مُعطيات خطيرة في ظلال المتغيّرات العربيّة والكباش الدولي.. أيّ دور للمسيحيين في لبنان باستمرار تضييع فرصة التوافق على رئيس؟

lebanese-president1

صحيفة الديار اللبنانية ـ
ياسر الحريري:

 

ازمة شغور موقع الرئاسة الاولى مستمر وهو لا يحتاج الى منجمين او متوقعين على طريقة الشاشات اللبنانية، الازمة واضحة المعالم، فالاميركي غير مستعجل والفرنسي يحاول ان يستغل الثلاث مليارات ليتحرك في الملفات اللبنانية الداخلية، لكن هناك من اشار وان غمزا انك لست انت من دفع مليارات الدولارات كأسلحة للجيش اللبناني ولم تصل بعد، ما لا يؤهلك الى لعب دور اساسي في الملف الرئاسي اللبناني، تماما كما في الاستحقاق الماضي عندما جرى التوافق الاميركي الاقليمي حينها السوري ـ السعودي على الرئيس ميشال سليمان، وجرى تبليغ الفرنسي هذا التوافق، لا اكثر ولا اقل.

هذا الكلام لمصادر عربية حيث اشارت الى ان واشنطن لا ترغب بعدم تلبية رغبة باريس لجهة القيام بجهد في الداخل اللبناني، وهي تعلم ان الاليزيه، بقيادة هولاند يريد ان يثبت حضوره وان من ناحية الشكل وواشنطن لا ترى ضيراً في هذا «الشكل» الا انها تعلم ان المجهود الفرنسي مآله الى الفشل في لبنان، اولا لأن الظروف الموضوعية الاقليمية والدولية لم تنضج بعد، لتحريك الاستحقاق الرئاسي ومن يراقب الحركة الاميركية على هذا الصعيد يعلم ان الادارة الاميركية في واد وباريس في واد آخر.

تاليا الادارة الاميركية وفق وجهة نظر المصادر، لها اهتمامات كبرى لا ترى في الملف اللبناني حاجة ملحة اليوم، طالما الامور في البلد تسير وفق المقتضيات الطبيعية، وطالما ان المسلمين السُنة اثبتوا جدارة في قيادة المرحلة دون وجود رئيس ماروني، وهذا امر يناسب المملكة العربية السعودية في حقيقة الامر التي ترى تعويضا في لبنان بخسارة اليمن حاليا، من هنا لا بدّ من تتبع موقف النائب وليد جنبلاط الذي هو في الحقيقة يعبر عن رغبة قديمة ـ جديدة في المملكة العربية السعودية ولدى آل الحريري وفريق تيار المستقبل.

هذه الرغبة تقول المصادر نفسها طالما تحدث عنها الرئيس رفيق الحريري في واشنطن مع العديد من المسؤوليين الاميركيين الذين كانت تربطه معهم صداقات وهي معروفة في لبنان لدى بعض القيادات، وفحواها، امكانية تعديل اتفاق الطائف لناحية انتخاب رئيس للجمهورية من طائفة لبنانية اخرى غير الطائفة المارونية ويصار الى المداورة في الرئاسات.

هذا الكلام ايضا ليس من قبيل الاصطياد في الماء العكر تضيف المصادر، ولا على سبيل التعمية او الحرتقة السياسية على الطريقة اللبنانية، لكن طالما المتغيرات الاقليمية العربية في التحديد حصلت ودخل العالم العربي في متغيرات ضخمة، انبرى السؤال، لماذا لا يصيب هذا التغيير لبنان، والفرصة مؤاتية لجهة الفراغ الرئاسي الذي تجاوز المئتين والستة وستون يوماً. والامور ماشية بقيادة الرئيس السني المعتدل تمام سلام، حيث يلقى احترام 8 و14 اذار والايراني والسعودي والاميركي والروسي، واشارت المصادر الى ان تصريف هذا الكلام في السياسة اللبنانية، يعني ببساطة امكانية ان تكون الرئاسة الاولى خارج الطائفة المارونية، بحيث تصبح مسيحية او اسلامية ـ مسيحية، اي المداورة بين الرئاسات، وهذه حقيقة طروحات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

والامر الذي يأخذ المصادر الى هذه الرؤية هم المسيحيون انفسهم، اولاً انهم صدقوا ان تيار المستقبل رشح رئيس القوات اللبناية الدكتور سمير جعجع جدياً، والمستقبل بخاصياته، يعلم منذ اللحظة الاولى عدم امكانية وصول الدكتور جعجع، لكنه يلعب بالاستحقاق حتى يصل الى ما قاله النائب وليد جنبلاط، وثانياً ان هذا الموقف ضيّع فرصة انتخاب رئيس للجمهورية، بتوافق لبناني عندما كان بمقدور القيادات والشخصيات اللبنانية التوافق على رئيس، وبقيت هذه الفرصة متاحة لاشهر قبل ان تدخل كل قضايا لبنان، في اطار المساومات الاقليمية والدولية، وتضييع هذه الفرصة امر مقصود ولاهداف تتبين وربما تتضح مع الايام، لو كان المحور السعودي ـ الاميركي ـ الغربي انتصر في سوريا او العراق قبلاً لكان كل ما ذكر اعلاه على ارض الواقع اللبناني.

بالطبع تعزو المصادر سوء ادارة الملف الرئاسي على القيادات المسيحية التي الى اليوم لم تتوافق، ولا يبدو انها مرشحة للتوافق على هذا الامر، وهي بعدم توافقها على اسم يلقى قبولاً لدى الجميع ويمثل المسيحيين وشريحة واسعة من المسلمين ولا يشكل تحديا لأحد في لبنان ولا الديموقراطية.

المسيحيون مدعوون الى دور انقاذي لدورهم في لبنان وهناك من يدعم دورهم ووجودهم السياسي وحضورهم الوطني، وفي حال اضاعوا الفرصة هذه المرة لا احد يعلم كيف ستأتي المتغيرات في ازمة التكفير التي تجتاح الجميع وتطالهم قبل غيرهم وادلة العراق وسوريا حتى مصر وشمال افريقيا واضحة… ؟

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.