نبض الحرية أقوى من الجدران المصفحة / رد المقاومة سيكون حاضراً إذا تعرض الأسرى للتنكيل

قالت مدير التحرير بموقع الجمهورية اليوم دوت كوم، سها جادالله، ان فصائل المقاومة هددت الاحتلال الصهيوني من مغبّة أي إجراء يُهدد حياة الأسرى سواء الهاربين للحرية، او القابعين في الأسر، مؤكدة ان المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي.

وكالة أنباء مهر-

القسم العربي:

عملية الهروب البطولية التحررية تعتبر من أجرأ وأشجع العمليات وخاصة أنها تمت من واحد من أكثر السجون تحصينا داخل الكيان الصهيوني هو سجن الجلبوع الذي يقع شمال فلسطين المحتلة في مرج ابن عامر إلى الشرق من مدينة العفولة المحتلة وإلى الغرب من محافظة قضاء بيسان المحتل.

وقامت مجموعة من الاسرى “فرسان الصبر” كانوا يقبعون داخل الغرفة رقم خمسة في القسم الثاني تمكنوا من حفر أرضية الغرفة ومن ثم الزحف لمسافة تقدر بثلاثين مترا تحت غرف القسم ومن ثم حفر نفق لاجتياز كل المعوقات التي وضعها المحتل أمامهم، فهذه عملية جريئة جدا وشجاعة جدا وتتميز بالتخطيط الدقيق والنفس الطويل الذي يتميز به المناضلين أصحاب الإرادة ممن يعشقون الحرية ويعشقون فلسطين.

ان تحرر هذه المجموعة من سجن الجلبوع أصاب المحتل بالصدمة وشكلت العملية فضيحة أمنية كبرى بكل ما تحمل الكلمة من معنى، والمثير في الأمر أن إدارة سجون الاحتلال لم تعلم بأمر هذه العملية حتى بعد أن تحرر الأسرى الا بالصدفة وذلك بعد أن شاهد المستوطنون المناضلين الستة وهم خارج السجن فضنوا انهم لصوص فقاموا بإبلاغ شرطة الاحتلال وشرطة الاحتلال بدورها قامت بإعلام إدارة السجن وهو ما زاد من فضيحة هذا المحتل وزاد من الصدمة التي أصيب بها هذا المحتل.

وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء، حوارا صحفيا مع الإعلامية ومدير التحرير بموقع الجمهورية اليوم دوت كوم “سها جادالله”، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

* على المستوى الامني؛ ماذا شكّل انتصار السجناء الفلسطينيين المتواجدين في سجون الاحتلال ؟ وكيف كانت ردة فعل الشارع الفلسطيني ؟

الهروب الى الوطن، ظاهرة كونية لا تحدث الا في فلسطين، فالشمس تشرق من نفق الحرية لترسم بأشعّتها حكاية مجد سيخلدّها التاريخ، ان النجاح الكبير الذي حققه الاسرى الستة، ليس فقط بطريقة الهروب، انما في الفكرة وبقائها حية رغم كافة الصعوبات.

اكدت الناشطة الاعلامية ان “عملية النفق” بإمكانياتها المتواضعة أسقطت منظومة الردع الإسرائيلية التي يتباها بها الكيان الصهيوني

قالت الناشطة الاعلامية ان عملية النفق بإمكانياتها المتواضعة “معلقة، وحفرة” أسقطت منظومة الردع الإسرائيلية، والتباهي بالقدرات العسكرية والمعدات العسكرية المتطورة التي يمتلكها جيشه.

إن العقلية الفلسطينية المقاومة مستمرة في إبهار العالم، سواء في المجال العسكري المقاوم، او في كسر الحصار، وفك قيد السجان.

لقد حققت عملية “نفق الحرية” جميع أهدافها العسكرية والأمنية والنفسية، حيث سجلت انتصار مزلل على دولة الاحتلال، بغض النّظر عن نتائج العملية، وما يترتب عليها.

كان ومازال الكيان الصهيوني يتباهى بقدراته الأمنية والعسكرية، لكن عملية النفق بإمكانيات متواضعة ” معلقة، وحفرة”، أسقطت منظومة الردع الإسرائيلية، وحرمته من التباهي بالقدرات العسكرية والمعدات العسكرية المتطورة التي يمتلكها.

