وسائل إعلام العدو: بعد 10 سنوات على حرب لبنان الثانية الهاجس الأول حزب الله وخبرته المضاعفة في سوريا

 


تركّز وسائل إعلام العدو منذ أسبوع على مناسبة مرور عقد على عدوان تموز 2006 أو كما يسميها الصهاينة حرب لبنان الثانية. وقبل نحو شهر من حلول الذكرى فعليًا في 12 تموز المقبل، بدأت التحليلات والمقالات الخاصة بتلك المعركة وما نتج عنها من دروس وعبر. وفي هذا السياق، قالت إذاعة جيش العدوّ إن السنوات العشر التي مرّت على حرب لبنان الثانية، كانت سنوات هادئة على طول الحدود الشمالية باستثناء عدة حوادث من بينها مقتل أربعة ضباط وجنود.

بدوره، صرّح قائد اللواء 769 العقيد الصهيوني إلرن موراش للإذاعة نفسها إن هناك شيئًا تغيّر في السنتين الأخيرتين.. هناك احتمال كبير أن تتطور حادثة أمنية منفردة إلى مواجهة شاملة، لكن السؤال هو ليس ما إذ كانت ستقع مواجهة في الشمال بل متى ستقع؟”.

وتضيف الإذاعة “في صيف العام 2014 وضع (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله خطوط المعادلة الجديدة حين قال “لن نسكت على المذلة وسنعمل وفق مبدأ معادلة مقابل معادلة”، وفي شهر كانون الثاني 2015، وبعد أن نُسبت إلى “إسرائيل” عملية إغتيال مجموعة مشتركة لحزب الله في الجولان، جاء الرد أيضًا بإطلاق صواريخ كورنيت على قوة من لواء جفعاتي في مزارع شبعا، ممّا أدى إلى مقتل قائد السرية والإشارة، وبأعجوبة لم يُقتل جنود آخرون.. بعد هذه الحادثة التي كانت من المتوقع أن تؤدي إلى مواجهة، قال (السيد) نصر الله مجددًا الرسالة إن قواعد اللعبة تغيرت”.

إذاعة جيش الاحتلال أشارت الى أن هذه الأمور تنسجم كثيرًا مع تقديرات في “إسرائيل” بأنه لا يُتوقع حصول “حرب مبادرة” مع حزب الله، لكن من المتوقع أن تتطور في أعقاب حادثة استثنائية. ويعتقد مَن كان نائب قائد المنطقة الشمالية في الحرب السابقة اللواء في الإحتياط وعضو الكنيست آيال بن روبن أن هذه المرة سيكون هناك حاجة لهزيمة حزب الله بشكل قاطع”.

ووفق الإذاعة، الطرف الثاني أي حزب الله تطوّر كثيرًا مقابل تعاظم قوة الجيش الإسرائيلي.. هناك إجماع في المؤسسة الأمنية أن الحرب المقبلة، والأضرار وتقدير الإصابات في الجبهة الداخلية لن يكونوا مشابهين بأيّ شكل من الأشكال للحروب السابقة.. التقديرات تشير إلى أن منظومة “القبة الحديدية” بإمكانها توفير حماية محدودة، ولن تتمكن من اعتراض أكثر من 120 صاروخًا، بحسب قائد الجبهة الداخلية خلال الحرب والذي يشغل اليوم منصب نائب قائد المنطقة الشمالية في الطوارئ اللواء في الإحتياط يتسحاق غرشون الذي قال “إذا تم إطلاق 160 صاروخًا في اليوم باتجاه “اسرائيل” خلال حرب لبنان الثانية، فإن علينا أن نتوقع تلقّي ما بين ألف إلى 1200 صاروخ يوميًا، وهذا سيكون مشهدًا مختلفًا تمامًا عمّا عهدناه، وثمة حاجة إلى أكثر من حماية مادية، سنحتاج إلى مناعة ذهنية”.

