”ناتو”… المنظمة التي عفا عليها الزمن

صحيفة البعث السورية-

هناء شروف:

بات عمر منظمة حلف شمال الأطلسي 73 عاماً، حيث كان سبب وجودها خلال الحرب الباردة هو وجود الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو الذي تأسس بعد ستة أعوام من الناتو في أيار 1955. لكن الحرب الباردة انتهت منذ أكثر من 30 عاماً، وعلى الرغم من ذلك، اختار حلف الناتو التوسع وهو يضم اليوم 30 دولة عضو 10 منها أعضاء سابقون في حلف وارسو. لقد نقض الغرب وعوده التي أعطيت للرئيس السوفييتي حينها ميخائيل غورباتشوف بعدم التوسع، وهذا هو بشكل أساسي سبب الصراع بين الناتو وروسيا.

على مر السنين انتهك الناتو معاهدة 1949 الخاصة به والتي تنص على: “يؤكد أطراف هذه المعاهدة من جديد إيمانهم بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ورغبتهم في العيش في سلام مع جميع الشعوب وجميع الحكومات”. لكن ما يراه الجميع هو اختلاف عن السلوك الفعلي لحلف الناتو.

يُطلق على الناتو في الغرب اسم تحالف دفاعي، لكن ما هو الدفاع؟ هو أن يدافع المرء عن نفسه على أرضه بمنطقة أمنية محدودة وقريبة وأن يستخدم فقط الأسلحة ذات المدى القصير والقدرة التدميرية المحدودة. ولكن على النقيض من ذلك فإن الأسلحة بعيدة المدى ذات القدرة التدميرية الهائلة بما في ذلك الأسلحة النووية هي التي يستخدمها. كما أن لدى الناتو إجابة واحدة فقط لكل مشكلة، وهي “إنها خطأ شخص آخر ونحن بحاجة إلى المزيد من الأموال والمزيد من الأسلحة”. مما يعني أنه بعد العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا سيزيد الناتو بشكل كبير إنفاقه العسكري، على الرغم من أنه بالفعل أعلى بـ 12 مرة من الإنفاق العسكري الروسي.

إذاً، ما ضرورة تحالف ينتهك القانون الدولي والمعاهدة الخاصة به على مدى 30 عاماً، وما ضرورة النخب العسكرية في الناتو الذين يجب عليهم الصراخ والصراخ باستمرار حول جميع الأعداء الذين يعتقدون أنهم يمثلون تهديداً وجودياً (صربيا، وروسيا، والعراق، والصين، وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وإيران، و وليبيا، وفنزويلا، ووو …)؟.

في الحقيقة، بدون الناتو سيكون العالم مسالماً، لأنه لن تشن أي منظمة أخرى وتشارك في العديد من الحروب لفترة طويلة وتقتل الكثير من الناس وتدمر الكثير مثل الناتو. والأهم أن مواطني دول الناتو مخدوعون، فالاستقرار والأمن والسلام الذي وعد به حلف الناتو أعضائه والعالم منذ عام 1949 لا وجود له ولن يأتي. بل على العكس، يواصل أعضاء الناتو تكريس الموارد الاقتصادية والتقنية والبشرية لشن الحروب الفاشلة، وحرب أوكرانيا التي كان من الممكن تجنبها أخرها. وعليه الناتو هو السبب الرئيسي وراء تراجع الغرب، وعسكرة نفسه حتى الموت، وما يحتاج العالم إلى فكر وسياسة سلام وأمن جديدين تجعل العالم أكثر أماناً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.