نفايات بيروت تسبح في شوارعها!

العاصمة اللبنانية بيروت تشهد سيولاً في الطرقات بعد الأمطار الغزيرة التي تساقطت منذ صباح الأحد، المشهد لم يقتصرْ على ارتفاع منسوب المياه بسبب انسداد أقنية الصرف والمجاري بل ترافق مع غرق الطرقات بكميات كبيرة من النفايات المتراكمة منذ أشهر بسبب غياب آلية معالجتها، وقد تعرضت أحياء في العاصمة وضواحيها لانقطاع في التيار الكهربائي والاتصالات أيضاً.
نفايات بيروت تسبح في شوارعها، ما ضاقت به الحاويات اتسع له صدر الطرقات. القمامة تدافعت وحملت سمومها لتوزعها بين البيوت وتسد البالوعات وتطفو على سطح مياه الأمطار في بلد اعتاد مناقشة الأزمات بعد وقوع الكارثة فالأسوأ من هذا المشهد أنه كان في الحسبان.
الكارثة كارثتان في العاصمة المكتظة، اللبنانيون اعتادوا أن تطمر المياه طرقاتهم مع بداية موسم الأمطار في غياب بنى تحتية ملائمة لكن هذه المرة ليست المياه وحدها على أبواب بيوتهم وما تخفيه أنهر القمامة قد يكون أسوأ مما تراه العين.ثلاثة أشهر من النقاشات والحوارات والتحذيرات لم تكن كافية لاستباق الكارثة منذ إقفال مطمر الناعمة في شهرتموز/ يوليو الماضي،  يشهد الملف تأجيلاً تلو الآخر. الخلافات السياسية في بلد المحاصصة لم تنتظر زخّات المطر الأولى لتطفو على الوجه، لكن عواقبها خرجت عن السيطرة. الجهد لتنظيف الشوارع بات مضاعفاً، الأزمة تحولت إلى أزمات وصحة المواطنين غرقت في مجرى أنهر النفايات.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.