أبعد من التعاون الاقتصادي والحلول الظرفية الأمنية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.