هل تتحول الصين إلى دولة عظمى في عام 2020؟

صحيفة البيان الإماراتية:

صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة كتب تتولي نشرها مؤسسة «بروكنغز» التي تحتل مركز الصدارة ضمن المجامع الفكرية (ثنك تانك) في الولايات المتحدة، والكتاب أصلاً صادر بالإنجليزية ولكنه يستند إلى الدراسة الأوسع تفصيلاً التي أصدرها مؤلفه في بكين باللغة الصينية.

وينطلق الكتاب عبر فصوله الثمانية من منظور استشراف لمستقبل الاقتصاد والمجتمع في الصين، حيث يسرد المؤلف أرقاماً وإحصاءات يحاول بأسلوب الرياضيات أن يستطلع بواسطتها مستقبل الصين القريب ، وصولا إلى عام 2020 على وجه الخصوص، وهو ما يفضي به إلى توقع أن يتجاوز حجم الاقتصاد الصيني نظيره في الولايات المتحدة.

ومن ثم يمكن القول بأن أميركا لن تظل على احتكارها لمكانة القوة العظمى أو القطب العالمي الأوحد، في هذه المرحلة من القرن الحادي والعشرين، خاصة إذا ما تعاون الكيان الصيني مع كيان شمالي آخر يحمل اسم «الاتحاد الأوروبي». بيد أن المؤلف لا يفوته في الوقت نفسه أن يسجل ما يمكن أن تفضي إليه إنجازات الصين من مشكلات وسلبيات.

حيث يرتفع المستوي الصحي مثلاً ، ولكنه يسفر في المقابل عن ظاهرة شيخوخة السكان ، وقد يسفر أيضاً عن توسع، بل استشراء ظاهرة التحول عن سكنى البوادي والأرياف إلى سكنى المراكز الحضرية، بكل ما ينجم عن ذلك من تحولات وأعباء اجتماعية ومعيشية وسلوكية وثقافية لها بدورها جانبها السلبي، وهو ما يضفي على هذا الكتاب طابع الموضوعية ــ الأكاديمية في تناول ما عرض له من قضايا ومشكلات.

منذ 3 سنوات أصدر الكاتب الأميركي، من أصل هندي، «فريد زكريا» كتابه الشهير الصادر تحت العنوان التالي: عالم ما بعد أميركا، وحين قدمت «البيان» عرضاً تحليلياً للكتاب المذكور فقد اهتم العرض التحليلي بالفصل الرابع من الكتاب وقد اختار له «زكريا» عنواناً يقول: المتحدِّي ( أو الغريم الصعب المراس)، وكان القصد هو «الصين» بمعنى أنها ستؤدي دور المنافس الذي لن يشق له غبار حين يلقي قفاز التحدي بوجه أميركا المستقبل.

والحق أن «زكريا» قصد عين الصواب حين أحال بالذات إلى النفسية الجماعية للشعب الأميركي وخاصة لدى محاولة تفسير أسباب الإعجاب ، ربما إلى حد الانبهار أحياناً، ذلك الذي يراود الفرد الأميركي العادي، تجاه الصين.

ويرجع هذا إلى أن الصين ترتبط بداهة بكل ما هو بالغ الضخامة شاسع الاتساع، مترامي الأطراف كثيف العدد، فما بالنا والصين أيضاً بلد يمتد عمره وحضارته وتراثه إلى قرون يمكن أن تحصى بالمئات وربما الآلاف على مدار الزمان.

من هنا يقول فريد زكريا: قد يعجب الأميركيون بالجمال، ولكنهم ينبهرون أساساً بالضخامة، وما عليك سوى أن تتأمل مرافق حياتهم (التي تسيطر عليها معاني ومفردات العظمة (غراند) أو الضخامة (جنرال) أو الشمول (وورلد) وهو ما تشير إليه مثلاً تسميات من قبيل محطة غراند سنترال للقطارات في نيويورك أو ملاهي ديزني وورلد في فلوريدا أو مجموعة مؤسسات جنرال إلكتريك و.. الأمثلة كثيرة.

أخيراً يقول فريد زكريا أن الأوروبيين يفضلون التعقيد، واليابانيين يفضلون التصغير في حين يفضل الأميركيون التضخيم وخصوصاً الحجم السوبر- كما قد نقول.

من هنا أصبح التعرض للصين، بكل حجمها السوبر، قضية مطروحة لا يلبث يعاود زيارتها بمعنى دراستها وتحليلها والتنبؤ بمآلاتها جمهرة الباحثين الأميركيين، وهو ما يتم من منطلق عوامل أساسية ثلاثة:

أولاً : جاذبية الضخامة المتوافرة كما أسلفنا- في الصين.

ثانياً : ولع الدارسين الأميركيين بمحاولات استشراف المستقبل.