الاذاعة الصهيونية ذكّرت بأن قائد تشكيل الجليل السابق العميد موني كاتس كان قد أشار في مقابلة معها قبل أقل من سنة إلى أن “التهديد اللبناني لا ينحصر بالصواريخ، فحزب الله بنى قوة في السنوات الأخيرة، من أجل تنفيذ عمليات عسكرية برية في “أراضينا”، ولكنها ستكون محدودة”، موضحًا أن “الجانب الآخر يخطط بالتأكيد من أجل أن ينفذ هنا خطوات برية وربما سينجح في نقطة هنا أو هناك. وأعتقد أن ثمة أهمية لقياس الحرب المقبلة عندما تنتهي وليس عندما تبدأ”.

وسائل إعلام العدو: بعد 10 سنوات على حرب لبنان الثانية الهاجس الأول حزب الله وخبرته المضاعفة في سوريا

صحيفة “جيروزاليم بوست”

نائب قاد اللواء 300

من جانبها، اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن “الجيش الإسرائيلي خضع بعد مرور عقد على حرب لبنان الثانية لتغيير جذري مع متابعة عن كثب لحزب الله، عدوّه الأشرس عند الحدود الشمالية”، وأضافت  أن “حزب الله المدعوم من إيران يكسب الخبرة العسكرية في سوريا، خبرة يصعب على الجنود تلقيها حتى في أكثر البرامج التدريبية العسكرية صرامة”،  ورأت أن “حزب الله يشكل القوة القتالية الأكثر تسلحًا وتدريبًا وقدرة على مقارعة “إسرائيل”.

الصحيفة أجرت مقابلة مؤخرًا مع نائب قائد اللواء 300 المعني بالدفاع عن غرب الجليل العقيد كميل طافش الذي أعرب عن اعتقاده بأن “القيادة الشمالية في مكان مختلف كليًا على جميع المستويات. في النهاية، يمكن أن يتصاعد التهديد من الأسفل حتى الأعلى، ما يعني أن الدوريات لا بد أن تدرك بأنها إذا لم تكن مستعدة لأيّة حادثة يمكنها أن تجرّ “إسرائيل” إلى حرب عامة”، مضيفًا “إننا ندرس الوضع عند الطرف الآخر، ونفكر دائمًا بشأن التغييرات سواء لناحية الاستخبارات أو العمليات”.

ووفق كلام العقيد طافش، فإن عملية شبعا التي جاءت بعد استهداف مجموعة لحزب الله في الجولان، اعتُبرت “نقطة تحوّل” عند اللواء، فاستخدام الصواريخ الموجهة من نوع كورنت على مدى بعيد لاستهداف موكب عسكري كان له التأثير الكبير جدًا على طريقة تفكير لوائنا وفرقتنا والقيادة الشمالية تجاه قدرات حزب الله. ويعمل اللواء بجدّ على تحسين قدراته الاستخبارية الميدانية، وعلى الرغم من أن هذا لا يعني أنه يعرف بالضرورة أين تتواجد كل خلية لحزب الله في أي وقت، غير أنه يمكنه كشف الاقتراب من الحدود في الوقت المناسب وتنبيه الوحدات البرية أو سلاح الجو إن دعت الضرورة”.

الصحيفة تلفت هنا الى أن “المهمة الأساسية للواء 300 الدفاع عن المستوطنات التي تقع تحت أعين حزب الله مثل نهاريا وأفيفيم”. وفي حال حصول تصعيد واسع، تنقل “جيروزاليم بوست”، يمكن للواء 300 أن يتحرك عند الحدود اللبنانية ليكون أفضل قدرة على الدفاع عن المستوطنات.

ويقول طافش “بالنسبة لنا، السياج الحدودي مجرد سياج، هو ليس مقدساً، ويمكننا عبوره إذا دعت الضرورة لمنع وقوع هجمات تحت أيّة ظروف معينة”، وأردف محذّرًا “لقد أصبح حزب الله أكثر قوة من ناحية الوسائل والقدرات، ويمكنه إرسال كتيبة لمهاجمة منطقة ما. هو يكسب التجربة يوميًا، خبرة لا يكسبها جنودنا هنا. وفي السباق حول من يتدرّب أكثر هم أمامنا.. نحن نأخذ هذا بالحسبان، ولا نقف على قارعة الطريق منتظرين الحدث المقبل لأن يأتي إلينا”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.