موسكو وانقرة تمتصان أزمة اختراق الأجواء التركية.. وواشنطن تسعى للتصعيد

 



أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية “سو – 34″ و”سو – 24 أم” و”سو – 25″ نفذت 25 طلعة خلال الساعات الـ24 الماضية من قاعدة حميميم الجوية، ووجهت خلالها ضربات إلى 9 مواقع تابعة لتنظيم “داعش” في سوريا. وأوضحت الوزارة في بيان أن “سلاح الجو الروسي شن 6 غارات على قاعدة يستخدمها إرهابيون في ريف إدلب ودمر 30 آلية للمسلحين هناك.

                طائرة روسية

طائرات روسية

وفي وقت أكدت موسكو وأنقرة متانة علاقتهما الثنائية رغم اختراق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية، سارعت واشنطن لاستغلال الحادث في سياق حملتها لتشويه أهداف العملية الروسية في سوريا.

واعتبرت الرئاسة الروسية أن العمليات الجوية الروسية في سوريا لن تؤثر على علاقاتها مع أنقرة. وأشار دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي إلى أن التعاون الروسي التركي متعدد المجالات ويملك أساسا متينا ويأتي بالمنفعة لكلا الجانبين.

بدوره نفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو نشوب توتر في العلاقات التركية-الروسية على خلفية اختراق المجال الجوي التركي. وأكد أن الجانب الروسي أبلغ أنقرة بأن الاختراق وقع عن طريق الخطأ، معربا عن أمله في عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

وكانت وزارة الخارجية التركية قد استدعت السفير الروسي لدى أنقرة للاحتجاج على خرق مزعوم للمجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية تشارك في العمليات الجوية ضد “داعش”. بدورها اعترفت السفارة الروسية لدى أنقرة بوقوع الحادث، مؤكدة أن الجانب الروسي قدم جميع الإيضاحات الضرورية.

وجاء في بيان أصدرته الخارجية التركية أن مقاتلة تابعة للاتحاد الروسي خرقت المجال الجوي التركي فوق أراضي ولاية هاتاي، وتحديدا في قضاء يايلاديغي في الساعة 12.08 يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول. وطالبت أنقرة موسكو بالحيلولة دون تكرار مثل هذه الانتهاكات، وحذرت من أن الجانب الروسي سيتحمل مسؤولية المخاطر التي تحملها مثل هذه الحوادث في طياتها.في المقابل، أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن المقاتلة الروسية دخلت الأجواء التركية لمدة ثوان بسبب سوء الأحوال الجوية.

واشنطن تعتبر اختراق المجال الجوي التركي متعمدا.. والناتو يعقد اجتماعا طارئا

ورغم تصريحات سياسيين أتراك قللوا من أهمية حادث اختراق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية، اعتبر البنتاغون أن الحادث المذكور لم يأت عن طريق “الصدفة”.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصدر في وزارة الحرب الأمريكية قوله: “إنني لا أصدق أنه جاء صدفة. بل يأتي هذا الحادث كتأكيد على قلقنا العميق حيال ما يعمله الروس في سوريا. وما زالت النوايا الروسية تثير أسئلة كثيرة”.وكشف المصدر أن الولايات المتحدة أجرت “مشاورات عاجلة” بهذا الشأن مع حلفائها في الناتو، بما في ذلك الجانب التركي.وقال وزير الخارجية الاميركية جون كيري ان “المقاتلة الروسية كانت تواجه خطر اسقاطها اثناء تحليقها فوق تركيا”.

بدوره أعلن أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ أن مجلس الحلف عقد اجتماعا طارئا لبحث الأنشطة العسكرية الروسية في سوريا، وحادث اختراق الأجواء التركية من قبل مقاتلة روسيا.

ووصف ستولتنبرغ، الذي تحدث للصحفيين بعد لقاء جمعه مع وزير الخارجية التركي، حادث اختراق المجال الجوي التركي بأنه “غير مقبول”، داعيا موسكو إلى “احترام المجال الجوي للدول الأعضاء في الناتو وتجنب التوتر في العلاقات مع الحلف”.

من جانب آخر، ذكرت مصادر دبلوماسية في بروكسل أن وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الناتو سيبحثون يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول المقبل تطورات الأوضاع في سوريا بعد انطلاق العملية الجوية الروسية ضد تنظيم “داعش”. وتوقعت المصادر أن يشهد اللقاء الذي سيعقد في بروكسل تبادلا للمعلومات حول الخطوات الروسية في سوريا من أجل اتخاذ قرارات بشأنها على المستوى السياسي.

فابيوس: لضرب “داعش” و”الجماعات التي تعتبر ارهابية”

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى تركيز الضربات الجوية الروسية في سوريا على تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية، ومن بينها “جبهة النصرة”.

وقال فابيوس متحدثا لـ”اذاعة أوروبا 1″ إنه يجب “ضرب داعش والجماعات التي تعتبر إرهابية”.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي ان دعوة الرئيس هولاند الجمعة الماضية لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لضرب “داعش حصرا” كانت “صيغة مختزلة”.

المعلم: روسيا ستفوز دون شك لأنها تنسق مع الجيش السوري

وفي موازاة ذلك، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن روسيا ستفوز دون شك في حملتها ضد التنظيمات الإرهابية لأنها تنسق مع الجيش السوري.

وقال المعلم في مقابلة مع قناة “الميادين” إن الضربات الجوية الروسية في سوريا جرى الإعداد لها منذ أشهر ولا أحد يستطيع ربطها بالتوقيت الراهن، مؤكدا أن روسيا تنسق مع الجيش السوري و”هو القوة الوحيدة في سوريا التي تتصدى للإرهاب”.

فصائل في الحشد الشعبي العراقي ترحب بالضربات الروسية

غداة ذلك، أعلنت فصائل مسلحة ضمن قوات الحشد الشعبي العراقية ترحيبها وتأييدها للضربات الجوية الروسية ضد مسلحي تنظيم “داعش” الارهابي.

وأعلن النائب في البرلمان العراقي هادي العامري، زعيم منظمة بدر، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي في العراق، أن روسيا تتحرك تحركا جديا على الارض لضرب “داعش”.

وأكد تنظيم “عصائب أهل الحق”، أنه يدعم تماما تدخل روسيا وضرباتها الجوية ضد تنظيم “داعش”، متهما الولايات المتحدة بأنها غير حاسمة في حملتها ضد هذا التنظيم.

وقال نعيم العبودي المتحدث باسم عصائب أهل الحق إن الضربات الجوية الروسية في سوريا حققت بالفعل نتائج، مؤكدا أن واشنطن خلال العام ونصف العام الماضيين لم تكن جادة في القضاء على التنظيم الارهابي.

يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الاثنين إنه سمع تصريحات رئيس الوزراء العراقي حول اهتمام بغداد بدعم الطيران الروسي في تدمير مواقع الإرهابيين في العراق بعد أن أثبتت الأيام الأولى من الغارات الروسية في سوريا الفعالية العالية للقوات الجوية الروسية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن موسكو لم تتلق حتى الآن “أي طلب رسمي من العراق” بهذا الشأن.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.