ثالثاً : حرص الإنسان الأميركي، مسؤولاً ودارساً وإعلامياً، بل ومواطناً على التساؤل عمّن سيطاول أميركا أو ينافسها على مكانة القوة العظمى (سوبر باور) في المراحل المقبلة من القرن الحادي والعشرين.

وفي إطار ذلك العامل الثالث يأتي الكتاب الذي نعايشه في هذه السطور،

عنوان كتابنا هو: الصين في عام 2020: نمط جديد من القوي العظمى.

ولعل الميزة الجوهرية لهذا الكتاب أنه لم يصدر عن اهتمام إعلامي يحرص على الإثارة ويتوخى في الأساس عنصر التشويق، بل هو صادر عن مؤسسة «بروكنغز» البحثية التي تعد في طليعة مجامع البحوث العلمية السياسية بالذات على مستوى أميركا وربما مستوى العالم على السواء.

والحق أن «بروكنغز» أسدت خدمة علمية لها قيمتها حين لم تتناول موضوع الكتاب وهو صين المستقبل (القريب) من خلال كتابات الباحثين الأميركيين، بل نشرته ضمن إصدارات تحمل عنوان «سلسلة المفكرين الصينيين»، وطبعاً أفسحت الطريق أمام مؤلفه البروفيسور «هُو انغانغ» أستاذ علم الاقتصاد بجامعة «سنغوا» في العاصمة الصينية بكين.

3 أبعاد أساسية

تنطلق طروحات هذا الكتاب من الأبعاد الأساسية الثلاثة التي يراها المؤلف بمثابة ركائز لصعود الصين إلى مكانتها الدولية الراهنة، وهي مكانة لا سبيل، موضوعياً، إلى التقليل من إنجازاتها أو الاستهانة بشأنها ، والأبعاد الثلاثة هي:

من هنا يتابع مؤلفنا الصيني رحلة العقود الثلاثة الأخيرة من مسيرة الصين إلى حيث حققت معدلاً من النمو غير مسبوق، فإذا بها تصبح موضوعياً ثاني أكبر اقتصاد في العالم (بعد أميركا) بل تسبق أميركا ذاتها لتصبح أكبر مصدِّر للسلع والبضائع على اختلافها، ما بين السيارات إلى لعب الأطفال.

وعلي مدار هذه المتابعة، وبمنهج الرصد الإحصائي، يصل المفكر الاقتصادي الصيني بقارئ كتابه إلى تنبؤات علمية يطرحها مشفوعة بالأرقام التي يُخضِعها مؤلفنا إلى عملية تطوير وتمديد أو استيفاء إحصائي إلى أن يقول في إطلالة استشراف على سفر المستقبل: إن صين- 2020 (يعني بعد 8 سنوات فقط لا غير، أو فلنقل أقل من 100 شهر) سوف تصبح «قوة عظمى ناضجة ومسؤولة وجاذبة أيضاً».

الغمز واللمز السياسي

هنا لا نملك سوى أن نلمح خيطاً مما قد نَصِفُه بأنه نوع من التعريض الفكري أو الغمز واللمز السياسي بحق الولايات المتحدة. وقد يسندنا كمحللين- في هذا السياق أن مؤلفنا لا يلبث أن يستطرد قائلاً:» إن صين 2020 سوف تكون قادرة، جنباً إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي، على وضع نهاية لحقبة القُطب العالمي الأوحد، وهي الحقبة التي طالما هيمنت عليها الولايات المتحدة».

كثير من محللي هذا الكتاب يكادون يوافقون مؤلفه الصيني على أن المستقبل مفتوح أمام صعود غير مسبوق للنجم الصاعد المقبل من أقصى الشرق الآسيوي، ويكفي أن البروفيسور «هو انغانغ» استطاع أن يدلّل علمياً ورياضياً على أن بلاده أصبحت أكبر سوق ناشئ أو صاعد في عالم اليوم (وهذا ما وضعها كما نعرف- في طليعة الدول الأربع أعضاء مجموعة الاقتصادات الناهضة التي اختار لها البنك الدولي مصطلح «بريكس» حيث تضم كلاً من (البرازيل وروسيا والهند والصين).

وعندما يطرح المؤلف فكرة الصين بوصفها أكبر سوق ناشئ أو ناهض في دنيانا، فهو يؤكد لقارئه أيضاً كيف أن أمته جديرة بأن تستخدم، أو حتى تستغل، هذا الإنجاز إلى حيث تستجمع قدراتها على التأثير في مسيرة النمو الاقتصادي في العالم، وعلى التأثير كذلك في تدفقات رأس المال الأجنبي المباشر، وعلى أنماط استهلاك الطاقة وحجم الانبعاثات الكربونية المسِّببة كما أصبح معروفاً- لغازات الاحتباس الحراري بكل تأثيراتها السلبية على درجة حرارة الكوكب، وعلى حالات تغّير المناخ في أقاليمه المختلفة.