إن عملية نفق الحرية، الكل الفلسطيني باركها، بل اعتبروها يوم خالد في تاريخ الحركة الأسيرة، فمن يناضل من أجل وطن أو حرية، مهما كانت إمكانياته متواضعة فهو قادر على النجاح، بالرغم من كل المعوقات الأمنية، و البشرية والتكنولوجية والمعلوماتية والإلكترونية.

* كيف ستكون ردة فعل الاحتلال لفشله الأمني المدوي بعد نجاح مجاهدينا في انتزاع حريتهم ؟

ضربة قاضية، وصفعة لهيبة للمشروع الصّهيوني ومنظومته الأمنية، العسكرية، والسياسية، حيث صفعت العملية كل إجراءات الأمن الإسرائيلية، ومازال الى الان في حالة تخبط في كيفية معالجة هذا الأمر الجلل، وكان أولها صدور امر منع النشر عن العملية من الرقيب، وذلك لعدم إثارة الرأي العام الصهيوني، كما قام بفرض حصار على جنين خشية وصول الأبطال لها.

واعتبر رئيس الوزراء الاحتلال، نفتالي بينيت، فرار الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع أمرا خطيرا ويحتاج لمعالجة المنظومة كلها.

وبدوره عدّ الإعلام العبري، عملية النفق جزء من سلسلة إخفاقات خطيرة، حيث سبقها حرب حد السيف وحفرة الجدار، موجهِّا بعض الأسئلة لقادة الأمن، منها، كيف نفّذ الأسرى الحفر دون علم السجًانين في واحد من أكثر السجون أمانا؟، وكيف تمكنوا من إخفاء النفق والرمل الناتج عن عملية الحفر؟.

ولفت الإعلام العبري، إلى أن الحادث خطير ومحرج، لأن عملية الهروب تم التخطيط لها منذ مدة طويلة دون كشفها من إدارة السجن.

* في حال قام الكيان الصهيوني باجراءات انتقامية؛ برايكم هل ترى انه من الممكن ان يتصاعد الوضع ويشهد انفجارا نتيجة زيادة الضغط الاسرائيلي ؟

حفرة النفق فعل بطولي، بالرغم ما ينتجه الإحتلال من أجهزة التنصت والاستخبار والتجسس إلى مختلف الأنظمة في العالم، فقد فشل في الانتباه إلى أمتار قليلة من نفق حُفر بذكاء، وهدوء، ليعيد إلى الأسرى الحق في الحياة والحرية.

ان ما جرى يمكن أن يشجع الأسرى الآخرين على عمليات تحرّر مماثلة، وفي ذلك تحد كبير جدا للاحتلال وأمنه وهيبته العسكرية، لهذا قامت بعض الإجراءات منها، نقل كافة الأسرى من سجن جلبوع إلى عدد من السجون الأخرى ووضع غالبيتهم في زنازين انفرادية.

قالت الناشطة الاعلامية ان المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي وسيكون ردها حاضرا اذا تعرض الأسرى للتنكيل

وألغت إدارة سجن جلبوع كذلك المحطات التلفزيونية في كافة الأقسام، ونقلت خمسا من قيادات أسرى الجهاد الإسلامي إلى التحقيق وشرعت بعمليات تفتيش واسعة في غالبية السجون.

ان تهديد فصائل المقاومة للاحتلال الصهيوني من مغبة أي إجراء يهدد حياة الأسرى سواء الهاربين للحرية، او القابعين في الأسر، ومؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وبأن الرد سيكون حاضرا إذا تعرض الأسرى للتنكيل.

في ضوء ما تقدم فإن المنطقة قد تشتعل في أي لحظة، وقد تكون “عملية النفق بداية شرارة التصعيد القادم”، حيث تعود المنطقة لنقطة الصفر.

ان حلم الإنسان بالحرية يبقى أهم شيء في حياته، وعندما يبدع العقل رغم القيد، فهذه تعد المعضلة والتحدي الأكبر الذي لن يقدر على إيقافه شيء، فنبض الحرية أقوى من الجدران المصفحة، وإبداع العقل المقاوم يسجل هزيمة للاحتلال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.