وقف المنار والنور.. هل تردّون الجميل؟؟!

manar-nour

موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد شعيتو:

شبّهتُ اجتماع وزراء الاعلام العرب الأخير في القاهرة بسلك يهرّب الكهرباء فلا يعود هناك ما ينتفع به منه.
محور الاجتماع كان يفترض بحث كيفية دعم الاعلام العربي للقضية الفلسطينية… العنوان يثير السخرية لأنه متأخر عشرات السنين. فوق هذا فإن الاجتماع شتّ في وقت طويل منه عن النقاش الاهم.

بدا المسؤولون العرب مرة أخرى (ربماء للمرة العشرين او الثلاثين بعد المئة) أشدّاء فيما بينهم رحماء على الكفار، على عكس ما تقول الآية القرآنية، فتلهّوا بخلافات جانبية ونسوا توجيه البوصلة نحو الخطر الأشمل ونحو العدو.

كان للنقاش حول وقف قناة المنار وإذاعة النور اللبنانيتين وقت غير قصير من الاجتماع.  فرح العدو مرتين إزاء ذلك: مرة لأن العرب مجدداً لم يركّزوا على مواضيع تفيد مستقبل منطقتهم، لأنه يريد لهم البقاء متخلفين عن الركب العالمي، والمرة الثانية لأن المستهدف هما المنار والنور ألد أعداء اسرائيل..

“من الضروري العمل على وقف بث القنوات المثيرة للفتنة الطائفية والمحرّضة على الكراهية والعنف”.. الكلام لرئيسة وفد البحرين في هذا الاجتماع العربي، ومناسبة الكلام حث المجلس على تنفيذ طلب البحرين وقف المنار والنور على عرب سات ونايل سات..

عدت بالذاكرة وأنا أتابع هذا الموضوع إلى قرار قناة المنار عام 2010  وقف بث مسلسل السيد المسيح على شاشتها، تجنباً لمس مشاعر المسيحيين، بعد الانتقادات التي وجّهت للمسلسل، بالرغم من أنه لا يحمل أي انتقاص مباشر أو غير مباشر من المسيحية وعقيدتها أو أي تحامل.. قارنت بين هذا الإجراء وكلام المسؤولة البحرينية، فلم أرَ في الأول إلا ما يدحض الثاني.. وهو مثال ونموذج بين عشرات الأمثلة.. لم تجد هذه المسؤولة إلا رمي تهمة التحريض الطائفي المزعوم الذي أصبح شمّاعة معروفة لدى أصحاب الحجج الواهية..

المنار والنور لم تنهجا إلا منهجاً واحداً منذ انطلاقتهما، عنوانه ألف باء الوحدة العربية والاسلامية.. والمطلّع على كواليس عمل المنار والنور في تناولهما للأحداث العربية، ومنها ما يجري في البحرين، يرى أنهما تحرصان على إبراز نبض الشعب وتحذّ ر من ـ وتحظّر ـ أي مس بطائفة أخرى. وفي الموضوع البحريني تبرزان المسألة كمطالب شعبية وتضيئان على أي مشاركة سنية في طلبات الاصلاح لتؤكدا أن المسألة حقوقية وسياسية ولا هدف ولا خلفية مذهبية لها، وذلك حرصاً على منهج الوحدة الإسلامية وعدم إثارة النعرات المذهبية في مناطقنا.
السبب في طلب البحرين هذا هو أن قلّة قليلة من القنوات ووسائل الاعلام تضيء على ما يحدث في البحرين. وبما أن المنار والنور تنشران تصرفات النظام بشكل مركّز، باتتا من المغضوب عليهما، والمفترض وقفهما، بينما قنوات أخرى تتبع في أحداث أخرى البروباغندا الرخيصة والتضليل واختراع الاحداث لم يقف أحد ليطالب بوقف بثها.. ونذكّر هنا أن طلب سلطات البحرين أتى ليشابه اجراء فرنسا وأميركا في السنوات الماضية ضد هاتين المؤسستين ومؤسسات إعلامية عربية اخرى. كما أتى هذا الطلب بعد قرار اللجنة الوزارية العربية في تموز/ يوليو الماضي وقف قنوات “التلفزيون السوري” و”الإخبارية” و”الدنيا” على نايل سات وعرب سات.

إزاء طلب البحرين، عملت المنار على حل المسألة بهدوء وحكمة وحوار. وكان للإتصالات ودور السلطات اللبنانية نتائج إيجابية أدت إلى عدم تنفيذ هذا الطلب، بالرغم من أن كثيراً من الوزراء العرب تضامنوا مع السلطات البحرينية ضد ما وصفوه الحملات المغرضة، بينما رفض العراق طلب البحرين..

بدا التضامن مع البحرين نكران جميل لهاتين المؤسستين اللتين خدمتا قضايا الشعوب والمقاومة وفلسطين منذ تأسيسهما… يصرّ “المسؤولون” العرب على عدم تصحيح اتجاه البوصلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.