لا يفوت مؤلفنا أن يعرض في الفصل الثالث من كتابه بعض العقبات أو السلبيات المقدر أن تواجهها مسيرة التنمية في الصين. وفي مقدمتها مثلاً شيخوخة السكان وارتفاع عدد المسنين بمئات الملايين أحياناً في المجتمع الصيني، فضلاً عن تحّول ملايين أخرى عن أنماط المعيشة التقليدية في الأرياف والبوادي إلى حياة المدن في إطار عملية «التحول الحضري أو ظاهرة التحضر» كما يسمونها بكل ما يترتب عليها من مغارم اقتصادية واندثار لأنماط حياتية كانت راسخة، ثم تقلبات، تصل أحياناً إلى أن تكون تشنجات وتقلصات تصيب النسيج الاجتماعي في صين المستقبل.

عن التقدم ومشكلاته

هنا تتجلى موضوعية المفكر الأكاديمي الذي لا يستسلم إلى مجرد الإشادة بالإنجازات، ولكنه لا يلبث يتناول أيضاً الأبعاد الأخرى للصورة التي تبدو واعدة وأحياناً مبهرة. وهو يكاد يلخص هذا المنحى الذي اتبعه في معالجة مادة كتابه في العنوان الذي اختاره للفصل الرابع من الكتاب وهو: التقدم ومشكلات التقدم.

مع هذا ، فلم يكد يشفع هذا النهج للمؤلف، في نظر المحللين الأميركيين الذين تصدوا لتدارس هذا الكتاب، صحيح أن الناشر كما أسلفنا- هو «بروكنغز»، كبرى مراكز البحوث ومجامع الفكر (ثنك تانك) في الولايات المتحدة، لكن ها هي مؤسسة «راند» المنافِسة التي تكاد تشغل المرتبة التالية بعد «بروكنغز» تنتدب واحداً من باحثيها وهو البروفيسور «أندرو سكوبل» .

كي ينشر عرضاً نقدياً لكتابنا في مجلة «العلوم السياسية» (عدد الربيع عام 2012) وهو يصف، وبالأحرى ينتقد، المؤلف الصيني بأنه مفرط في التفاؤل (بشأن مستقبل بلاده) فيما يعترف الناقد الأميركي أيضاً بأن هذا التفاؤل (الصيني) المفرط ربما يلقى تجاوباً من جانب القراء الأميركيين ممن صاروا يؤمنون بما أصبح يعرف بأنه «الطابع الاستثنائي للصين».

لكن على الجانب المقابل من هذه المعادلة، علينا أن نسجل أن كتابنا بدأ بالفعل ومن خلال عرض الإنجازات- بنبرة تفاؤل تصل بالصين كما ألمحنا- إلى دور الدولة العظمى خلال السنوات الثماني هل نقول العشر- المقبلة.

لكن المنهج الذي أشرنا إليه، وقد حرص مؤلفنا على اتباعه، وبحيث لا يفوته رصد السلبيات حتى تلك الناجمة عن التقدم الذي يتم إحرازه هذا المنهج دفع بالمؤلف إلى أن يخفف من حماسه المتفائل إزاء مستقبل بلاده، ولدرجة بدا معها مع سطور الفصل الأخير وعلى نحو ما يرصده أيضاً الناقد الأميركي « أندرو سكوبل»- وكأنه أقل حسماً في تفاؤله بما ينتظر الصين في عام 2020. ومن ثم فقد عمد البروفيسور «انغانغ» إلى وصف حكاية الصين باعتبارها الدولة العظمى في عالم المستقبل على النحو التالي: هذه المقولة أقرب إلى سيناريو نتصوره وما زالت حافلة بعنصر يتراوح بين الشك واليقين.

في هذا السياق أيضاً، تكاد مقولات هذا الكتاب تتراوح بين جانب الإنجاز وجانب الإشكالية، ففيما تحتفل فصوله الثمانية في معظم طروحاتها بما استطاع الإنسان الصيني أن يحققه ويغّير بفضله صورة بلاده ومواطنيه على مدار ثلاثين سنة لا أكثر، وخاصة في المرحلة التي أعقبت حقبة الزعيم الإصلاحي «دنغ شياو بنغ» التي تميزت بأنها فارقت مقولات الزعيم التاريخي للصين «ماو تسي تونغ» .

