هكذا ينظر «حزب الله» لمعركة يبرود

Huzbullah 54

كمال ذبيان –
صحيفة الديار اللبنانية:

كما كانت مدينة القصير في ريف حمص القريبة من الحدود اللبنانية – السورية تهدد امن واستقرار مناطق في البقاع الشمالي وتحديدا في الهرمل والقاع اضافة الى بلدات داخل الشريط السوري سكانها من اللبنانيين، فان مدينة يبرود في جبال القلمون التي تقع عند سفح السلسلة الشرقية لجبال لبنان، والتي تتجاور مع بلدة عرسال عند الحدود مع سوريا اصبحت تشكل خطرا على مناطق في البقاع والضاحية الجنوبية لـ«حزب الله» بيئة شعبية تؤيده.

فبعد سلسلة التفجيرات التي وقعت في الضاحية الجنوبية والهرمل، واظهرت التحقيقات الامنية والقضائية ان تفخيخ السيارات، وارسال الانتحاريين يحصل في يبرود وبدعم وتنظيم وتسهيل مجموعات وافراد مرتبطين بجماعات اسلامية اصولية متطرفة يطلق عليها تكفيرية وظلامية وتستخدم الدين الاسلامي لاعمال ارهابية واجرامية، وهو بعيد عنها ولا يمت لها بصلة، بل ان فتاوى تصدر عن رجال دين باسم الاسلام تستبيح دم المواطنين باعمال انتحارية فتقتل وتدمر وتبث الرعب.

وقد بدا لـ«حزب الله» انه لا يمكن السكوت عن استمرار هذا المسلسل الاجرامي ولا بد من اجراء ما لوقفه. وقد خرج قبل ايام نائب الامين العام «لحزب الله» الشيخ نعيم قاسم ليعلن، ان يبرود باتت مصنعا للسيارات المفخخة. وتحضير الانتحاربيين وارسالهم الى لبنان، حيث بات الحزب يستعجل الانتهاء من معركة يبرود التي توقف الجيش السوري عند تخوفها بعد ان طرد المسلحين من النبك وقارة. وان من منع استكمال العملية العسكرية التي كان متوقعا ان تحصل في الربيع المقبل، فتحت خلال فصل الشتاء، بعد ان كانت الانظار متجهة نحو حلب واحرز الجيش السوري انتصارات في حمص وريفها، وفي الغوطة الشرقية لدمشق وسيطر على طريق حمص – دمشق ودرعا – دمشق، الا انه عاد وفتح معركة جبال القلمون التي تشكل موقعا استراتيجيا عند الحدود اللبنانية – السورية وتتم عبرها تهريب السلاح والمسلحين وتتواصل مع عرسال التي اصبحت عمقا وحاضنا للمعارضة السورية.

وما يؤخر انهاء العملية العسكرية في يبرود، هو ان الرئيس السوري بشار الاسد اعطى فترة سماح لوسطاء من وجهاء وفعاليات البلدة، لتوفير تدميرها، وفق ما تقول مصادر حزبية لبنانية مطلعة على موقف القيادة السورية، التي لا تريد الانتظار كثيرا، اضافة الى ان ما اخرّ حصول المعركة العسكرية، هو اختطاف راهبات دير معلولا واحتجازهم في يبرود كدروع بشرية يجري استغلال وجودهن مع المسلحين للتفاوض على منع النظام السوري من الهجوم على يبرود، اضافة الى مطالب اخرى تتعلق باطلاق سراح معتقلين اسلاميين في سوريا ولبنان.

ولم تكن مصادفة تقول المصادر ان تظهر الراهبات في شريط مسجل، مع تحضير الجيش السوري لمعركة يبرود، وبدء التحرك العسكري، وهذا الظهور الاعلامي للراهبات بعد اربعة ايام من تسجيل الشريط، هو رسالة الى النظام السوري الا يقوم بمغامرة عسكرية في يبرود، لان حياتهن ستكون بخطر وفق ما تقول المصادرالتي لن تقبل القيادة السورية بهذا الابتزاز الذي يستخدمه المسلحون، وان المعركة لا يمكن ان تتأخر اكثر، وهي بدأت بمناوشات لكنها ستتوسع، اذا لم ينسحب المسلحون او يسلمون سلاحهم ويطلقوا سراح الراهبات، لان هذه المسلحين فيها باتوا يشكلون خطرا على المدينة وابنائها كما على الداخل اللبناني، اذ تكشف المصادر ان القيادة السورية ابلغت «حزب الله»، ان التأخير في حسم معركة يبرود لن يطول، وهي اعطت فترة سماح للمفاوضات التي تريد ان تنتهي الى حلول سلمية، اما اذا لم تنجح فان المعركة ستحصل ولن تطول كثيرا، وان استعادة هذه المدينة لها اهمية استراتيجية، اذ تصبح السيطرة على طريق دمشق – حمص كاملة للجيش السوري، كما انها ستوقف تدفق السلاح والمسلحين الى الداخل السوري، والسيارات المفخخة والانتحاريين الى الداخل اللبناني، وتخفف من العمليات الارهابية.

ويرى «حزب الله» ان معركة يبرود ستحرر عرسال من سيطرة المسلحين على قرارها وتفك اسرها من قبل مجموعات تكفيرية، ولن يكون اي رد فعل على هذه البلدة، والتي ستعود الى جوارها الطبيعي والتفاعل مع ابناءالمنطقة، ولن يحصل انجرار الى فتنة مذهبية او اقتتال وهو لم يحصل في السابق.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.