هل تتحول إيران إلى ألمانيا الشرق الأوسط؟

هل تتحول إيران إلى ألمانيا الشرق الأوسط؟

رغم أن الإتفاق التاريخي الذي استمر لفترة ستة أشهر حول برنامج إيران النووي، قد يؤدي إلى بدء حقبة جديدة في العلاقات مع العاصمة الإيرانية طهران، إلا أن الطريق ربماً يكون طويلاً أمام القطاع الأكثر حيوية في البلاد، أي النفط.

وتنتج طهران حوالي اثنين ونصف المليون برميل من النفط يومياً، مقارنة بأربعة ملايين برميل من النفط منذ فترة عقد من الزمن. ويستقر الإنتاج على المستوى الذي كان عليه في نهاية الحرب الإيرانية مع العراق.

وتكلف العقوبات على الطاقة مع إنتاج خام برنت من بحر الشمال بمعدل أكثر من مائة دولار للبرميل الواحد لفترة ثلاث سنوات على التوالي، حوالي 50 مليار دولار من العائدات السنوية المفقودة.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال إن “غالبية العقوبات ستبقى على حالها، حتى يقيس العالم نوايا الإدارة الجديدة في طهران”، مشيراً إلى أن “العقوبات النفطية ستبقى في مكانها خلال فترة ستة أشهر، ما سيتسبب بأكثر من 25 مليار دولار من العائدات المفقودة”.

وأضاف: “أما الرسالة فواضحة، فإن الضغوطات ستستمر، ولكن إذا سارت الأمور بشكل جيد، فإن طهران ستحقق خلال فترة نصف عام، المزيد من التقدم في مقابل الشفافية”.

يشار إلى أن ايران تمتلك حوالي 9 في المائة من إحتياطيات النفط المؤكدة في العالم، مدعية قبل أعوام قليلة، أن لديها حوالي 150 مليار برميل من النفط، وأكبر حقل للغاز في العالم. لكن، كبار عملائها، أي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، قلصوا واردات الطاقة، بمعدل الثلث أو أكثر في السنوات القليلة الماضية، بسبب الضغوط الأميركية والأوروبية.

ورغم أن دول عدة، من بينها واشنطن ودول الإتحاد الأوروبي، شددت الخناق على إيران خلال الأعوام الماضية، إلا أن العقوبات لم تقتصر على النفط فقط، ولكن، شلت قدرة ايران أيضاً على تأمين النقل البحري، والتجارة بعملتي الدولار واليورو. هذه العزلة الإقتصادية، بالتحديد، بحسب بعض الخبراء الإستراتيجيين في الشرق الأوسط، أدت إلى جلب الحكومة الإيرانية الجديدة إلى طاولة المفاوضات.

ويرى بعض الخبراء أن “البرنامج النووي الإيراني المبدئي سيساعد في رفع سحابة من عدم اليقين بشأن سوق النفط”. لافتيين إلى أن “الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته يجب أن يحققوا شروطاً أفضل لإبرام العقود، إذا كانت فترة شهر العسل سترفع من العقوبات”.

وقد أعربت السعودية، المنتج العملاق للنفط، عن شكوكها حول توقيع اتفاق مع طهران، ما سيفرض المزيد من التحديات داخل “أوبك”. وتعتزم إيران مضاعفة إنتاج النفط بحلول العام 2020 إلى ستة ملايين برميل يومياً، وإعادة بناء الصادرات، ما سيؤدي إلى خفض إنتاج السعودية الراغبة في الحفاظ على مستويات الأسعار.

لذا، يمكن وصف ايران التي تضم حوالي 80 مليون شخص، بألمانيا الشرق الأوسط مع الكثير من الموارد الطبيعية، وذلك إذا تمكنت من الخروج من سنوات العزلة الإقتصادية.

(CNN)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.