وقد أمعنت في الأدلجة والتمسك بالتنظير إلى حد من التعصب العقائدي العنيف أحياناً- فقد جاءت حقبة «شياو بنغ» لتتسم بقدر من النزعة البراغماتية التي جمعت بداهة بين النهج العملي- المصلحي- الانفتاحي والتجريبي في آن معاً وهو ما أثّر في الجيل الذي ينتمي إليه مؤلف كتابنا، وهو أيضاً ما دفع المؤلف إلى أن يبلور المنهج الذي يرتأيه الأصلح لمسيرة بلاده، وقد جهد في اتباعه خلال فصول الكتاب. ويتجسد هذا النهج في عبارة بسيطة تقول بما يلي: التماس الحقيقة من ثنايا الواقع.

هنالك لم يجد المؤلف مناصاً من الاعتراف بأن الواقع الصيني الراهن بكل ما حققه من إنجازات مرموقة- إلا أن ثمة سلبيات لا ينبغي تجاهلها ولا إشاحة النظر عنها، ومنها ما يلي على سبيل المثال:

مع هذا كله، تظل الصين منافساً قوياً، وربما إلى حد الشراسة مع الولايات المتحدة، خاصة وأن القطب الأوروبي الاتحادي بات يعاني إشكاليات اقتصادية بالذات أفضت إلى إضعاف اندفاعته الجماعية ولاسيما في مضمار الاقتصاد على نحو ما أصبحنا نرصده في أقطار أوروبية شتي ابتداء من إنجلترا وإيطاليا وليس انتهاء باليونان.

تكهنات متفائلة

وفي كل حال فقد يحق لمؤلف هذا الكتاب أن يطمئن ولو نسبياً إلى مستقبل الأحوال في بلاده.

وهو يتنبأ بأن الناتج القومي الإجمالي للصين سوف يتجاوز نظيره في الولايات المتحدة، إذا ما استخدمنا أسعار صرف العملة في البلدين. بل ويحدد الإطار الزمني لهذا التفوق الصيني بين عامي 2015 و2020. ثم تتسع مساحة تفاؤله بمستقبل الصين، حين يذهب إلى أن حلول عام 2020 سوف يشهد التأمين الصحي الشامل على نسبة 100 في المئة من سكان الصين، (والمعروف أن تأمين وتعميم الرعاية الصحية شكلاّ قضية خلافية بل ورقة مستخدمة في السباق الرئاسي الأخير بالولايات المتحدة).

أخيراً ، يكاد مؤلفنا الصيني يعزف نغمة شجية في تصورنا مفعمة بوعود التفاؤل. لماذا؟ لأنه يؤكد من واقع دراسته الأكاديمية على أن الاقتصادات العشرين في عالمنا الراهن، تلك التي حققت أسرع معدلات النمو في الفترة 1978-2008 كانت جميعها اقتصادات بلدان ومناطق نامية، وأن 13 من هذه الأقطار النامية وضعت ونفذت خططاً خمسية أحرزت قدراً مرموقاً من النجاح.

ومعنى هذا أن ثمة أملاً في أن يتجاوز العالم النامي وهو مرادف أيضاً للعالم الثالث- مشكلات تخلّفه أو تعثّر مسيرته خلف موكب التقدم الذي لا ينبغي أن يظل حكراً على أقطار الشمال في أوروبا أو في أميركا.

و.. هكذا تكلم مفكر أكاديمي من الصين.

المؤلف في سطور

«هُو انغانغ» أكاديمي صيني مولود في عام 1953، وقد درس ونال درجاته الجامعية وفوق الجامعية من جامعة الصين للعلم والتكنولوجيا وأيضاً من الأكاديمية الصينية للعلوم. ويعمل حاليا أستاذاً للاقتصاد في كلية العلوم السياسية والإدارة بجامعة سنغهوا الصينية.

وسبق أن انتدب أستاذاً زائراً في جامعة «كيو» باليابان وجامعة «هارفارد» في أميركا. وهو يعمل حاليا زميلاً باحثاً في قسم الاقتصاد بالجامعة الصينية في «هونغ كونغ» وزميلاً باحثاً في معهد ماساشوستس المرموق للتكنولوجيا في الولايات المتحدة.

ولقد حقق هذا الأكاديمي الصيني سمعة طيبة ومكانة متميزة وخاصة بين دعاة «الثورة الخضراء». حيث يسجل له ما يمارسه من ضغوط سياسية وثقافية على حكومة بلاده من أجل العمل على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بكل محتوياتها الكربونية الناجمة عن التوسع في عمليات التصنيع في طول الصين وعرضها، شهد له بهذه الدعوات الإيجابية أعضاء الوفود التي حضرت مؤتمر كوبنهاغن العالمي المعنِي بقضايا ومشكلات البيئة الكوكبية. وقد أصدر المؤلف نحو 40 كتاباً إلى جانب 9 دراسات موجزة و200 مقالة نشرت في الدوريات العلمية الدولية وفي المجلات الأكاديمية الصينية. وقد ترجم إلى اللغة الإنجليزية 6 من كتبه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.