هل وصلت العلاقة بين عون وبري الى مرحلة “الطلاق الخلعي”؟

وكالة أنباء آسيا-

زينة أرزوني:

إشتعلت الجبهة مجدداً بين عين التينة والرابية، فبعد تصويب الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون على رئيس مجلس النواب نبيه بري بشكل واضح وصريح انه وراء عرقلة عهده، وحمله مسؤولية جزء كبير من العرقلة عبر تجميد القوانين في الجارور، وعبر وضع اليد على مختلف السلطات خلافاً للدستور.

كلام إستدعى رداً من الرئاسة الثانية في عين التينة، ولكن الرد جاء عنيفاً، حيث توجه بري الى عون بالقول:”بدءاً وبدلاً من أن نقول كل عام وأنتم بخير ألزمتني بأن أقول لك ما يلي: لم تكن بحاجة لمن يعرقلك فقد وعدتنا بجهنم ووفيت وكفيت”، مضيفاً “للذكرى وليس للحنين 74 قانوناً صدر ولم تنفذ وليست في الجوارير، أولهم وليس آخرهم الكهرباء، حرمتنا رؤية النجوم ليلاً وشوفتنا نجوم الظهر!”.
كلام رد عليه عضو تكتل “لبنان القوي” النائب جورج عطالله، حيث توجه الى بري، من دون أن يسمّيه، عبر حسابه على مواقع التواصل الإجتماعي، قائلاً: “إجا مين يفرجيك يللي فرجيتو لكل اللبنانيين، نجوم الضهر”.

وانطلاقاً من هذا التشنج السياسي، رأت مصادر سياسية مطلعة في حديثها لوكالة انباء اسيا ان رد بري بهذه الحدة على عون دلالة واضحة على اتساع الهوة الموجودة بينهما، لا بل انه مؤشر الى اتجاه الامور بين الفريقين الى “طلاق خلعي”، خصوصاً وان حليف الطرفين قد بذل قصارى جهده لرأب الصدع في العلاقة بينهما غير انه فشل في ذلك.

وتوقعت المصادر ان يترجم هذا الخلاف مع قابل الايام في الاستحقاقات والملفات المطروحة وعلى وجه الخصوص الانتخابات الرئاسية، وتحت قبة البرلمان.

وهنا تسأل المصادر، هل سيتأثر مسار مفاوضات باسيل مع الرئيس بري حول الملف الرئاسي، حيث رجحت المصادر ان بعد جولة باسيل المكوكية على الافرقاء السياسيين والذين لم يلمس منهم اي ايجابية، سيعود الى المربع الاول اي الى النقاش مع بري، وهي مهمة تحمل عثرات كثيرة في ظل هجوم عوني مركز على مختلف القوى السياسية واطلاق الاتهامات القاسية في حقها.

على المقلب الاخر، وفي وقت تبذل فيه باريس مساعي واتصالات لمواكبة الوضع الراهن ومساعدة لبنان، يصل غدا الى بيروت وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لو كورنو، في زيارة تستمر لأربعة ايام يلتقي خلالها القوات الفرنسية العاملة في قوات الطوارئ الدولية ويمضي معهم ليلة رأس السنة.

ومن المتوقع أن يلتقي لو كورنو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع اللبناني موريس سليم وقائد الجيش جوزيف عون.

وكان الوزير الفرنسي زار لبنان في اكثر من مناسبة، وتربطه علاقات وثيقة بعدد من المسؤولين السياسيين وقيادة الجيش والفعاليات اللبنانية. ومن المتوقع ان يحمل لوكورنو رسالة من الرئيس ماكرون تؤكد على ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة والمضي ببرنامج الاصلاحات.

في المقابل، أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، “أننا سنمضي قدماً في معركة رئاسة الجمهوريّة في النهج ذاته، ولا يظن الفريق الآخر أننا من الممكن أن نقبل بأي مرشّح له، حتى لو قاطع انتخابات رئاسة الجمهوريّة على مدى عشر سنوات، لسبب بسيط أننا نرفض إطلاقاً المساهمة بأي أمر من الممكن أن يكون سيئاً بحق البلاد”، مضيفاً “لذا نريد رئيساً للجمهوريّة يكون بالحد الأدنى رئيساً للجمهوريّة وهذا ما نعمل من أجله ولا طريق أمامنا لإدراكه سوى الاستمرار بمحاولة جمع كل من هم ضد الفريق الآخر، ولو أن الأمر ليس بالسهل ولكن ما من طريق آخر متاح أمامنا للخلاص في الوقت الراهن”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.